"الدراجة للجميع".. تشجيع المرأة على الرياضة في كردستان العراق

Said سعيد - راكبات الدراجات في متنزه سامي عبدالرحمن باربيل - "الدراجة للجميع"..لتشجيع المرأة على الرياضة في كردستان العراق
قائدات الدراجات في متنزه "سامي عبد الرحمن" بأربيل (الجزيرة)

عبد الحميد زيباري-أربيل

رغم عدم وجود مسارات مخصصة لقيادة الدراجات الهوائية في الشوارع العامة، ناهيك عن مجتمع محافظ ينظر بريبة إلى أي امرأة أو فتاة تقود الدراجة في الشوارع العامة فإن هذا لم يمنع بطلة الدراجات على مستوى العراق والعالم العربي من إطلاق مشروع لتشجيع المرأة على تعلمها.

فقد أطلقت نيان ياسين مشروعا لتشجيع النساء على قيادة الدراجات الهوائية في اثنين من أكبر المتنزهات، هما متنزه "هاواري شار" بمدينة السليمانية، ومتنزه "سامي عبد الرحمن" في أربيل.

وبهذا تستطيع السيدات الزائرات للمتنزه استئجار دراجة هوائية بسعر رمزي وقيادتها داخل المتنزه، في خطوة تهدف إلى تشجيع المرأة على قيادة الدراجات والحفاظ على البيئة من خلال الاعتماد عليها في تنقلاتها اليومية بدلا من استخدام المركبات التي تعمل بالديزل والتي تطلق غازات تؤثر على البيئة، ناهيك عن الاختناقات المرورية.

وتقول ياسين إن لمشروعها أهدافا متعددة، أولها تشجيع المرأة على قيادة الدراجات كرياضة، وثانيا لاستخدامها مستقبلا وسيلة للتنقل بدلا من استخدام المركبات، وثالثا لدفع الجهات المعنية إلى تخصيص مسارات خاصة بقيادة الدراجات، سواء للرجال أو النساء.

نيان ياسين توجه التعليمات لقائدات الدراجات في متنزه هاواري شار (الجزيرة)
نيان ياسين توجه التعليمات لقائدات الدراجات في متنزه هاواري شار (الجزيرة)

صحة أيضا
وتشير ياسين إلى أن اهتمامها وتشجيعها للناس يأتيان أيضا من منطلق كون رياضة ركوب الدراجات الهوائية من الرياضات المفيدة للجسم وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ولإنقاص الوزن لدى من يعانون السمنة.

وتقول "لذا أنا أهتم كثيرا بالرياضة، خاصة ركوب الدراجات، وأؤمن بمقولة "العقل السليم في الجسم السليم"، وإن واجهتنا مصاعب وعراقيل علينا مواجهتها والعمل على التغلب عليها"، مؤكدة أن الرياضة النسوية -خاصة الدراجات- بحاجة إلى دعم كبير.

ودخلت نيان ياسين مجال رياضة ركوب الدراجات في سن مبكرة، وحققت إنجازات كبيرة، وهي بطلة العراق والعرب برياضة ركوب الدراجات الهوائية، وقد حازت على العديد من الميداليات الذهبية بعد مشاركتها ببطولات متعددة داخل وخارج البلاد، وأصبحت مدربة منتخب العراق، ثم نادي نوروز في السليمانية.

إقبال
وحظي مشروع الدراجات بإقبال كبير من رواد المتنزهين، حيث يؤجر العديد من زوار متنزهي "هاواري شار" في السليمانية، و"سامي عبد الرحمن" الدراجات الهوائية للقيام بجولة في شوارعها الطويلة والمسطحة والمسارات المخصصة لقيادة الدراجات داخل المتنزه.

‪نيان ياسين وسط مجموعة من الدراجات المخصصة لمشروع
‪نيان ياسين وسط مجموعة من الدراجات المخصصة لمشروع "الدراجة للجميع"‬ (الجزيرة)

وتقول السيدة نشمين عمر من مدينة السليمانية (43 عاما) "دائما آتي مع ابنتي لأنها تحب ركوب الدراجة منذ الصغر، ورأينا أن هذا أفضل مكان لممارسة هوايتها المفضلة، أخاف عليها في الشوارع الرئيسية من وقوع حادث أو اصطدام مركبة بها، ولهذا نأتي في الأسبوع مرة أو مرتين وتقود الدراجة".

من جهتها، تقول عدالت حمد أمين (34 عاما) "أزور متنزه هاواري شار من أجل الترويح، وعندما علمت بوجود مشروع الدراجة للجميع أخصص جزءا من وقتي لركوب الدراجة في محاولة لإنقاص وزني".

ومع أنها لم تتعلم ركوب الدراجة إلا في الآونة الاخيرة فإنها سعيدة وهي تقودها، وتقول عدالت "لو كانت شوارعنا مساعدة لقيادة الدراجات لجئت يوميا للمتنزه بها بدلا من استخدام المركبة، ولكن للأسف لغاية الآن لا يوجد اهتمام كاف بها".

ولا يقتصر ركوب الدراجات على العنصر النسوي فقط، إنما هناك العديد من الشباب الذين يرغبون بقيادتها داخل المتنزه.

ويقول كاروان حبيب (27 عاما) إنه في العديد من المرات نؤجر دراجة لقيادتها في المتنزه، لأن مساحته كبيرة ونرى متعة فيها.

المصدر : الجزيرة