فيديو الوداع الأخير في غزة.. أب يحضن ابنه الشهيد
شارك الصحفي الفلسطيني أشرف أبو عمرة من قطاع غزة مقطع فيديو على حسابه في إنستغرام، يُظهر لحظة مؤثرة لأب يحتضن جثمان ابنه عبد الرحمن الدحدوح، البالغ من العمر 10 سنوات، بحرقة للمرة الأخيرة بعد تكفينه استعدادا لدفنه. وكان الطفل قد استشهد جراء صواريخ الاحتلال الإسرائيلي شرق المغازي وسط القطاع.
لقي المشهد المحزن تفاعلا واسعا بين رواد منصات التواصل الاجتماعي على المستويين العربي والعالمي، حيث وصفه بعض المغردين بأنه "يُجسد مأساة غزة" بشكل مؤثر.
تفاصيل هذا الفيديو قاتلة
مشهد يلخص مأساة غزة pic.twitter.com/t3tlTf82Ed
— Tamer | تامر (@tamerqdh) October 28, 2024
صمت قاتل، نظرات قاتلة، دموع قاتلة، مشهد قاتل!
يارب اربط على قلوبهم، هذا ظلم كبير https://t.co/YzdVqqawlI
— MO (@Abu_Salah9) October 28, 2024
ولا يزال أطفال غزة يقتلون منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حسب ما أكده الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان الذي فقد ابنه في غارة إسرائيلية لأنه يقدم رسالة إنسانية، ودفن ابنه بجوار جدار المستشفى.
وفي مداخلة مع الجزيرة مباشر لم يتمالك أبو صفية نفسه، وانهمرت دموعه عند تذكر ابنه الشهيد، معبرا عن الألم العميق الذي يشعر به نتيجة فقدانه وسط الأحداث المؤلمة التي يشهدها شمال قطاع غزة، وكان الصحفي أنس الشريف قد نشر مقطع فيديو يظهر الوداع الأخير من جنازة ابن الدكتور.
هذا الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان يودع نجله ابراهيم ش8يداً pic.twitter.com/BYUWvT8eJv
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 26, 2024
كما استشهدت الطفلة زينة سعيد الغول، البالغة من العمر 10 سنوات، خلال غارة شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بينما كانت تنتظر استلام وجبة بسكويت في إحدى المدارس المخصصة لإيواء النازحين.
وفي التفاصيل، كانت زينة تقف في الطابور لشراء كعكة عندما ألقى الاحتلال قنبلة أخرى على المدرسة، مما أدى إلى فقدان حياتها. كما قُتل الصحفي سعيد رضوان، وارتفع عدد الضحايا في هذا الهجوم على مدرسة أسماء في مخيم الشاطئ إلى ما لا يقل عن 8 أشخاص.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين بقصف مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين بمدينة غزة بزعم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستخدمها مجمع قيادة وسيطرة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال عبر منصة "إكس" إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارة على مدرسة "أسماء" التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
وفي ظل الأوضاع الصعبة في غزة، يعاني الأطفال من ظروف إنسانية قاسية، حيث يواجه العديد منهم نقصا حادا في الغذاء والاحتياجات الأساسية. ويرجع ذلك إلى الحصار الطويل والأزمات المتتالية التي أضعفت الاقتصاد والبنية التحتية، مما جعل العائلات تجد صعوبة في توفير الطعام بانتظام.
وقد نشر المصور الصحفي سعيد جرس عبر حسابه صورا من دير البلح، علق عليها قائلا: "يحاول فلسطينيون الحصول على وجبة طعام مجانية وسط المجاعة التي يعاني منها السكان النازحون في دير البلح، وسط قطاع غزة". وتظهر هذه الصور معاناة الأطفال في سعيهم للحصول على لقمة تسد جوعهم.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة لليوم الـ388، مخلفا شهداء وجرحى في مناطق عدة بقطاع غزة، واعتقلت قوات الاحتلال مئات المواطنين من شمال القطاع.
وذكرت مصادر طبية للجزيرة أن 22 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ صباح اليوم الأحد، وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي اعتقال نحو 200 فلسطيني من مخيم جباليا ومناطق في شمالي القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة مخلفا أكثر من 143 ألفا و500 شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.