شاهد.. إذاعة "القدس 24" ناطقة بالإنجليزية والعبرية من قلب فلسطين
فكرة وجود إذاعة تبث باللغتين الإنجليزية والعبرية بدأت من الأحداث الميدانية المتصاعدة في القدس والضفة الغربية نهاية عام 2015، وكانت الرواية الإسرائيلية هي الطاغية في نقل الأحداث، لذلك كان لزاما وجود رواية فلسطينية بلغة الإسرائيليين والدبلوماسيين.

رام الله- استقبلت الصحفية رهام أبو عيطة في مقر إذاعة "القدس 24" (jerusalem 24)، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، رسالة صوتية لآخر الأخبار المحلية الفلسطينية وباللغة العبرية من زميلتها ومراسلة الإذاعة في القدس ريما مصطفى، وبدأت بتجهيزها للبث عبر الأثير.
والصحفية ريما مصطفى تعمل ميدانيا من مدينة القدس المحتلة في إعداد نشرة يومية باللغة العبرية تعتبرها هامة للمستمع الإسرائيلي، لأنه لأول مرة يتم إعداد نشرة عبرية من مدينة القدس لهذا المستمع، الذي وصفته مصطفى للجزيرة نت بأنه محروم من الاستماع إلى الأخبار بلغته ولكن من فلسطينيين وليس إسرائيليين.

بصمة فلسطينية
وترى مصطفى أن ما تقوم به إذاعة "القدس 24" تجربة رائدة من قلب مدينة القدس، خاصة وأن إسرائيل تخصص المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي والمحطات الإذاعية والتلفزيونية الناطقة باللغة العربية لنقل روايتها، لذلك كان لا بد من الحديث بلغة الإسرائيليين ولكن ببصمة فلسطينية مقدسية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبالفيديو.. أسيل الأشهب محامية مقدسية تنتصر للقدس بالغناء
يوميات فتاة مقدسية بحي الشيخ جراح.. جنى الكسواني تصاب برصاصة غادرة من الاحتلال وهي تعد القهوة لوالدها
في البرلمان البريطاني.. المقدسية ليلى موران تدافع عن الحق الفلسطيني
بدأت إذاعة "القدس 24" بثا تجريبيا عبر الموجة القصيرة "إف إم" (Fm) بتردد 106.1 من قلب مدينة رام الله، كونه يصعب أخذ موافقات إسرائيلية على عمل إعلامي فلسطيني في القدس، وبدأت ببث أغان باللغة الإنجليزية، وخصصت برامج بهذه اللغة أيضا للعاملين الأجانب في فلسطين وأيضا للمتحدثين من الفلسطينيين والإسرائيليين بالإنجليزية.
وتبين بعد هذا البث التجريبي أن نسبة كبيرة من المستمعين هم من الإسرائيليين الذين يتقن الكثير منهم اللغة الإنجليزية، كما قالت مدير تحرير الإذاعة مي أبو عصب للجزيرة نت، واستدلت على ذلك بالتعليقات على الموقع الإلكتروني للإذاعة وعلى التفاعل عبر منصات التواصل الخاصة بها.

جمهور متنوع
تقول أبو عصب إن فكرة وجود إذاعة تبث باللغتين الإنجليزية والعبرية بدأت من الأحداث الميدانية المتصاعدة في القدس وباقي أرجاء الضفة الغربية نهاية عام 2015، وكانت الرواية الإسرائيلية هي الطاغية في نقل هذه الأحداث، لذلك كان لزاما وجود رواية فلسطينية بلغة الإسرائيليين والدبلوماسيين وببث كامل وليس جزئيا، لإيصال الحقيقة من خلال طرحها من قبل الفلسطينيين.
ولكن بسبب الإجراءات الفنية والمالية تأخّر افتتاح الإذاعة ببثها التجريبي إلى شهر مايو/أيار 2021، والتي صادفت أحداث حييّ الشيخ جراح وسلوان، ومن تم اندلاع حرب جديدة على غزة، وخلال هذه الفترة كانت الرواية الفلسطينية تنقل من مدينة القدس على لسان الصحفية ريما مصطفى باللغة العبرية للإسرائيليين، وكذلك من الزملاء في مقر الإذاعة برام الله بالإنجليزية للبعثات الدبلوماسية في فلسطين.

وتعتبر أبو عصب إذاعتها من الأفكار الرائدة كون الدراسات التي سبقت افتتاحها تقول إنه لا يوجد إذاعة ناطقة بالإنجليزية بشكل كامل ومستمر في فلسطين وتعمل بطريقة مهنية صحفية، لأن معظم البث العبري والإنجليزي يكون في وسائل الإعلام العربية ضمن فقرات وليس بثا كاملا، وهو ما حققته الإذاعة التي أطلقت أيضا موقعا إلكترونيا لها باللغتين الإنجليزية والعبرية، ودعمته من خلال فتح منصات لها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
فن وثقافة واقتصاد..
ولا يقتصر عملها على السياسة فقط -وفق أبو عصب- بل إن القصص التي تطرح تتعلق بكل شيء مقدسي من حياة اقتصادية واجتماعية وفنية وثقافية، ونقل نشاطات يقوم بها الفلسطينيون في كل مكان في الضفة والقدس وغزة والأرض المحتلة عام 1948، بل إن كثيرا من وسائل الإعلام العاملة في فلسطين أصبحت تتابع هذه القصص لتنقلها بلغتها إلى متابعيها كون مراسليها استمعوا إليها بلغتهم الإنجليزية أو حتى العبرية.
على مدار الساعة
وجاءت تسمية الإذاعة باسم "jerusalem" لأنها تعنى بمدينة القدس، ورقم "24" على أنه ينقل الأحداث على مدار الساعة، واستقطبت جمهورا واسعا من الشباب الفلسطينيين أيضا، حسب أبو عصب.

رحبت منى حجاوي، محررة الأخبار والمذيعة باللغة الإنجليزية، بمستمعيها بعد أن انتقلت إلى أستديو الإذاعة من مكتبها الذي أعدّت فيه برنامجها "فايبس"، وهو برنامج منوع يتحدث عن أخبار منوعة ومختلفة حول العالم.
تقول حجاوي للجزيرة نت إن برنامجها بالإنجليزية يركز على ما يحصل في فلسطين أيضا لنقل صورة عن المجتمع الفلسطيني بأنه شعب يحب الحياة ولديه ثقافة وفعاليات يقوم بها بشكل يومي، وهذا الذي يجب أن يصل إلى المجتمع المحلي والدولي وحتى الإسرائيلي الناطق بالإنجليزية، كي تتضح الصورة أكثر بلغتهم ولكن بتحرير وتدقيق موضوعي فلسطيني.