لها مكانة كبيرة في المجتمع.. القهوة السعودية رمز الكرم في التراث المحلي
القهوة السعودية تشير عموما إلى القهوة المصنوعة من حبوب "أرابيكا"، ومعروفة بدرجة كثافتها الأقل من القهوة التركية.
الرياض ـ ما إن تفوح رائحة الهيل وتجد الدلّة والفنجان والتمر السكري، تدرك حينئذ أنك حللت ضيفا في بيت سعودي، فالقهوة تعدّ جزءا من التراث السعودي، نظرا للارتباط الكبير بين فنجان القهوة والثقافة المحلية.
وتحتل القهوة العربية أو السعودية مكانة خاصة في المجتمع السعودي، فهي أهم عناصر الضيافة في البلاد، ولا تكاد تخلو أي مناسبة منها لارتباطها بالعادات والتقاليد، حيث تعدّ رمزا من رموز الجود والكرم في منطقة الخليج بالكامل.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبائعة القهوة.. قصة كفاح على قارعة الطريق
ارتفاع الأسعار يطال القهوة في لبنان
دراسة حديثة تكشف عن فائدة جديدة لشرب القهوة
وتنفيذا لمبادرة وزارة الثقافة السعودية بتسمية عام 2022 بـ"عام القهوة السعودية"، أصدرت السلطات في المملكة تعميما لجميع المطاعم والمقاهي في المملكة لتعتمد بموجبه اسم "القهوة السعودية" بدلا من "القهوة العربية"، في تسمية ووصف هذا النوع من المنتجات.
وأكد اتحاد الغرف السعودية، الذي أصدر التعميم، أن المسمى الجديد سيوضع في قائمة المنتجات المقدمة إلى العملاء في هذه الأماكن وفي جميع مناطق المملكة.
القهوة السعودية تشير عموما إلى القهوة المصنوعة من حبوب "أرابيكا"، ومعروفة بدرجة كثافتها الأقل من القهوة التركية، وكذلك بثراء مذاقها بسبب استخدام التوابل.
#القهوة_السعودية اسم على مسمى .. pic.twitter.com/0mvxDrRmQX
— فهد ديباجي (@fahddeepaji1) January 30, 2022
تُحضّر القهوة السعودية من حبوب البن المحمصة التي تغلى بالماء بالدرجة المطلوبة ما بين الخفيفة الذهبية والسمراء، ولا يضاف إليها السكر، وقد يضاف إليها الزعفران أو القرفة أو الهيل أو القرنفل، وتقدّم في "دلّة وفنجان" صُمّما خصيصا لها، بملء الجزء السفلي من الفنجان بكمية صغيرة، ما لم يرغب الشارب بعكس ذلك، وتُقدّم مع التمر.
ويأتي تعديل اسم القهوة إلى القهوة السعودية في إطار مبادرة وزارة الثقافة السعودية بإعلان عام 2022 "عام القهوة السعودية"، بهدف تعزيز مكانة القهوة السعودية محليا ودوليا باعتبارها رمزا من رموز الثقافة السعودية، وموروثا أصيلا.
موروث ثقافي
ترتبط القهوة بالإرث الثقافي للمملكة العربية السعودية، عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة، والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات، حتى أصبحت عنصرا رئيسا في الثقافة والموروث الشعبي السعودي، وعلامة ثقافية تتميز بها المملكة، سواء من خلال زراعتها، أو طرق تحضيرها وإعدادها وتقديمها للضيوف.
وتهدف مبادرة "عام القهوة السعودية" أيضا إلى تأكيد ارتباط القهوة وثقافتها بالهوية السعودية، انطلاقا من خصوصية تعامل المجتمع السعودي معها ومع أجوائها المميزة، زراعة وتحضيرا وتقديما.
عام القهوة السعودية
ويرى موقع المبادرة على شبكة الإنترنت أن المبادرة تستهدف إبراز مظاهر الكرم والضيافة السعودية الأصيلة المرتبطة بالقهوة السعودية وعاداتها الفريدة، فضلا عن إظهار التنوع الثقافي الكبير في المملكة من خلال تعدد طرق إعداد وتقديم القهوة السعودية.
وفي كلمة له عقب إطلاق عام 2022 عاما للقهوة السعودية، قال وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود إن المملكة تشعر بالفخر لامتلاكها ثقافة عريقة متنوعة، تضرب بجذورها في أعماق هذه الأرض منذ بدء التاريخ إلى اليوم.
المملكة تحقق قفزة نوعية في زراعة البن بأكثر من ٤٠٠ ألف شجرة.
للمزيد:https://t.co/1OOty7vgzK pic.twitter.com/jcKECvO9oe
— وزارة البيئة والمياه والزراعة (@MEWA_KSA) June 30, 2021
دلالات متعددة
وأضاف الوزير أن القهوة السعودية تعدّ عنصرا مهما من عناصر هذه الثقافة الغنية، "ليس لمجرد كونها مشروبا طيبا يشاركنا في جميع لحظات حياتنا، بل لأنها تمتلك دلالات عميقة على الكرم والضيافة، والتنوع الثقافي، والخصوصية الفريدة للثقافة السعودية".
وأوضح أن القهوة السعودية منذ زراعتها في جنوب المملكة، إلى حصادها، وتوزيعها، ثم إلى طريقة إعدادها وتحضيرها التي تختلف من منطقة إلى أخرى، وصولًا إلى أساليب تقديمها المتنوعة؛ تكتسب قيمتها الثقافية باعتبارها نشاطا اجتماعيا بامتياز، يعكس القيم السعودية، وتتجلى فيه خصوصية العلاقة التي تربط السعوديين بقهوتهم المميزة.
ووفقا لصحيفة عكاظ السعودية، فإن المملكة لديها 400 ألف شجرة من أشجار البُن مع نهاية 2021، وتستهدف في 2025 زراعة 1.2 مليون شجرة "بن خولاني" -أبرز منتجاتها من البن- فضلا عن أن إنتاج السعودية يبلغ 800 طن من البن سنويا من 600 مزرعة في البلاد.