يرمز للهوية القطرية.. "البشت" يتصدر اهتمام المنصات بعد ارتداء ميسي له خلال التتويج بكأس العالم

Argentina wins World Cup
ميسي مرتديا البشت القطري في أثناء تسلمه كأس العالم (الأناضول)

تصدرت لقطة ارتداء اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي البشت القطري المنصات العربية والعالمية، حيث حازت كثيرا من الإعجاب وعدّها بعض المتابعين واحدة من اللقطات التي ستخلد في تاريخ كأس العالم.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد ألبس قائد الأرجنتين "البشت" -وهو لباس قطري تقليدي- قبل تسلمه كأس العالم، حيث شارك ميسي في مراسم التتويج وهو يرتديه.

و"البشت" عباءة يرتديها الرجال العرب منذ القِدم، وما زال يستخدم في دول الخليج ويتميز بألوانه المختلفة مثل الرمادي والأسود والبني والبيج والأبيض.

وأشاد المدونون -عبر المنصات العربية بهذه اللفتة- التي أبرزت الثقافة العربية في واحدة من أهم اللحظات الرياضية في التاريخ، معتبرين أنها لقطة لن تنسى، وستبقى أفضل ختام لمونديال قطر.

تعليقات واحتفاء

وقال الكاتب الصحفي القطري مبارك الخيارين إن ارتداء مسي للبشت يمثّل لمسة تراثية قطرية عربية على أكتاف بطل العالم، وتابع: "البشت القطري حاضر في مشهد البطولة، لتؤكد قطر على رسائلها المتتابعة بكل ما يخص ثقافتها وتراثها ودينها، خلال البطولة وفي ختامها".

أما المذيع بقناة الجزيرة محمد كريشان، فعلّق قائلا: "أن يُلبس أمير قطر الشيخ تميم اللاعب ليونيل ميسي "البشت" القطري التقليدي الفاخر، لهو آخر لمسة قطرية ذكية في كأس عالم جاء متفوقا في كل شيء".

وأضاف "برافو قطر.. أبدعت وأقنعت، فأذهلت العالم كله".

وباختصار، علّق الناشط القطري حمد لحدان المهندي "لقطة للتاريخ ستبقى طويلا، ميسي يرفع كأس العالم مرتديا البشت القطري".

أما الإعلامية التونسية ليلى الشايب، فقالت: "ميسي والكأس الأغلى والبشت القطري الفخم… مونديال لن يتكرّر ولن يُسدَل الستار قريبا".

إنجازات وثناء

وقال المغرد العماني أحمد بن سالم السيابي -في تعليقه على ما قام به الشيخ تميم من إنجازات خلال مونديال قطر- "في 28 يوما، تمكن هذا الرجل من إعادة رسم الصورة النمطية للإنسان العربي في عقول وقلوب زهاء 8 مليارات إنسان، ولم نعد مجرد خيمة وجمل وبئر نفط، بل حضارة ودين تسامح ومكارم أخلاق لم يشهد مثيلها كل العالم".

وأضاف "شكرا لك يا أفضل لاعب، وهداف البطولة، ومايسترو المونديال، شكرا الشيخ تميم بن حمد".

كما تصدرت اللقطة المنصات العالمية، التي شاركتها تحت عنوان "الشيخ ميسي"، في حين تساءل البعض عن ماهية هذا الثوب وتقاليده، وأثنى آخرون على وجود الثقافة الشعبية في لقطة مثل هذه.

وعلق الرياضي العالمي تام خان: "الشيخ ميسي، هذا تصرف عبقري، ارتداء الثوب التقليدي خلال أكبر لحظة في تاريخ الرياضة، أحب قطر، يا لها من لحظة، دع العالم يحتفل بالثقافة".

رمز العادات والتقاليد

رغم التطور الكبير الذي تشهده قطر في كافة المجالات، فإن الأزياء العصرية الحديثة لم تدفع المواطن إلى التخلي عن ارتداء البشت المُطرز بالخيوط الذهبية على الأطراف مع الثوب الأبيض و"الغترة" (غطاء الرأس للرجال) والعقال.

ويأتي ذلك تمسكا بالعادات والتقاليد، ومحافظة عليها حية في الذاكرة، في حين يُعد البشت رمزا للشخصية، وقد ارتبط بالإنسان العربي والقطري، والخليجي عموما وأصبح سمة من سماته.

عرف البشت منذ القدم، تمامًا كما عرف العقال مُكملًا للزي أو اللباس، وجزءًا أساسيًا منه، وبالتالي هما رمزان للأصالة والهوية الوطنية نظرًا لقيمتهما التراثية، خاصة أن الرجل يعتبر العقال تاجًا على الرأس و"البشت" رمزًا للشخصية.

ويبدأ طول البشت من الكتف إلى القدم، وهو لباس ليست له أكمام، ولكنْ له فتحتان من أجل إخراج اليدين.

ولا يُلبس البشت في الحياة اليومية عند القطريين، بل له مناسبات محددة، فأصبح يقتصر استخدامه على المناسبات الوطنية والاجتماعية والأعياد والأعراس.

كما تحتفل الجامعات القطرية بالخريجين بارتداء "البشت" في حفل التخرج.

ثقافة وثراء

يقول الكاتب القطري عبد العزيز الخاطر -في مقال بعنوان "ثقافة البشت وبشت الثقافة" نشره الإعلام المحلي- "عندما كنت صغيرا، كنت أصحب والدي -رحمه الله- أحيانا إلى السوق، وأكثر ما كان يشد انتباهي هو رؤية الجميع يلبس البشت في كل مكان من السوق في الدكاكين في الممرات الضيقة".

ويضيف "حتى في سوق المواشي كنت أرى أهل قطر مطرزين بالبشت أينما ذهبوا أو نزلوا، كان البشت الحد الأدنى من العلاقة في المجتمع، أحسست أنه يمثل النسيج الاجتماعي في حالة تماسكه وقوته".

ويردف الخاطر في مقاله: "هذه الرمزية للبشت استمرت مع ذلك الجيل حتى بدأ ينقرض، وبالتالي طرأ تحول واضح في رمزية البشت بعد ذلك، فأصبح يمثل مناسبة خاصة".

المصدر : الجزيرة + الأناضول