يستقبل 80 حالة يوميا.. مستشفى الكويت للصقور يضمد جراح الطيور الجارحة

المستشفى يتعامل مع 100 حالة يوميا في مواسم الذروة (الصحافة الكويتية)

يكتسي امتلاك الطيور الجارحة وكذلك تربيتها أهمية كبيرة لدى أبناء منطقة الخليج العربي، باعتبار المنطقة معبرا رئيسا لأعداد كبيرة من تلك الطيور القادمة من غرب آسيا وتركيا وسيبيريا والهند وباكستان وإيران، ولذلك اعتاد سكانها الاهتمام بهذه الطيور وعلاجها من الأمراض، استعدادا لموسم القنص الذي يبدأ بحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.

ويعدّ مستشفى الكويت للصقور، الذي أنشأته الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية في البلاد، الملاذ الآمن للعديد من مربّي الصقور، فهو أحد أهم مستشفيات الطيور في المنطقة، حيث تحتاج الطيور الجارحة، وفي مقدمتها الصقور، إلى رعاية خاصة واهتمام كبير، حتى تتمكن من التكيف مع "أسرها"، كونها حرّة تهوى التحليق في الفضاء الرحب.

المستشفى يحتوي على العديد من وسائل تشخيص الأمراض (الصحافة الكويتية)

الهدف من المستشفى

يقول مدير مستشفى الكويت للصقور المهندس ناصر العجمي إن الهدف منه تحقيق الرعاية الصحية الخاصة بالصقور، مشيرا إلى أن أعداد الصقور تزداد في المستشفى في شهر أكتوبر/تشرين الأول إذ يبلغ علاج الصقور ذروته من أجل اللحاق بموسم صيد الطيور المهاجرة.

وأضاف "نستقبل نحو 80 حالة كل يوم، أما في الأيام العادية فنستقبل بين 30-40 حالة، ويكون لكل حالة ملف طبي خاص، ولدينا أكثر من 7 آلاف ملف في المستشفى".

وكان أهل الخليج قديما يستخدمون الصقور لصيد الأرانب وطيور الحبار والحمام والحيوانات، في توفير طعامهم، أو بيع ما يصيدونه، فكانت تمثل مصدر رزق لأصحابها.

مدير مستشفى الصقور يتحدث عن الإمكانات الموجودة فيه (الجزيرة)

ملف خاص

قبل إنشاء المستشفى كانت الصقور تحظى برعاية شحيحة، ولم يكن هناك اهتمام بمرضها، وعن ذلك يقول العجمي "سابقًا عندما كان الطير يمرض ولا يستطيع اللحاق بفترة الصيد، يستبدله أصحابه بطير ثان، ولا يعرفون ما به، ولكن عندما أصبح هناك مستشفى خاص، بدؤوا إحضار طيورهم للكشف عليها".

إعلان

وأضاف أن المستشفى يوفر علاجات لأمراض متعددة تصيب الطير مثل القلاع و"كوكسيديا" وغيرها، وتابع "نقوم بالكشف على الطير، وإجراء الأشعة له، وتأمين ما يحتاج إليه من علاج كي يتعافى ويصبح جاهزًا لموسم الصيد".

أما عن بروتوكول العلاج، فيوضح العجمي أن أول إجراء يقوم به المستشفى هو فتح ملف للطائر، تُسجل فيه كل بياناته، بعد ذلك يُصار إلى إجراء الفحوص الطبية اللازمة لمعرفة سبب معاناة الصقر وتوفير العلاج اللازم لذلك المرض.

وعن الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى، يقول العجمي إنه يقدم العلاجات المطلوبة، مثل المنظار الخارجي، وإجراء الأشعة وتحاليل الدم الشاملة للطير، والمنظار الداخلي، فضلا عن إجراء العمليات الجراحية لبعض الطيور في بعض الحالات كظهور مرض بقوائم الطير يسمونه "السدة" أو "السومار"، فهذا يحتاج إلى استئصال وخياطة.

ويضيف أن هناك عمليات جراحية أخرى، لأن الطير في بعض الأحيان يرتطم بالأرض وينفتح صدره فيحتاج إلى عملية جراحية بخياطة صدره، وهناك بعض الطيور تجرح بعضها، وهناك معالجة لحالات الكسور مثل الكسر بالجناح أو الفخذ أو غيرهما.

بعض الأدوية المستخدمة في علاج الصقور (الجزيرة)

تقنيات عالمية

وأضاف المهندس ناصر العجمي أن المستشفى يضم أحدث الأجهزة والتقنيات العالمية في التشخيص والعلاج، ويقدم التطعيم الخاص بالصقور المعروف باسم "الجدرة"، وتطعيم "نيوكاسل" المعتمد من مختبرات عالمية، إضافة إلى تقديم التغذية الصحية وحفّ المخالب.

كما يقدم المستشفى خدمة "توسير ريش الصقر"، أي إصلاح الريش المكسور واستبداله، إذ تتعرض الصقور دوما في وقت القنص أو التدريب لحوادث قد تسبّب لها كسرًا أو تلفًا في الريش، ويكون علاج ذلك وإصلاحه باستخدام دعامات تساعد الصقر على الطيران الطبيعي.

وأضاف العجمي أن المستشفى فيه محاجر للطيور، "فإذا كان الطائر مريضًا وصاحبه لا يستطيع تقديم العلاج له يحضره؛ فنضعه في غرف عناية مركزة لعزله عن الطيور حتى لا ينقل إليها العدوى، ونتركه تحت الرعاية الطبية"، مؤكدا أن المستشفى يوفر الرعاية لأنواع أخرى من الطيور النادرة من أجل المحافظة عليها، إضافة إلى توعية الصقارين بالأمراض الشائعة التي قد تصيب الطيور.

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان