تحدى البطالة في غزة.. طبيب شابٌ يعالج عبر الإنترنت

ميرفت عوف-غزة

قرار العودة
الأمل في إيجاد عمل مناسب والشوق لأسرته ومدينته دفعاه نهاية المطاف إلى العودة لغزة تلبية لرغبة والده الذي حلم أن يراه يوما طبيبا ناجحا رغم أن عددا كبيرا من أصدقائه نصحوه بالبحث عن فرص عمل أفضل خارج القطاع.
واجتهد كثيرا حتى يحصل على وظيفة بإحدى المؤسسات الطبية في غزة وقدم شهاداته لأكثر من جهة دون جدوى، وحز في نفسه ألا يعثر على مورد رزق يساعد على استرجاع التكاليف المالية التي صرفها أهله لمساعدته على إتمام تعليمه في كلية من أعلى الكليات التعليمية في مصر.
ويقول "كان من الطبيعي أن يحاصرني اليأس بعد أن اكتشفت أن فرصة العمل كطبيب بغزة صعبة للغاية.. البحث عن مصدر دخل في مجال مختلف عن دراستي الأصلية فكرة جيدة لكن أهلي رفضوها وقالوا إنه من غير المنطقي أن أتخلى على عمل درست من أجله سنوات عديدة وتطلب مني سبعة أعوام من السفر والغربة".
مسار جديد
أضاف "الوضع الصعب دفعني إلى التحرك من أجل جنى ولو القليل من الدخل، وقررت الالتحاق بأكاديمية سكاي جيكس للعمل الحر واتخذت مسارا جديدا في حياتي بالبحث على منصات العمل الحر في مجال الترجمة وكتابة المحتوى".
وأوضح أنه حرص على الدمج بين الطب البشري والعمل الحر، وأنه سرعان ما اكتشف مجالات مشتركة بينهما وبدأ العمل فيها مما أسعد عائلته وحول رفضهم للقبول بعد أن شعروا أن جهوده في الدراسة لم تذهب سدى.

ويتابع "لقد أصبح لدي مشاريعي الخاصة التي تدر لي دخلا، وسرعان ما توجهت للعمل مع مؤسسة المعونة الطبية للفلسطينيين بغزة عن طريق الإنترنت في مشروع ترجمة لبرنامج يختص بطب الأسرة سوف يطبق في فلسطين ويعرف ببرنامج التدريب الانتقالي لطب الأسرة".
وأيقن مدى حاجة الفضاء الأزرق للأطباء، وقال إنه اكتشف أن من يوجه الناس في الاستشارات ويقدم محتوى طبيا بالفضاء غير متخصص، وأن هذا أمر قد يضر الناس مما يستدعي وجود أطباء متخصصين يخدمون الفئات التي أصبحت تعتمد كثيرا على الإنترنت.
ويمارس البغدادي -بالتوازي مع عمله العمل الطبي الحر عبر الإنترنت- مهنة الطب من خلال التطوع بدوام كامل في المستشفيات أو العيادات، غير أنه يصر على تمسكه بعمله الأصلي حتى لو حصل على عمل مناسب في الطب البشري.