800 هزة أرضية جنوب لبنان والسكان يفتقدون الدعم

قرويون ينصبون خيمة بديلا من منزلهم المهدد - من تقرير/800 هزّة جنوب لبنان لم تهزّ الضمائر للمساعدة

قرويون ينصبون خيمة بديلة عن منزلهم المهدد (الجزيرة نت)

نقولا طعمة-جنوب لبنان

ذكرت إحصائية للجنة الأشغال العامة النيابية في لبنان أن ثمانمائة هزة أرضية ضربت منطقة الجنوب اللبناني منذ ثلاثة أشهر.

وتسببت الهزات بحالة هلع لدى المواطنين وأضرار مادية جسيمة في البيوت، مع تشققات في الأرض، وألحقت بعض الأضرار الجسدية لدى المواطنين.

أضرار متباينة
وأضرت الهزات بالعديد من البيوت ببلدات صريفا وشحور وأرزون والزرارية وكفر صير وزوطر، لكن الأضرار الأكثف كانت في صريفا رغم أن مركز الهزات تراوح بين شحور وكفر صير.

وفي حين يعزو الخبراء الجيولوجيون السبب في فارق الأضرار إلى نوعية البيوت بكل مكان، أرجع مسؤول قطاع الخدمات بحركة أمل بالجنوب يحيى دكروب بحديثه للجزيرة نت السبب إلى تعرض بعض البلدات للقصف الإسرائيلي مما زعزع البيوت.

أضرار أصابت سيارة بمدينة النبطية بالجنوب بسبب الهزات (الجزيرة نت)
أضرار أصابت سيارة بمدينة النبطية بالجنوب بسبب الهزات (الجزيرة نت)

من جهتها أوضحت أستاذة الجيولوجيا بالجامعة الأميركية في بيروت د. مايا كبي للجزيرة نت أن الهزات تقع على فالق (حدود الصفائح التكتونية) الممتد من مدينة صور إلى بلدة الزرارية، وهو فالق صغير لا ينتج هزات قوية مدمرة.

وأضافت أن هناك معنيين للحركة الناشطة على هذا الفالق، فإما هي تحذير لهزة أقوى ولكن أقل من ست درجات أي غير مدمرة، أو أنها ستتابع بهزات صغيرة إلى أن يتنفس الاحتقان الموجود في باطن الأرض فنتفادى هزة قوية.

وذكرت د. مايا أن الفالق قصير وهزاته خفيفة، خلافا للفوالق الأخرى في لبنان مثل فالق اليمونة أو روم أو سرغايا أو البحر التي يقارب طول كل منها المائة كيلومتر.

من ناحيته تحدث رئيس بلدية صريفا علي عيد للجزيرة نت عن خوف السكان الذين لم يعودوا هذا الصيف إلى منازلهم من بيروت، بل إن قسما من الذين لا يغادرون البلدة قد تركها إلى بيروت، بينما يستخدم الآخرون خيما نصبوها للمبيت بها ليلا.


محدودية المساعدة
وأضاف عيد أن البلدة أقامت اثنتي عشرة خيمة تضم ثلاثين عائلة، وتحملت البلدية الإجراءات نيابة عن الأجهزة الرسمية الغائبة، مع السعي إلى تأمين المزيد من الخيم والتواصل مع الهيئة الوطنية للإغاثة لمساعدة السكان.

"
السكان اعتقدوا في فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين أن عدوانا يشنّه الاسرائيليون على لبنان، وأن الأصوات التي يسمعونها هي أصوات قصف لا هزات
"

مع الإشارة إلى أن يحيى دكروب المسؤول بحركة أمل قد انتقد محدودية الخدمات والمساعدات، مضيفا أن "هناك خمسين خيمة نصبناها لإيواء السكان الخائفين، وهي من الخيم التي أحضرت في حرب يوليو/ تموز 2006".

وتحدث رئيس نادي شحور الرياضي عن أصوات مرعبة ترافق حصول الهزة، حتى أن السكان اعتقدوا في فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين أن عدوانا يشنّه الإسرائيليون على لبنان، وأن الأصوات التي يسمعونها هي أصوات قصف لا هزات.

ويضيف علي خشاب قائلا إن التصريحات عن احتمال ضرب زلزال قوي للمنطقة فاقم هلع الناس، حتى أن المغتربين لم يعودوا، في حين أن من اعتاد أن يعود صيفا للقرية لزم العاصمة.

يُذكر أن نحوا من ثمانين بيتا قد تضررت في قرية شحور، ثلاثة منها دمرت بالكامل، وحاليا في الصيف اعتاد الناس أن يقضوا نهارهم في منازلهم، وفي الليل يلجأ أكثرهم إلى الخيم، لكن المشكلة ستتفاقم شتاء حيث تزداد الحاجة للمأوى والتدفئة وما إلى ذلك.

من جانبه قال شوقي فقيه أمين سر مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري للجزيرة نت إن قسما كبيرا من سكان بلدته الصغيرة زوطر التي يتركها كثيرون شتاء إلى بيروت ليعودوا صيفا، لم يرجعوا هذا العام، ونزح 20% من الباقين فيما نصب قسم آخر الخيم.

ورفض مصدر بمركز رصد الزلازل التابع للمركز الوطني للبحوث العلمية التحدث عن الهزات واحتمالاتها، معتبرا أن التفسيرات الخاطئة عن هزات الجنوب أقلقت المواطنين "وهذه ليست مسؤوليتنا، إنما مسؤولية الذين لم يعرفوا تقديمها للرأي العام، وبسبب ذلك نحن نلتزم السكوت".

المصدر : الجزيرة

إعلان