مشكلة النفايات الصلبة تتفاقم في معظم المدن بليبيا

مشكلة النفايات الصلبة تتفاقم في معظم المدن بليبيا

النفايات الصلبة في مقدمة المشاكل البيئية في معظم المدن بليبيا (الجزيرة نت)

خالد المهير-بنغازي

تفاقمت مشاكل النفايات الصلبة في مداخل مدن ليبيا وشوارعها الرئيسية والفرعية وداخل الأحياء السكنية، وتتوزع هذه النفايات بين المخلفات الحضرية المنزلية والإنشائية والتجارية والمخلفات الأخرى الصناعية والزراعية والطبية والإشعاعية الخطرة.

ويرجع البعض السبب إلى انعدام الوسائل المتطورة للتخلص من أكوام القمامة الصلبة الناتجة عن الأنشطة اليومية للإنسان.

ولا تتوفر بيانات حول التقديرات الرسمية لكميات النفايات سوى في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي الأكثر سكاناً.

فرج المبروك (الجزيرة نت)
فرج المبروك (الجزيرة نت)

واعتبر أستاذ هندسة البيئة والصحة العامة بكلية الهندسة في جامعة قاريونس والمدير الحالي لفرع الهيئة العامة للبيئة فرج المبروك، أن هذه المشكلة تأتي في مقدمة المشاكل البيئية في معظم مدن الجماهيرية بعد مشكلة تلوث المياه والصرف الصحي.

وحذر في تصريح للجزيرة نت من تأثيرها المباشر على نوعية حياة الإنسان والمظهر الحضاري وما يترتب على ذلك من انعكاسات خطيرة على التنمية الشاملة.

وعزا المبروك الأسباب إلى نقص الآليات والمعدات اللازمة لعملية الجمع والنقل والتخلص النهائي، بالإضافة إلى نقص في الكفاءات المدربة والمتخصصة في إدارة النفايات.

كما أشار إلى عدم توفر البيانات حول معدل تولد النفايات في معظم المناطق، وعدم انتظام أوقات التجميع من المصادر، وعدم تشجيع عملية تدوير النفايات وإعادة الاستخدام وفتح مجالات الاستثمار فيها.

وأكد الأستاذ الجامعي المهتم بالبيئة أن أسلوب إدارة المخلفات بأنواعها يتسم بالحلول الجزئية غير الفعالة، مما تترتب عليه تأثيرات اقتصادية وصحية وبيئية لا تلائم المظهر الحضاري للدولة.

المكبات

"
حذر المبروك من خلط النفايات الطبية والصناعية مع النفايات المنزلية في المكبات النهائية, مما يشكل خطرا على جميع مكونات البيئة
"

وأشار المبروك إلى أن الأجهزة القائمة على أعمال النظافة في أغلب المدن الليبية تعاني من مشكلة عدم وجود مواقع مخصصة للردم الصحي للتخلص النهائي من المخلفات (المكبات).

وأضاف أن المكبات المستخدمة غير مناسبة ولا تتوفر فيها الشروط الفنية والبيئية، وهي في الغالب مقالب مفتوحة في الأودية والمنخفضات أو بالقرب من الشواطئ حيث تستخدم الطرق التقليدية في عملية التخلص من النفايات بالإلقاء والتكديس في العراء.

وحذر المبروك من خلط النفايات الطبية والصناعية مع النفايات المنزلية في المكبات النهائية, مما يشكل خطرا على جميع مكونات البيئة.

طرابلس
وتقدر الدوائر الرسمية معدل الإنتاج اليومي من المخلفات الصلبة في طرابلس بـ750 طنا يوميا، ومعدل الإنتاج السنوي بنحو 273 ألف طن سنويا، وهي تتمثل في المخلفات المنزلية والتجارية ومخلفات المستشفيات والمصانع الصغرى والمؤسسات الخدمية.

وعلى هذا الأساس فإن إجمالي ما يتم جمعه ونقله من شركة الخدمات لا يتجاوز 50% من الناتج اليومي، وإجمالي ما يتم جمعه ونقله من قبل التشاركيات العاملة في مجال النظافة لا يتجاوز 25% من الناتج اليومي، ليصل إجمالي ما يبقى متناثراً في الطرقات والشوارع والميادين ما نسبته 25% من الناتج اليومي متمثلاً في الورق واللدائن وغيرها.

بنغازي
أما ثانية المدن الكبرى بنغازي فتنتج يوميا قرابة ألف طن من المخلفات الصلبة، وقدر عدد سكان المدينة بنحو 685367 نسمة عام 2005 دون حساب السكان الأجانب الذين تقدر نسبتهم بحدود 30% من عدد السكان.

واعتمادا على المعلومات المستمدة من شركة الخدمات العامة فإن إدارة النظافة تقوم بتجميع ونقل القمامة المتنوعة بمعدل 950 طنا يوميا, وحيث إن معدل الإنتاج اليومي من القمامة بالمدنية يبلغ 1222 طنا يوميا فسيكون العجز نحو 272 طنا.

وبالتالي فإن إجمالي ما يتم جمعه ونقله من قبل الشركات القائمة على النظافة لا يتجاوز 70% من الناتج اليومي، وما يتم جمعه ونقله من قبل التشاركيات العاملة في مجال النظافة لا يتجاوز 20% من الناتج اليومي، لتصل النسبة إلى 10% من الأكوام الصلبة في الشوارع والطرقات ومداخل المدن.

المصدر : الجزيرة

إعلان