30 عاما على غرق العبارة سالم إكسبريس.. كيف تحول مكان المأساة لجذب عشاق الغوص؟
غرقت العبارة في أعماق البحر الأحمر خلال 20 دقيقة، وراح ضحيتها 470 راكبا أغلبهم من المصريين منهم قبطان السفينة مورو، ونجا نحو 180 شخصا.
القاهرة – "كان القبطان حسن مورو قائد سفينة محنك وتحت إمرته كانت العبّارة سالم إكسبريس، ولأنه يعتبر الأفضل، فقد كان يحفظ المياه المحلية عن ظهر قلب، عند عودته من سفاجا، اعتاد أن يقطع طريقا مختصرا غير مصرح به بين البر الرئيسي وحيد هيندمان المرجاني، مما يختصر رحلته ساعتين كاملتين، غير أن لا أحد من زملائه من ربّان السفن يقطع هذا الطريق سواه".
بهذه الكلمات يصف موقع غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية المصرية حادث العبارة "سالم إكسبريس"، التي غرقت أثناء عودتها من ميناء جدة بالمملكة السعودية في 15 ديسمبر/كانون الأول 1991، والذي صادفت ذكراه الـ30 يوم أمس الأربعاء، متجهة إلى ميناء سفاجا البحري، وبعد أن تدهورت الأحوال الجوية وازدادت شدة الرياح مع حلول الليل، ورغم ذلك لم يعدل قبطان العبارة من مسار رحلته.
لم تلبث العبّارة أن اصطدمت بمجموعة الشعاب المرجانية "هيندمان" على بعد 16 كيلومترا من الميناء المصري، فانفتحت مقدمة العبارة ودخلت المياه لتغرق مكان تخزين السيارات، ولم يتمكن طاقم السفينة من إنزال قوارب النجاة، وخلال 20 دقيقة فحسب استقرت العبارة في أعماق البحر الأحمر، وراح ضحيتها 470 راكبا أغلبهم من المصريين منهم قبطان السفينة مورو، بينما نجا نحو 180 شخصا.
وتذكر جريدة أخبار اليوم المصرية أن القوات المسلحة دفعت باللنشات البحرية والطائرات للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، ونجحت في انتشال 178 راكبا، وعثرت على جثة القبطان في اليوم التالي من الحادث.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمرجع رئيسي للمعلومات عن قاع البحار والمحيطات.. مؤسسة بحثية سعودية تختتم دراسة مسحية للشعاب المرجانية
يعيش في مصر 209 أنواع منها.. هل تتعافى الشعاب المرجانية في شرم الشيخ؟
مؤثرات جيدة وسيناريو ركيك.. “ماكو” يعيد السينما المصرية لرحلة العبارة الغارقة
وذكرت تحقيقات النيابة أن السفينة خضعت للتفتيش البحري المصري والسعودي ومن هيئة الإشراف والتفتيش الإنجليزية، وفقا لصحيفة أخبار اليوم المصرية.
عاشقو الغوص
بعد 3 عقود على الحادث، صارت حطام العبارة الغارقة محط اهتمام عاشقي الغطس في البحر الأحمر، حيث تجتذب السياح من مصر وجميع أنحاء العالم، يشاهدون الشعاب المرجانية والطحالب والمحاريات والقشريات التي نمت على جسم العبارة، حيث تطوف أسماك بمختلف الأشكال والأنواع والألوان حول السفينة الراقدة في الأعماق.
وتضع مراكز الغوص في البحر الأحمر برنامجا لزيارة حطام "سالم إكسبريس"، ويمكن للغواص أن يتجول داخل حطام العبارة، من خلال برنامج من 3 غطسات، بصحبة المدرب المحترف الذي يعرف أماكن الدخول والخروج من العبارة، حتى لا يفقد مرافقوه خلال تجوالهم داخل حطام العبارة، مع التحذير من الغوص المنفرد أو الدخول لمناطق مظلمة بالعبارة وفقا لصحيفة المصري اليوم.
ويشاهد الغطاسون كامل الحطام الذي ترك كما هو لـ3 عقود، ويوثق عديد من الغواصين رحلاتهم إلى حطام "سالم إكسبريس" عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل المصورة والغواصة الإيطالية ريناتا روميو، التي تسافر عبر العالم لممارسة رياضة الغوص.
وتحكي روميو أنها زارت موقع حطام "سالم إكسبريس" مع مجموعة من الغواصين، وتمكنت من رؤية الحطام، حيث يمكن الوصول للجزء الأعلى من الحطام بداية من عمق 12 مترا.
وتضيف روميو –في حديثها لموقع "سي إن إن" (CNN) العربي– أن زيارة موقع العبارة يتطلب معرفة القصة المأساوية، وأن تكون مدركا مدى الألم الذي شعر به الركاب، الذين أصبحوا الآن جزءا من الموقع.
وصف الحطام
وفقا لموقع غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية، فإنه من المسموح زيارة الغواصين لحطام العبارة، لكن لا يسمح لهم بدخول جسم العبارة مطلقا.
ويضيف الموقع أن العبارة "سالم إكسبريس" ترقد في الأعماق في حالة سليمة تماما على جانبها الأيمن، كما يبدو أن بوابة مقدمة السفينة ما تزال تتحرك فتحا وإغلاقا.
ويحتوي سطح مقدمة العبارة على صفوف من النوافذ المربعة، ويقف صاري صغير فوق قمرة القيادة، وخلفه روافع قوارب النجاة في كلا الجانبين، وتحتوي وسط السفينة على مدخنتين توأمتين أسفلها العديد من قوارب النجاة، التي ترقد على قاع البحر، وفي مؤخرة السفينة مروحتان ضخمتان ودفة واحدة.
متعلقات الركاب باقية
وعرض برنامج "مساء دي إم سي" (dmc) صورا حديثة من داخل موقع حطام العبارة العام الماضي، حيث ظهرت متعلقات الركاب الغارقة، كالسيارات والحقائب.
ويقول مدرب الغوص محمد سيد إن موقع "سالم إكسبريس" من أهم وأمتع مواقع الغوص في البحر الأحمر، ويتميز بشفافية الرؤية.
ويضيف سيد -في تصريحات تلفزيونية- أن الغواص الذي يريد زيارة حطام العبارة لا بد أن يكون حاصلا على رخصة "غواص مغامر"، وأن يكون معه عدة غوص محددة، نظرا لصعوبة الموقع ووصول العمق إلى 33 مترا.
فيلم سينمائي
وقبل أشهر قدمت الفنانة بسمة فيلما سينمائيا بعنوان "ماكو"، ينطلق من قصة غرق العبارة "سالم إكسبريس"، ليحكي عن 8 أشخاص ينطلقون في رحلة غطس لزيارة حطامها وتقديمه في فيلم وثائقي، ليعيد ذكريات أليمة للفريق الذي شهد لحظات الغرق المأساوية، وشارك في بطولة الفيلم ناهد السباعي وعمرو وهبة وسارة الشامي ومنذر ريحانة ونيقولا معوض، وأخرجه محمد هشام الرشيدي.