لوفيغارو: هذه الأماكن التي لن يزورها فيروس كورونا
22/3/2020
إنهم هنالك، يحلقون منذ أشهر على ارتفاع 400 كيلومتر أو يجثمون في أعماق المحيطات، أو يقضون الشتاء في القارة القطبية الجنوبية حيث لا يربطهم شيء بالعالم، فمن هؤلاء الرجال والنساء الذين لا يخشون من فيروس كورونا هذه الأيام؟
للرد على هذا السؤال، قالت صحيفة لوفيغارو إن هناك ثلاثة رواد فضاء يحلقون على ارتفاع 400 كم فوق الأرض، وينطلقون بسرعة 27000 كم في الساعة، ونحن بالنسبة لهم كالميكروبات غير مرئيين إن أطلوا علينا من سمائهم البعيدة.
في محطة الفضاء الدولية
فهنالك في محطة الفضاء الدولية -كما تقول الصحيفة- يعيش قائد المهمة 62 آي أس أس، الروسي أوليغ سكريبوشكا تحت الحجر منذ 176 يوما، ويرافقه على المدار الأميركيان أندرو مورغان منذ 243 يوما وجيسيكا مير منذ 176 يوما، وقد انطلقوا في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2019، قبل ظهور فيروس كورونا المستجد بوقت طويل، ومن المقرر أن يعودوا في 17 أبريل/نيسان 2020 على متن سويوز.
في الغواصات النووية
وفي مكان آخر، قالت الصحيفة إن هناك 110 غواصات على عمق 300 متر، من المفترض أنها سترد بشكل دائم على جميع الهجمات، وتعتبر الضمان النهائي ضد جميع الهجمات على المصالح الحيوية، بغض النظر عن أصلها وشكلها.
وكمثال على ذلك، قالت الصحيفة إن فرنسا تبقي واحدة من أربع غواصات تعمل بالطاقة النووية وتتناوب على الخدمة، في قاع المحيط وغير قابلة للكشف، وهي مسلحة بـ 16 صاروخا من طراز أم51 متعدد الرؤوس، وذلك في سياق الردع النووي.
طاقم هذه السفن معزول عن العالم -كما تقول الصحيفة- ويمكن لأعضائه تلقي رسالة -يراقبها القبطان- مكونة من أربعين كلمة فقط من عائلاتهم في الأسبوع، ولا تصلهم أي أخبار مقلقة أو سيئة حتى لا تضر بالروح المعنوية لديهم، وتستمر مهمتهم في المتوسط مدة 70 يوما.
في القارة القطبية الجنوبية
يوجد حوالي 1500 عالم ولوجستي في أنتاركتيكا، وراء المحيط الجنوبي -كما تقول الصحيفة- وهم يتجمعون في حوالي خمسين قاعدة، بينها محطتان فرنسيتان، يختلف عدد القاطنين فيها من الصيف إلى الشتاء، ويتراوح بين 25 ومئة تقريبا للمحطة الكبرى.
وتستمر الحملات الصيفية حوالي ستة أشهر والحملات الشتوية حوالي 12 شهرا، وتجدد العقود في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، مع عدم إمكانية العودة خلال فترة الشتاء، كما تستضيف ثلاث مجموعات من الجزر المتاخمة للمحيط الهندي حضورا بشريا على مدار العام.
الشعوب المعزولة
وفي السياق نفسه من العزلة، يعيش حوالي عشرة آلاف شخص موزعين على نحو مئة مجموعة من الشعوب التي لا يوجد تواصل سلمي بينها مع سكان العالم أو لا يريدون ذلك، وفق ما أوردت الصحيفة.
بعض هؤلاء -كما تقول الصحيفة- ضحايا عنف أو ضحايا للفيروسات، وقد يكون لدى بعضهم روابط مع جيرانهم، كما أن بعضهم يحمل أسلحة نارية حصل عليها من التبادلات القبلية، وبعضهم يستخدم معادن حصل عليها من حطام السفن.
ففي جزر آدمان في المحيط الهندي، يرفض الحراس الذين يقدر عددهم بنحو 150 أي تعامل مع الآخر، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، هبط منصر أميريكي متهور بشكل غير قانوني على شاطئهم، فأردوه على الفور بسهم.
وتعيش قبائل أخرى في الجبال التي لا يمكن الوصول إليها في غينيا الجديدة، مثل يالي أو داني، لكن معظمهم في منطقة الأمازون في البرازيل أو على أراضي بيرو، مثل ماشو بيرو.
المصدر : لوفيغارو