نخيل الواحات المصرية ملهم الفنانين
مصطفى شاهين-الوادي الجديد
وفي محافظة الوادي الجديد، يتجاوز عدد النخيل 2.5 مليون نخلة، بينما يبلغ عدد السكان نحو 250 ألف نسمة، وهناك تتنوع علاقة الإنسان بالنخيل فنا وزراعة وصناعة، وتتعدد فنون النخيل بين النحت والنقش، إلى جانب استخداماتها أثاثا وعلامات للطرق وتحديد الوديان، كما يوجد 39 مصنعا للتمور تصدر أكثر من 53 ألف طن سنوياً.
فنون متجددة
ويعد الباحث والشاعر والفنان التشكيلي مصطفى معاذ أبرز المهتمين بفنون النخيل في الوادي، وأنشأ متحفه الخاص من النخيل، سواء المقاعد والأثاث والتحف والخطوط، حيث تبدو تعاريج الصحراء وعيون الماء الساخنة والباردة.
ويقول معاذ إن تلك الفنون "موجودة في الواحات منذ زمن كبير، وأخذت في بدايتها أشكال الفنون التقليدية كالخوص وأعمال الليف التي يصنع منها الحبال، وتطور الأمر عندما ظهرت مجموعة من الفنانين أبناء الواحات الذين ينحتون على جذوع النخيل نفسها".
وحول الفنون المبتكرة في هذا المجال، قال إنها نشأت في واحة الخارجة وانتقلت إلى واحة الداخلة، وتطورت من فن النجارة البلدية، واستلهمت روحها من فنون النحت في الحضارات التي ازدهرت هناك على مرّ العصر كالفرعونية والبطالمة والحضارة القبطية والإسلامية.
تطور
وأوضح أن فن النحت على جذوع النخيل تطور مع ظهور مجموعة شكلت ما يشبه مدرسة أهلية لتعليم هذا الفن في جمعية إحياء التراث بنادي الخارجة الرياضي، ثم توسعت لتشمل "متحف مصطفى معاذ للتراث"، وقرية القاسم الإسلامية، ومدرسة الفنان مصطفى عبد الجواد.
كما أشار إلى تألق عدد من فناني الواحات مثل أسامة أحمد سيد، ومحمد عبد الجواد، ومحمد عمر، ومحمود عبادلة، وحمدي عبد العظيم، ومجموعة أخرى من أبناء الخارجة والداخلة.
وحول ملامح هذا النوع من النحت، قال معاذ "إنها تأخذ أشكال بيوت تحمل مفردات العمارة الشعبية في الواحات، وما يتميز به من بساطة وجمال"، مشيرا إلى ابتكار أحد الفنانين مؤخراً حلي شعبية مصنوعة من جذوع النخيل، بالإضافة إلى عمل بعض قطع الأثاث منه.
وفي ما يخص تسويق الفن خارج الوادي الجديد، قال معاذ إن هنالك عدة معارض لتسويق فنون النخيل أبرزها في دار الأوبرا المصرية، ومعرض في متحف طه حسين، ومتحف محمود خليل، ومعرض لفنون التراث والحرف التقليدية، ومعرض آخر خاص بالأثاث والديكور.
ويطالب معاذ بعمل مركز حكومي متخصص لفنون النحت في الواحات، أو قصر ثقافة خاص بالفنون التقليدية للواحات، خصوصاً أن هذا الفن لم يسافر خارج مصر.
ويختتم معاذ حديثه مع الجزيرة نت بالتأكيد على ضرورة إقامة معارض دولية تقدم هذا الفن لدول العالم، ودعمه وتوسعة نطاقه، وتوفير فرص عمل لأهالي الواحات.