خمس مهن في طور الانقراض
العربات اليدوية
تعتبر العربات اليدوية أو الدراجة ذات العجلات الثلاثية التي يجرها ويدفعها الرجال بعضلاتهم ونظيرتها الآلية (التوك توك)؛ جزءًا لا يتجزأ من النقل في جنوب شرق آسيا، لكنها بدأت تختفي من شوارع الهند تاركة مكانها شيئا فشيئا للدراجات النارية وسيارات الأجرة والسيارات السياحية.
وباختفاء مثل هذه العربات سيفقد الكثيرون مصدر الدخل الوحيد لهم، إذ تنقل صحيفة "لاكروا" الفرنسية التي أوردت التقرير الحالي عن صاحب إحدى تلك العربات اليدوية محمد مقبول أنصاري (62 عاما) قوله "لا نعرف القراءة ولا الكتابة، ولا يمكننا القيام بأي عمل آخر، إذ بمجرد أن تبدأ في عمل يرتبط به مصيرك، وهذه المهنة هي حياتنا".
الهاتف العمومي
أما في العاصمة البوروندية بوجمبورا فإن هواتف الرصيف بدأت تختفي تحت وطأة الجوالات، فهذا إيرنست إنشيميريمانا (38 عاما) يتأسف على خوالي الأيام عندما كان لديه ثلاثة "هواتف عمومية". وكانت طوابير الزبائن لا تخف حتى تزيد، إذ كانت تلك الهواتف الوسيلة الوحيدة للتواصل بين السكان الذين لم يكن لدى غير الأغنياء منهم خط أرضي.
الآن لم يعد لدى إنشيميريمانا سوى خط أرضي واحد يحافظ عليه كذكرى ولا يكاد يجد من يستخدمه. وليتمكن من إعالة أطفاله الثلاثة، أصبح هذا الرجل يبيع بطاقات رصيد التلفون والحلوى والمرطبات بكل أنواعها.
الآلة الكاتبة
من بين أشخاص قلائل في العاصمة الكولومبية بوغوتا، لا تزال كاندلاريا بنييا دوغوميز تعرض خدمات الطباعة على الآلة للمارة بعد أن كان الطلب عليها مستمرا يوميا، الأمر الذي مكنها من طباعة آلاف الوثائق الإدارية والعقود والإعلانات لسكان منطقتها.
أما اليوم فإنها تتحسر على الماضي قائلة "اليوم أصبحت الأم تطلب من ابنها تنزيل المواد على الحاسوب وملء الاستمارات وإرسالها عبر الإنترنت.. كل ذلك على حسابنا"، حسب قول هذه الكولومبية البالغة من العمر 63 عاما.
النيون اليدوي
في هونغ كونغ امتهن وو تشي كاي منذ ثلاثين عاما صناعة النيون اليدوي وتوزيعه على محلات المدينة، ففي ورشته الصغيرة يلفّ أنابيب زجاجية ملونة من الداخل مع مسحوق فلوري ثم يعرّضها لحرارة تصل 1000 درجة مئوية.
لكن هذا الحرفي البالغ من العمر 50 عاما لم يعد يحصل على طلبيات كثيرة، إذ أضحى التجار يفضلون استخدام مصابيح "أل.إي.دي" (LED) التي تسهل صيانتها وتعتبر أقل ضرراً على البيئة. "لقد عملت مع أضواء النيون طوال حياتي، ولا أستطيع أن أتخيل العمل في غيرها"، على حد تعبير وو تشي كاي.
مغاسل أحواض الحجارة
لا تزال في كيوتو عاصمة الإكوادور خمس مغاسل عامة، وهي عبارة عن أحواض محاطة بقطع من الأحجار المستطيلة الضخمة تستخدم لغسل الثياب، وهنا تعمل دليا فلوز (74 عاما) في غسل ملابس الآخرين، وتعلّق على ذلك وهي تعرض النظافة العالية لما غسلته بالقول "لأننا ندلك بشكل أفضل".
غير أن العملاء أصبحوا أندر وأندر، كما أغلقت سلطات كيوتو المغاسل العامة واحدة تلو الأخرى، و"سيأتي يوم لن يكون فيه في هذا المكان سوى الحجارة" على حد تعبير فلوز، عندها لن يكون أمام هذه السبعينية سوى التنقل لعدة كيلومترات من أجل كسب قوتها.