اختبار بيولوجي لكشف الألغام

24/11/2009

مازن النجار
أخيراً تمكن العلماء من تطوير اختبار بيولوجي بسيط ودقيق، يقدم حلاً رخيصاً للعثور على الألغام الأرضية التي لم يتم كشفها بعد.
فقد توصل فريق من طلاب العلوم والهندسة في جامعة إدنبره الأسكتلندية إلى تطوير بكتيريا مشكلة خصيصاً لتنتج وهجاً باللون الأخضر، عندما يحدث لها تماس مع المواد الكيميائية المتسربة من متفجرات مدفونة بالأرض.
ويمكن خلط هذه البكتيريا بحيث تشكل محلولا لا لون له، لكنه عندما يتم رشه على الأرض المشتبه في احتوائها على ألغام مدفونة، فإنه يشكل بقعاً باللون الأخضر، مما يشير إلى وجود الألغام الأرضية ومواقعها المحددة.
استخدام آمن
وبحسب خدمة "يوريكأليرت"، يقول هؤلاء الباحثون إن هذه الكائنات (البكتيريا) المشكلة يمكن إنتاجها بتكلفة رخيصة. ويمكن أيضاً إلقاؤها أو رشها من الجو على المناطق التي يعتقد أنها تحتوي على ألغام أرضية، بحيث تعطي نتائج في غضون ساعات قليلة.
ويؤكد الباحثون على سلامة استخدام هذه البكتيريا، وأنها لا تمثل خطراً على الأشخاص أو الحيوانات.
والمعلوم أن هناك ما بين 15 و20 ألف إصابة تحدث سنوياً من جراء انفجار الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والمتخلفة عن حروب سابقة، وفقاً لمصادر المؤسسة الخيرية "هانديكاب إنترناشيونال" المعنية بمناهضة استخدام هذه الألغام والمتفجرات، ورعاية المعاقين من ضحايا.
وعلى صعيد متصل، تنتشر حقول الألغام الأرضية في حوالي 87 دولة من دول العالم، وهي تضم الصومال وموزمبيق وكمبوديا والعراق وأفغانستان ولبنان ومصر.
بناء حيوي
وقد استطاع فريق علماء ومهندسي جامعة إدنبره التوصل إلى إنتاج هذه البكتيريا خصيصاً لاكتشاف الألغام والمتفجرات باستخدم تقنية بحثية مستحدثة تسمى "BioBricking" أي البناء أو الإنشاء الحيوي, وهي أداة بحثية تتيح لجزيئات البكتيريا أن يتم إنتاجها من مجموعة أجزاء متناهية الصغر، وكأنها آلة صغيرة النطاق جداً.
ويقول الباحثون المشاركون في هذا المشروع أنه برغم عدم وجود أي خطط لديهم لإنتاج هذا الاختبار تجارياً الآن، إلا أنهم يعتقدون أن هذا التطوير يمكن أن يشكل وسيلة بديلة رخيصة ويسيرة التناول وسهلة الاستخدام، مقارنة بالموجود أو المتاح حالياً من أجهزة استشعار الألغام الأرضية.
ويرى الدكتور ألِستير إيلفِك، الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة إدنبره وأحد المشرفين على هذا المشروع الطلابي، أن هذا الاختبار لاستشعار الألغام الأرضية يعطي مثالاً رائعاً لكيفية إفادة المجتمع الواسع من الابتكارات العلمية.
المصدر : الجزيرة