شاهد.. سباقات الهجن بقطر موروث ثقافي ومورد اقتصادي
محمد السيد-الجزيرة نت
تحظى سباقات الهجن في قطر بشغف كبير باعتبارها أحد أهم الموروثات الثقافية التي ارتبطت بحياة أهل الخليج منذ القدم، واهتمت بها الدولة على الصعيدين الرسمي والشعبي حتى أصبحت إرثا تاريخيا يعكس الماضي الجميل وموردا اقتصاديا هاما للكثير من مربي الإبل الذين يعتبرونها العمود الفقري لحياتهم.
وحافظت قطر على رياضة الهجن ونظمت لها منافسات سواء على مستوى "المزاين" (أجمل الإبل) أو السباقات، وأصبح إقبال القطريين على تربيتها واقتنائها من أجل المشاركة في سباقات الهجن جزءا من المحافظة على التراث المتمثل في تقاليد وعادات الأجداد والآباء.
وتدر إبل السباقات على ملاكها أموالا كثيرة، ويصل سعر "المطية" (الناقة) الواحدة من بعض السلالات المتميزة إلى حوالي أربعة ملايين ريال قطري (1.09 مليون دولار أميركي)، في ظل الاهتمام بتنظيم سباقات ومهرجانات الهجن بشكل منتظم وتقديم جوائز ضخمة بهدف تشجيع ملاك الإبل على تربيتها وحمايتها من الانقراض والحفاظ على هذا التراث.
وتوجد أنواع من هجن السباق المنتشرة في قطر، وتتمثل في الهجن العمانية التي تمتاز بالسرعة، والهجن السودانية التي تمتاز بخفة الحركة والسرعة، وهجن الجزيرة العربية التي تمتاز بقوة جسدها وقدرتها على التحمل وتطلق عليها أسماء خاصة بحسب أعمارها التي تحدد مسافة السباقات التي تخوضها.
وكلما كان سن الإبل أكبر كانت مسافة السباق الذي تخوضه أطول، ولكل مرحلة عمرية أشواطها، فـ"الحقايق" عمرها سنتان، و"اللقايا" ثلاث سنوات، و"الجذاع" أربع سنوات، و"الثنايا" خمس سنوات، و"الحيل" للأنثى والزمول للذكر ست سنوات فأكثر.
وتحمل كل مطية شريحة إلكترونية توضع تحت الجلد في منطقة الرقبة، ورقما يجري عبره قراءة كل بيانات المطية عند مشاركتها في السباق لمعرفة سنها وسلالاتها وتاريخها في سباقات الهجن في مختلف الفئات.