هل تنجح مصر في إنقاذ طائر الحبارى من الانقراض؟

القاهرة – خلال القرن الماضي كانت صحارى مصر أحد أوطان طائر الحبارى الأفريقي، غير أن عوامل عدة دفعته مؤخرا إلى حافة الانقراض، وهو ما دفع وزارة البيئة إلى إطلاق برنامج يستهدف إعادة توطين ألفي طائر داخل محمية طبيعية في محافظة مطروح غربي البلاد.
ووقعت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد بروتوكول تعاون بين جهاز شؤون البيئة والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى الأسبوع الماضي، بهدف إعادة توطين طيور الحبارى ورعاية أنواع رئيسية أخرى في البلاد.

وأوضحت فؤاد أن بروتوكول التعاون المشترك يهدف إلى تنفيذ أبحاث وأنشطة مشتركة لاستعادة طيور الحبارى، وبحث إمكانية إقامة مشاريع تستهدف الإدارة المستدامة للحيوانات والطيور المستهدفة وتحقيق مردود اقتصادي واجتماعي للمجتمعات المحلية.
وأشارت الوزيرة في بيان لها إلى أن البروتوكول يشمل الحد من ضغوط الصيد على المجموعات البرية للحبارى عبر إنشاء مناطق يمكن تخصيصها للصيد المستدام.
ومن المقرر أن يستمر عمل مشروع إعادة توطين الحبارى في مصر 10 سنوات قابلة للزيادة لمدة عام.
ووفق تأكيدات حكومية، تم إجراء تحاليل الحمض النووي والبيولوجيا الجزيئية للتأكد من كون السلالة المعاد توطينها تنتمي إلى السلالة المحلية ذاتها التي اعتادت الوجود بمصر.

اختفاء نصف قرن
بدوره، قال رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجي في وزارة البيئة أيمن حمادة إن آخر مشاهدات علمية مؤكدة لطائر الحبارى في مصر كانت في أوائل سبعينيات القرن الماضي.
ومع ذلك، لا يمكن القطع بانقراضه بشكل كامل، فهناك مشاهدات من جانب المجتمع المحلي في مناطق وجوده المعتادة خلال فترة الألفينيات "ولكن هذه المشاهدات لا يمكن الاعتماد عليها علميا"، حسب تأكيده.
وأضاف المسؤول في وزارة البيئة –في تصريحات صحفية– أنه لا يمكن الجزم بتعرض الحبارى للانقراض الكامل، ولكن يمكن القول إنه كان في مرحلة حرجة وفي طريقه للانقراض، لافتا إلى وجوده بكثرة في مصر خلال الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.
واستطرد "كان الحبارى يغطي الجزء الشمالي لصحراء مصر الغربية حتى الحدود مع ليبيا ومنطقة وادي النطرون، حيث يفضل العيش في السهول الرملية والزلطية التي يوجد فيها غطاء عشبي ونباتي".
وثمة عوامل عدة هي ما أودت بالحبارى إلى تلك المرحلة الحرجة من التهديد بالانقراض، ومنها -حسب حمادة- الصيد الجائر من قبل المجتمعات المحلية التي تعيش في المناطق التي يوجد فيها، والجفاف، وقلة الغطاء النباتي، وتدهور حالة النظام البيئي هناك، فضلا عن تأثيرات التغيرات المناخية.
معلومات عن الحبارى
- طائر ذو أرجل طويلة ورقبة رفيعة، وله منقار طويل وحاد، ويتدرج لونه من الأبيض إلى البني.
- يعيش في سهول شاسعة ومناطق شبه قاحلة وفي صحارى رملية حصوية.
- يتغذى على اللافقاريات والنباتات والأعشاب الموجودة في البيئة التي يعيش فيها.
- متوسط الحجم، ويتراوح طوله بين 55 و65 سنتيمترا، ويصل وزنه إلى نحو 2.5 كيلوغرام، وتصل سرعته إلى 15 كيلومترا في الساعة.
- يلعب دورا مهما للغاية في تحقيق التوازن البيئي، فهو يتغذى على بعض الكائنات، مما يجعلها لا تنتشر بصورة زائدة على الحد، وفي نفس الوقت يعد طعاما للحيوانات الأكبر منه مثل الفهد الصياد.
- توجد منه أنواع مختلفة مثل الآسيوي والعربي والهندي وحبارى شمال أفريقيا، والأخير تحاول مصر إعادة توطينه، وهو مدرج في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة "آي يو سي إن" (IUCN) كنوع معرض للخطر، ويتسم بكونه لا يهاجر، وتقتصر حركته المحدودة على مناطقه الطبيعية.
مراقبة بالأقمار الصناعية
بحسب التقرير الفني لوزارة البيئة حول خطة توطين ومراقبة طائر الحبارى، فقد تم إطلاق ألفي طائر في بيئة مناسبة، مع توفير الرعاية الصحية البيطرية للتأكد من حالتها الصحية وإعادة تأهيلها وجعلها تتأقلم مع الأجواء والعيش في البرية.
وأكد التقرير أنه تم اختيار محمية العميد في محافظة مرسى مطروح مكانا لعيش الحبارى بناء على توافر الغذاء والحماية من المفترسات الطبيعية والأنشطة البشرية.
وبيّن أنه خلال فترة التأهيل بدأت بعض الطيور في التكاثر مع بداية موسم التزاوج في مايو/أيار الماضي، مما يعني نجاح تجربة إطلاق وإعادة توطين الحبارى في مصر.
ومن خلال أحد أنواع أجهزة التتبع المناسبة للطيور ستتم متابعة الحبارى عبر الأقمار الصناعية، لمعرفة مدى تأقلمها على العيش في تلك البيئة الجديدة والتأكد من عدم هلاكها أو نفوقها ومن نجاح التجربة، وفق ما ذكر التقرير الفني.
طيور مصر
ووفق موقع وزارة البيئة، تمثل مصر المعبر اليابس الوحيد بين 3 قارات هي أوروبا وآسيا وأفريقيا، لذا فهي أحد أهم طرق هجرة الطيور في العالم، إذ تعبر مئات الملايين من الطيور خلال موسمي الربيع والخريف.
وتوجد 34 منطقة في مصر تعد مواقع مهمة للطيور، وتضم تلك المناطق مجموعة من البيئات الأساسية لأي طائر، ومنها الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية.
وتشمل القائمة الإجمالية الأولية للطيور في مصر 381 نوعا، من بينها 14 نوعا تواجه خطر الانقراض، في حين تقترب 23 نوعا من خطر الانقراض.