الهيكيكوموري.. يابانيون يرفضون مخالطة الناس ويعتزلون الحياة الاجتماعية

قدّر طبيب نفسي ياباني عدد اليابانيين الذين اختاروا اعتزال المجتمع تماما والتوقف عن ممارسة أي نشاط اجتماعي حتى يوليو/تموز الماضي بمليوني شخص، وشدد على ارتفاع عددهم مقارنة بالسنوات القليلة الماضية.
ونشرت مجلة "ذا ديبلومات" الأميركية مقالا للكاتب شياوشن نسب فيه إلى الطبيب النفسي الياباني تاماكي سايتو القول إن عدد هؤلاء الناس الذين يطلق عليهم بالياباني اسم "الهيكيكوموري" سيتجاوز عشرة ملايين مستقبلا.
ويقول الكاتب إن احتمال أن يصبح الهيكيكوموري أكبر سنا وعددا سيثقل كاهل المجتمع وعائلات هؤلاء الناس، وأن التقديرات الرسمية تشير إلى أن هناك 613 ألف هيكيكوموري حاليا تتراوح أعمارهم بين 40 و64 عاما مما يثير التساؤل حول أعداد كبار السن من هؤلاء الذين سيظلون على قيد الحياة بعد وفاة آبائهم الذين يوفرون لهم جميع احتياجاتهم اليومية.
الأسباب والمظاهر
تفسر دراسات سابقة تزايد انتشار ظاهرة الهيكيكوموري في اليابان بطبيعة الهيكل الاجتماعي الجامد في البلاد، الذي يتوقع من جميع الأفراد أن يتوافقوا مع بعض المعايير الاجتماعية والاقتصادية، وقال إن أولئك الذين لا يستطيعون أن يتوافقوا معها يهربون إلى العزلة والابتعاد عن المجتمع، وأن المجتمع الياباني فشل في مساعدتهم على التعافي.
وأورد الكاتب أن الجيل الجديد من الشباب اليابانيين أصبح يفتقر إلى الطموح المهني بشكل متزايد، وأن دراسة استقصائية دولية لأطفال يبلغون 18 عاما من جميع أنحاء العالم؛ خلصت إلى أن اليابانيين هم الأكثر تشاؤما حول مستقبلهم ومستقبل بلادهم.
وعبر أغلب الشباب اليابانيين -الذين شملهم الاستطلاع- عن عدم وجود أي رغبة لديهم في التحدث عن القضايا الاجتماعية المهمة مع من حولهم وتغيير مجتمعهم إلى الأفضل، وذلك خلافا لنظرائهم في البلدان الأخرى؛ مما يجعلهم يتجنبون التفاعل مع الآخرين.