سفراء النظافة بالعراق.. حملة أطلقها مغترب لتنظيف ضفاف الأنهار
بغداد- شباب عراقيون يتطوعون لتنظيف أنهار بلدهم، وكانت البداية من شاطئ نهر دجلة في بغداد، ومن بينهم مغتربون عادوا في إجازتهم للمشاركة في الحملة.
مرتضى التميمي شاب عراقي (29 عاما) مغترب في كندا، يعمل مهندس برمجيات، جاء إلى بغداد ليقضي إجازته ويشاهد الغروب مع والدته على ضفاف نهر دجلة، لكن صدمه منظر النفايات وكميتها في الأماكن المحاذية للنهر.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsآخر أثر قائم من العاصمة الإمبراطورية الفارسية القديمة.. العراق يعيد تأهيل طاق كسرى التاريخي
في العراق.. شاب يعزف على المكنسة دعما لعمال النظافة
للحفاظ على البيئة والمناخ.. مهندس عراقي يعمل على تطوير الطاقة المتجددة
قرر مرتضى تنظيف ضفاف النهر بيده، ووثق فيديو لصفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، ليجد مساندة واسعة، وتنطلق بعدها حملة تطوعية باسم "سفراء النظافة".
يقول مرتضى إن شاطئ نهر دجلة هو أحد المعالم الأساسية في العراق، ومصدر أساسي لمياه الشرب.
قصة الحملة
وعن حملة تنظيف دجلة، قال مرتضى للجزيرة نت إنه في اليوم الأول ذهب بمفرده ونظف مساحة صغيرة، وصوّر ذلك ونشره عبر حسابه على إنستغرام، وحث الآخرين على مشاركته في التنظيف، فلقيت دعوته في البداية استجابة من نحو 20 شخصا، وكانت والدته تسانده، إلى أن تصاعد عدد المشاركين حتى بلغ نحو 500 شخص.
وذكر مرتضى أنه تم تخصيص يوم الجمعة من كل أسبوع لخروج المتطوعين لتنظيف ضفاف النهر، مشيرا إلى أن ذلك يهدف لأن تكون بغداد أجمل، ولخلق وعي بيئي للقضاء على التلوث المحيط بالنهر.
وبعد شهر من حملته، عاد مرتضى إلى كندا، لكن حملته التي أطلقها بقيت مستمرة في العراق.
المتطوعون وضعوا خطة قسموا من خلالها ضفاف دجلة إلى مناطق، ليتم تنظيف كل جزء على حدة، وذلك لمعرفة الأماكن الأكثر حاجة للتنظيف.
توسع الحملة
الحملة التي أطلقها مرتضى من بغداد اتسعت اليوم لتشمل 15 محافظة عراقية خرج شبابها لتنظيف ضفاف الأنهر الملوثة بالنفايات. وتعتمد الحملة على مبدأ الاستمرارية والاستدامة ولا تهدف للتنظيف فقط، وإنما لنشر ثقافة التغيير ونشر روح التعاون.
ويشارك في الحملة حاليا أكثر من 500 شخص، جمعوا أكثر من 20 ألف كيس من النفايات، حيث يستعمل كل تجمع 3 آلاف كيس، وبات الجميع يشعر بالمسؤولية تجاه التغيير. وبالرغم من أن تنظيف النهر مسؤولية حكومية، فإن للشعب دورا مهما في التغيير حتى يحافظوا على مدينتهم ويحموها من التلوث.
ومن المتطوعين في الحملة فراس أحمد، الذي أكد أنه شارك في كثير من الحملات التطوّعية التي شهدتها المحافظة.
وأكد للجزيرة نت على أنه مستمر في العمل التطوّعي، موضحا أن دافعه إلى ذلك "مدينتي وسكانها التي أريد أن أراها متألقة جميلة ترتدي حلة الزفاف مثل العروس"، معتبرا ما يقوم به رسالة بسيطة للجميع.
تهديد للحياة
ويرى الناشط البيئي مهدي ليث أن التقارير العالمية تعلن عن ملايين الأطنان من البلاستيك في العالم، وبالأخص في المحيطات والبحار، وتهدد الحياة البحرية والنهرية، وتتسبب في موت ملايين الحيوانات، وتعتبر مؤثرة على ارتفاع الحرارة والتغيير المناخي.
ولفت إلى أنه في العراق تلوثت ضفاف الأنهار بسبب الحروب وغياب القانون والرقابة لسنوات عدة، وعدم اهتمام الجهات المعنية بنشر الوعي تجاه أهمية النظافة في الأماكن العامة بما فيها ضفاف الأنهار، للحفاظ على صحة الإنسان والحياة العامة والحماية من الآثار البيولوجية من التلوث الناتج من نفايات ومخلفات المعامل والمصانع والمستشفيات التي تشكل خطرا كبيرا على الكائنات الحية.
ويرى ليث أن نشر الوعي بأهمية نظافة البلد كجزء أساسي من جمالها وخطورة وجود النفايات والأنقاض وبالأخص البلاستيك عن طريق صناع المحتوى والمؤثرين، يعتبر أمرا أساسيا، كون الشباب يقضون معظم وقتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا التأثير والحراك من قبل الشباب مؤخرا ضمن حملة سفراء النظافة سيكون له تأثير على نطاق واسع.
تجدر الإشارة إلى أن العراق أقر قانون حماية البيئة رقم 27 لسنة 2009 الذي يهدف إلى حماية وتحسين البيئة من خلال إزالة ومعالجة الضرر الموجود فيها أو الذي يطرأ عليها، والحفاظ على الصحة العامة والموارد الطبيعية والتنوع الأحيائي والتراث الثقافي والطبيعي، بالتعاون مع الجهات المختصة، بما يضمن التنمية المستدامة وتحقيق التعاون الدولي والإقليمي في هذا المجال.