إيطاليا.. السياحة في ‫روما تكافح بعد أن ضربها فيروس كورونا

مكاتب التذاكر المغلقة في الحديقة الأثرية في الكولوسيوم والمنتدى الروماني. عدد السياح الأجانب في العاصمة الإيطالية منخفض للغاية بسبب الوباء. صور: Petra Kaminsky/dpa
مكاتب التذاكر مغلقة في الحديقة الأثرية في الكولوسيوم والمنتدى الروماني (الألمانية)

مع إشراقة شمس الصباح، يفتح أحد الموظفين ‫البوابات المؤدية إلى مكتب الاستعلامات السياحي التابع للمدرج الروماني ‫(الكولوسيوم)، وذلك قبيل يوم يبدو أنه مثالي لاستكشاف هذا الموقع الأثري ‫الشهير بروما.

ومع ذلك لا يبدو للعيان تقريبا أي شخص في المكان، ولا في الميدان أمام المكتب السياحي، ولا في الشارع المؤدي إلى المسرح الدائري ‫المكشوف.

وغيّرت جائحة كورونا العالم، بما في ذلك مكانة روما كمنطقة جذب ساحرة ‫للسياح، فمن يأت إليها من الزوار في هذا التوقيت -سواء كان سائحا أو من السكان ‫المحليين- فإنه سيستمتع بالشوارع والميادين خالية، وهو ما يذكرنا ‫بالصور الفوتوغرافية التي التقطت في الخمسينيات من القرن الماضي.

‫وبعد إنهاء إغلاق الأنشطة بسبب الجائحة، تم فتح المدينة أمام حركة ‫السياحة منذ 3 يونيو/حزيران الماضي، ومع ذلك لا تزال روما بعيدة ‫عن مشاهدة أفواج السياح الجماعية التي كانت معهودة خلال أشهر الصيف ‫السابقة.

ومن بين المشاهد التي اختفت: الحافلات المكتظة بالسياح، و‫مجموعات الزوار من كبار السنّ الذين يقومون بجولات سياحية يرافقهم خلالها ‫مرشدون، والمجموعات السياحية الكبيرة العدد القادمة من آسيا ‫والولايات المتحدة؛ فجميع من يرغبون في السفر يدركون جيدا أن الجائحة ضربت إيطاليا بشدة.

إعلان

مشكلة نفسية

ويرى مجلس مدينة روما أن الأمر ليس سوى "مشكلة نفسية"، فالجائحة لم تضرب روما بدرجة كبيرة، وبالرغم من أن أعداد الإصابات بالفيروس ‫في مختلف أنحاء إيطاليا أقل من مثيلتها في ألمانيا مثلا، فإن قطاع السياحة ‫الإيطالي ما زال ينتظر التعافي.

‫وبالإضافة إلى ذلك، فإن أي شخص قادم من الصين أو اليابان أو الولايات ‫المتحدة -والعديد من الدول- يتعين عليه أن يعزل نفسه ذاتيا أولا لمدة ‫أسبوعين.

ويجد الزائر الآن في حال توجهه إلى شوارع التسوق المحيطة بساحة "بيازا ‫نافونا"، تخفيضات كبيرة في الأسعار تصل إلى ما نسبته 70%، ‫سواء ما يتعلق بالملابس أو التي تحمل ‫علامات تجارية شهيرة وتكون عادة باهظة الثمن، كما يمكن المساومة على ‫أسعار أحدث مجموعات الأزياء؛ وتظهر المتاجر الخالية من الزبائن عمق ‫المشكلات التي تواجهها المدينة.

وتمثل السياحة ما يصل إلى 13% من الناتج المحلي الإجمالي الإيطالي، وهي ‫نسبة توضح مدى خطورة الصمت الذي يطبق على العاصمة الإيطالية جراء ‫خلوها من السياح.

‫وبلغ عدد الزوار الذين نزلوا في فنادق روما 6300 شخص فقط خلال ‫يونيو/حزيران الماضي، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 99% مقارنة بنفس الفترة من ‫العام الماضي، حيث بلغ العدد 773 ألفا.

ويقول متحدث باسم رابطة الفنادق ‫بروما واصفا الوضع بعد مرور شهر -أي في يوليو/تموز الماضي- إنه "من بين ‫1200 مكان لإقامة السائحين، لا يوجد سوى نحو 200 مكان مفتوح".

كارثة

ويصف ماركو -الذي يعمل في مطعم صغير يحمل اسم "لا لوكاندا رومانا"- ‫الوضع بقوله "إنها لكارثة، فساحة بياتسا خاوية، والأجانب لا يأتون، ولا ‫نعلم ماذا نفعل".

‫وذكرت فيرجينيا راجي عمدة مدينة روما أن السياحة يجب أن تشجع سكان إيطاليا على ‫إعادة استكشاف أعاجيب المدينة، وقالت إن روما القديمة بحاجة إلى ‫إستراتيجية جديدة لجذب نوعية جديدة من السياحة ذات المستوى الراقي.

‫غير أنها تعلم أن روما -الملقبة بالمدينة الخالدة- لا تستطيع أن تواصل ‫نشاطها اعتمادا على السياحة الداخلية وحدها، وثمة حاجة إلى أفكار جديدة لإنعاش السياحة وسط هذه ‫الأزمة.

إعلان
المصدر : الألمانية

إعلان