بعد انتهاء موسم الصيد.. حملة قطرية لإعادة 195 صقرا إلى موطنها الأصلي

كان الصقارون القطريون عند انتهاء موسم الصيد يطلقون الصقور في الطبيعة، وقد انتقلت هذه العادة من جيل إلى جيل.

حملة إطلاق الصقور في الطبيعة من العادات والتقاليد القطرية القديمة (الجزيرة)
حملة إطلاق الصقور في الطبيعة من العادات والتقاليد القطرية القديمة (الجزيرة)

حفاظا على التنوع البيولوجي وحماية البيئة، تنفذ جمعية القناص القطرية على نحو دوري حملة "صقاقير قطر" لإطلاق الصقور إلى البرية وعودتها إلى موطنها الأصلي.

وتعدّ حملة إطلاق الصقور في الطبيعة من العادات والتقاليد القطرية القديمة، إذ كان الصقارون يطلقون الصقور في الطبيعة عند انتهاء موسم الصيد، وانتقلت هذه العادة من جيل إلى جيل.

وتهدف الحملة إلى نشر الوعي بأهمية إرجاع الصقور إلى الطبيعة، ولعب دور ريادي في الحفاظ على الصقور وإدامة تراث الصقارة.

حملة إرجاع الصقور

وقال مدير مشروع قطر لجينوم الصقور الدكتور فاروق عمر العجلي، في محاضرة على هامش معرض "سهيل للصقور"، إن حملة إرجاع الصقور إلى الطبيعة "تسهم إسهاما فعالا في تعزيز مجموعات الصقور في مواطنها الأصلية وفي حفظ الأنواع والسلالات".

وأشار إلى أن الحملة تسير بالاستفادة من نتائج مشروع قطر لجينوم الصقور وقواعد بياناته، وذلك بجمع عينات بيولوجية من الصقور قبل إطلاقها لحفظها في بنك الجينات الخاص بالصقور، وتحديد بصماتها الجينية، وربط ذلك مع خطوط هجرتها التي تُحدّد باستخدام أحدث أنواع أجهزة التتبع العلمية بالأقمار الصناعية.

دعوة قطرية لتفعيل مبادرة إطلاق الصقور إلى البرية (الصحافة القطرية)
دعوة قطرية لتفعيل مبادرة إطلاق الصقور إلى البرية (الصحافة القطرية)

أمثل الأماكن

وأضاف الدكتور العجلي أن هدف هذه الدراسات العلمية هو تمكين حملة "صقاقير قطر" من الاستمرار في تطوير خططها لاختيار أمثل الأماكن والمواسم لإطلاق الصقور بناء على النتائج العلمية، لتعزيز فرص نجاح الهجرة ووصول الطيور إلى مواطنها الأصلية للتكاثر والاستدامة.

وأوضح أن حماية الصقور تعدّ من أهم أهداف جمعية القناص القطرية التي تسعى إلى تحقيقها بجميع السبل المتاحة كالأبحاث العلمية الجينية، وإطلاق الصقور، وتشجيع الصقور المفرخة، وتنظيم المؤتمرات البيطرية المتخصصة، ورفع الوعي البيئي لدى الصقار، وتنظم جمعية القناص القطرية حملة "صقاقير قطر"، إحياءً للتراث القطري وللحفاظ على الحياة الفطرية بإرجاع الصقور إلى الطبيعة، ودراسة خطوط هجرتها لتخطيط أماكن إطلاقها، وتعزيز فرص نجاتها.

ولفت مدير مشروع قطر لجينوم الصقور إلى أنه منذ عام 2018 بلغ إجمالي الصقور التي أُطلقت 195 صقرا، واختارت حملة "صقاقير قطر" مجموعة دول لإطلاق الصقور، وذلك في ضوء الدراسات العلمية التي تتبعت هذه الطيور وحددت مسارات هجرتها.

فحص الصقور والتأكد من لياقتها البدنية وخلوها من الأمراض المعدية قبل إطلاقها (الجزيرة)
فحص الصقور والتأكد من لياقتها البدنية وخلوّها من الأمراض المعدية قبل إطلاقها (الجزيرة)

فحص طبي

وقبل إطلاق الصقور، تقوم جمعية القناص، مع عدد من الخبراء والأطباء البيطريين المتخصصين في مستشفى سوق واقف للصقور، بفحص الطيور والعناية بها والتأكد من لياقتها البدنية وخلوّها من الأمراض المعدية عند إطلاقها في الطبيعة، وذلك لضمان أن تعزز هذه الصقور المجموعات البرية في مواطنها الأصلية.

وبدوره، أوضح رئيس جمعية القناص القطرية علي بن خاتم المحشادي أنه بعد انتهاء موسم الصيد والمهرجانات والبطولات الخاصة بها، يحرص الصقارون القطريون على المشاركة في تعزيز الحياة الفطرية للصقور والإسهام في تكاثرها، ومن أجل التوازن الطبيعي لحياة الصقور.

الصقارون القطريون حرصوا على المشاركة في تعزيز الحياة الفطرية
الصقارون القطريون حرصوا على المشاركة في تعزيز الحياة الفطرية للصقور (الجزيرة)

وكشف رئيس جمعية القناص القطرية أن عدد الصقور المشاركة في النسخة الخامسة من الحملة بلغ 60 طيرًا أُطلقت في أذربيجان التي تعدّ من أهم خطوط هجرات الصقور، بالتعاون والتنسيق مع السلطات البيئية في أذربيجان نهاية شهر مارس/آذار الماضي.

وكان معرض "كتارا" الدولي للصيد والصقور السادس اختتم السبت الماضي، وسجل حضورا كبيرا ومشاركة واسعة من 180 شركة محلية وإقليمية ودولية متخصصة في أسلحة الصيد ومستلزمات الصيد والصقور والرحلات، تمثل دولة قطر و20 دولة من مختلف القارات.

المصدر : الجزيرة