الباجة العراقية.. فطور مبكر أم عشاء متأخر؟

أحد مطاعم الباجة في العاصمة العراقية بغداد (الجزيرة)

بغداد- يمتاز المطبخ العراقي بتنوع أطباقه، لكن تبقى الباجة الطبق المفضل للكثيرين، إذ يبدأ الإقبال على تناولها منذ ساعات الصباح الأولى وحتى ساعات متأخرة من الليل، فهل هي فطور مبكر أم عشاء متأخر؟

يقول ياسر علي -صاحب أحد مطاعم بغداد المختصة بتقديم الباجة- إنه ورث المهنة أبا عن جد، وتعززت بعد افتتاح الفرع الأول للمطعم عام 1974.

ولفت إلى أن العمل في المطعم يبدأ قبل الفجر عند الساعة الثانية بإيقاد النار تحت القدور الكبيرة المصنوعة من النحاس والألمنيوم لتُصبح الباجة جاهزة للتقديم فجرا.

ياسر علي أكد أن الباجة يقبل عليها أعداد كبيرة من الكبار والصغار، والرجال والنساء (الجزيرة)

ويستطرد علي -في حديثه للجزيرة نت- بأنهم في المطعم يعتمدون منذ سنين على جزار واحد في تزويدهم بلحوم الباجة.

وعن الزبائن، يقول علي إنهم يتوافدون على المطعم من كلا الجنسين وحتى الأطفال، معتبرا أن الجميع يتفق على حب هذه الأكلة الشعبية، مشيرا إلى أن شهرة مطعمه تعدت حدود البلاد لتصل إلى دول أخرى، مثل مصر وتركيا وإيران.

ويكمل علي حديثه بالقول إن كبار السن والحرفيين يحرصون على تناول الباجة فجرا لتكون إفطارا مبكرا، وأما الشباب فيفضلون تناولها في ساعات متأخرة من الليل لتكون عشاء متأخرا.

إعلان

أكلة الوجهاء

اختلفت الروايات حول أصل كلمة باجة، لكن الأرجح أنها أكلة تركية أتى بها الجيش العثماني، حيث كانت تُقدم وجبة ضيافة في قصر الوالي للباشوات والوجهاء، لتنتشر بعدها بين الناس في البيوت الموصلية والبغدادية ومختلف المدن العراقية.

وهناك رواية تشير إلى أن أصلها مغولي، وتناولها الناس عندما مرت البلاد بموجة من الفقر والمجاعة.

زبائن داخل أحد مطاعم الباجة في بغداد (الجزيرة)

ما هي الباجة؟

هي أكلة شعبية تُصنع من رأس الخروف المسلوق مع الأرجل والمعدة (الكرشة) التي تحُشى باللحم واللوز والبهارات، وتُقدم مع الخبز المنقوع بماء اللحم. ويُفضل تناولها في فصل الشتاء، لأنها تُساعد على الشعور بالدفء وإمداد الجسم بالطاقة.

تختلف طرق إعداد الباجة في العراق حسب المنطقة، فهناك الباجة الموصلية والبصرية إضافة إلى البغدادية، لكن مهما تعددت طرق إعدادها، إلا أنها تبقى طبقا لا يختلف على حبه اثنان.

يقول محمد جاسم حسون -أحد رواد مطاعم الباجة- إنه لا يستطيع الاستغناء عن تناولها، فهي المفضلة لديه ويحرص على تناولها كل أسبوع لما تتميز به من طعم ونكهة تميزها عن باقي الأطباق العراقية، ويوافقه الرأي أخوه علي الذي يستشهد بمثل شعبي عراقي يقول "اللي ياكل باجة مايتحاجه" (أي أنها أكلة الملوك والسلاطين؛ فمن يأكلها تكون منزلته عالية فلا يكلمه العامة).

أما خبير التغذية، الدكتور أحمد الزبيدي، فيلفت إلى أن الباجة تعد مصدرا غنيا بالبروتين والكولاجين، ولها فوائد عديدة للجسم إذا أُكلت بكميات معتدلة وبدون الخبز أو الأرز.

وأضاف أنه ينصح بتناول ماء العظم (الكوارع)؛ لأنه صحي جدا وبالإمكان تناوله كحساء بمقدار كوب واحد.

المصدر : الجزيرة

إعلان