قصار القامة بباكستان مطلوبون للعمل بالمطاعم والفنادق

أجنبية تخرج من المطعم حيث أن الأجانب اكثر الناس الذين يدفعون البخشيش لقصار القامة.
مهيوب خضر-إسلام آباد
 
مهنة بواب الفندق أو المطعم كثيرا ما تسند في باكستان إلى أناس قصيري القامة، وتحول الأمر إلى أشبه ما يمكن وصفه بالعلامة المسجلة التي تحرص الكثير من المطاعم والفنادق على اقتنائها، أملا في استقطاب مزيد من الزبائن فضلا عن توفير فرص عمل لهذه الفئة من الناس.
 
عندما يقدر لك زيارة بعض المطاعم أو الفنادق في أي من المدن الباكستانية سيلفت انتباهك رجال قصيرو القامة جاؤوا من قرى بعيدة  للعمل في المدن.
 
تنوير جيدون بانتظار الزبائن أمام بوابة المطعم (الجزيرة نت)
تنوير جيدون بانتظار الزبائن أمام بوابة المطعم (الجزيرة نت)
قصار القامة هولاء تراهم يمسكون بمقابض الأبواب ويقولون لك "خوش آمديد" بالأردية أي أهلا وسهلا بالعربية، ففرصة العمل بوابا في الكثير من المطاعم والفنادق في هذه البلاد يقتصر منحها على قصيري القامة طلبا للحظ والبركة والربح الوفير.
 
مصالح متبادلة
مدير مطعم عثمانية في العاصمة إسلام آباد أويس عباسي يقول إن اختيار قصير القامة للعمل بوظيفة البواب هو في صالح الطرفين المطعم والشخص نفسه.
 
ويضيف في حديثه مع الجزيرة نت أن هذا الأمر يوفر فرصة عمل لأشخاص غير مطلوبين في سوق العمل، وفي الوقت نفسه وجود هؤلاء يزيد من نسبة الإقبال على المطعم لا سيما من الأجانب الذين يبدون تعاطفا مع هؤلاء أو حتى الباكستانيين الذين هم بصحبة أطفالهم ويحبون أن يتعرفوا عن قرب على هؤلاء الأشخاص.
 
إذن تعيين قصير القامة للعمل بمهنة البواب فيه منفعة متبادلة، وإن طغت الدعاية التجارية على الطابع الإنساني لدى أصحاب المصالح الذين كثيرا ما ينهكهم البحث عن هؤلاء لتعيينهم وإقناعهم بممارسة هذا النوع من العمل.
 
تنوير جيدون رجل قصير القامة في العقد الرابع من عمره يعمل بوابا لمعطم عثمانية في إسلام آباد منذ 15 عاما ويعبر عن سروره وقناعته بعمله الذي يقول إنه يوفر له دخلا مناسبا.

البقشيش يصنع الفرق

"
مصلحة متبادلة جمعت بين قصار القامة وبين أصحاب المطاعم والفنادق حيث يستفيد كل منهم من ميزة الآخر
"

واللافت أن راتب جيدون الأساسي قليل للغاية وهو 2000 روبية باكستانية شهريا أي ما يعادل (28 دولارا)، ومع ذلك فإنه يحصل على أضعاف هذا الرقم من البقشيش الذي يمنحه إياه الكثير من الزبائن لدى مغادرتهم المطعم، لا سيما الأجانب منهم الذين عادة ما يأخذون الصور التذكارية معه أيضا.

 
ويعتقد جيدون المتزوج والأب لطفل واحد أن عمله هذا في إسلام آباد مناسب لوضعه وطول قامته حيث يصعب عليه ممارسة أعمال أخرى، وهو لا يفكر اليوم ولا غدا في غيره.
 
كما يأسف جيدون لعدم حصوله على أي مساعدة من صندوق المعوقين الحكومي، الذي يقول إنه رفض طلبه معللا ذلك بقدرته على العمل.
 
البحث عن التميز
مسيرة الوصول إلى التميز تتطلب البحث عن كل ما هو لافت للأنظار، هكذا يخوض أصحاب المطاعم والفنادق بباكستان منافسة قوية بينهم لحيازة قصار القامة ضمن طاقم العمل والحرص على وجودهم في استقبال الزبائن.
 
فطاهر خان الزبون الدائم عند مطعم عثمانية التقته الجزيرة نت أثناء خروجه من مبنى المطعم، وعبر عن سعادته بوجود البواب جيدون مشيرا إلى أنه وكل مرة يأتي فيها لهذا المطعم يعطيه بعض المال مساعدة، ويعتقد خان أن تعيين مثل هؤلاء الأشخاص فيه حفظ لهم من ممارسة أعمال تسيء للمجتمع أقلها التسول في الشوارع والطرقات.
المصدر : الجزيرة

إعلان