الشباب والسهر على المقاهي بمصر.. بطالة أم ملتقى الأصدقاء؟

حسن المصري-القاهرة
"لا يوجد أفضل من قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء داخل المقهى، فهو وسيلة للترويح عن النفس في ظل ارتفاع أسعار اشتراكات النوادي".. هكذا يشرح الشاب المصري حسن خليفة أسباب انتشار المقاهي الشعبية.
لا صوت يعلو فوق صوت ضجيج المقاهي بشوارع مصر خلال الليل، خاصة في القاهرة، ففي الوقت الذي يخيم فيه الصمت على الشوارع، تجد المقاهي تضج بصخب الأغاني وهمهمات الحاضرين التي تتخللها أصوات النرجيلة التي تعم روائحها محيط المقاهي.
هنا تجد مختلف الفئات ولا سيما الشباب، فهذا طالب جامعي يقضي بعض الوقت مع "شلة الأصدقاء" في لعب الورق "الكوتشينة"، والبعض يلعب الطاولة والدومينو والشطرنج، فيما ينهمك آخرون في تناول السندوتشات الخفيفة، وسط جلسة سمر بعد يوم عمل صاخب.
تشير الإحصائيات الرسمية بمصر إلى انتشار المقاهي خاصة في العاصمة، فهناك نحو مليوني مقهى بالبلاد، تستحوذ القاهرة على 150 ألف مقهى منها، وهي المقاهي المرخصة فحسب.
ووفق جهاز التعبئة والإحصاء يبلغ حجم إنفاق المترددين على المقاهي نحو 40% من رواتبهم، إذ تبلغ تكلفة إنفاق المصريين على النرجيلة والسجائر سنويا أربعين مليار جنيه.
"لا يوجد عمل وهناك حالة فراغ فلا يجد الشباب أفضل من المقاهي لقضاء وقتهم" هكذا برر القهوجي مجدي سر سهر الشباب على المقاهي، موضحا للجزيرة نت أن الشباب يأتي للمقاهي بصورة دائمة لمشاهدة المباريات وتدخين النرجيلة، وهو ما اعتاده الموظفون فضلا عن العاطلين، مضيفا أن "المقاهي مثل النوادي ولكن بصورة مصغرة".
وعلى المقهى نفسه بمنطقة الدقي في الجيزة، قال آخر إن الشعب المصري يحب بطبعه الجلوس بالمقاهي وليس الشباب فحسب، فهناك الكثير من الرجال كبار السن الذين يتوافدون على المقاهي لقضاء جلسات السمر، والتشاور في الأمور المختلفة.
ولفت إلى أن انتشار جلوس الشباب حتى وقت متأخر من الليل ظاهرة سلبية يجب الوقوف أمامها، لأن الشاب من هؤلاء يهدر أمواله بدلا من البحث عن عمل.
استطلعت الجزيرة نت آراء مواطنين مصريين حول انتشار ظاهرة قضاء المصريين وبخاصة الشباب أوقاتهم بالمقاهي حتى أوقات متأخرة من الليل.
يقول سيد إن المقاهي باتت لسان حال الكثير من الشباب المصري في ظل غياب فرص العمل المناسبة، لافتا إلى أن ما زاد الطين بلة هو اتجاه الدول الخليجية إلى ترحيل العمالة المصرية لديها.
بينما برر مختار الجلوس على المقاهي بالفشل وغياب المسؤولية لدى من لا يملك وظائف من الشباب، ما يجعلهم يجلسون بصورة دائمة، مشيرا إلى أن المقاهي تكون جيدة إذا كانت من أجل إنهاء عمل أو قضاء وقت فراغ بعد العمل، أما اعتياد الجلوس بها فهذا مفسدة ويفتح الباب أمام انتشار تعاطي المخدرات والأخلاق السيئة والمذمومة، بحسب وصفه.
ولفت مختار إلى أن المقاهي ظاهرة سلبية تؤرق مضاجع القاطنين بالعقارات المتاخمة لها، خاصة بالنسبة للسيدات، حيث يتعرضن للإحراج والخوف من التعرض للتحرش، عوضا عن انتشار الأصوات المزعجة حتى أوقات متأخرة من الليل.