نسيج ينقل مزاج الأشخاص من خلال الألوان والروائح

قماش يدل على مزاجك. المعهد الفدرالي سويسرا

نظم
المعهد الفدرالي السويسري للتقنية بزيورخ مؤتمرا حول العلاقة بين تأثير تطور التقنيات الرقمية والبرمجيات على التطبيقات المختلفة في الحياة اليومية، بمشاركة طيف واسع من علماء الحاسوب والعاملين بمجالات فنية تطبيقية مختلفة من أوروبا واليابان.

 

وتوضح الأبحاث التي عرضها العلماء إمكانيات لا حدود لها للتقنيات الحديثة المتناهية الصغر، وهو ما يوفر قناعة بأن الحاسوب وتقنية الاتصالات ستكون أحد أعضاء جسم الإنسان قريبا.

 

فالباحثة البريطانية جيني تيلوتسون قدمت ما وصفته بـ "الجلد الثاني للإنسان" وهو عبارة عن نسيج يتفاعل مع الإحساس البشري والمشاعر الخاصة بحاملها، لتترجمها شريحة إلكترونية إلى ألوان يتبدل بها النسيج، حسب حالات السعادة أو الحزن.

 

كما يمكن أن تنطلق روائح تعبر عن الحالة النفسية ذاتها، أو التحذير بأن حامل هذا النسيج يمر بأزمة صحية مثلا ويحتاج إلى علاج عاجل، مثل مرضى السكري والقلب أو ارتفاع ضغط الدم، ويمكن لهذا النسيج أن يخزن رائحة الأم في ملابس الأطفال، ليشمها رضيعها إذا بكى وهي بعيدة عنه، فيعتقد أنها بجواره.

 

وأبلغت الباحثة الجزيرة نت، بأنه يتم الآن اختبار أكثر الألياف دقة لتصميم نسيج متكامل منها، لأن ما تم التوصل  إليه الآن هو كيفية وضع بعض الألياف على شكل أنابيب دقيقة للغاية داخل نسيج الأقمشة، كل مجموعة لها لون تعكس الحالة المزاجية للشخص، أو مجموعة أخرى ترتبط بآلية تبث عطرا أو رائحة، طبقا للإشارات التي تتلقاها من الشريحة الملتصقة بجسم الإنسان.

 


undefined
دليل طريق

الباحث الهولندي ستجين أوسيفورت من جهته قدم سترة تدل من يرتديها, على الطريق الصحيح إلى الجهة التي يقصدها، وذلك من خلال بوصلة رقمية دقيقة للغاية يتم تثبيتها بالسترة.

 

وعندما يعطي المستخدم للبوصلة الزاوية (الدرجة) التي بها مقصده بالتحديد، تقوم بقياس الإحداثيات الجغرافية، ثم تنقل الإشارات إلى علامة ضوئية على سطح السترة إذا أضاءت ليستدل السائر بأنه في الاتجاه الصحيح، وتتغير شدة هذا الضوء حسب الاقتراب أو الابتعاد عن الهدف.

 

وقال أوسيفورت للجزيرة نت إن تطبيقات هذا الابتكار متعددة , في الصحارى وأعماق البحار أو الأدغال والمناطق الموحشة، ونجحت حتى الآن في جميع المجالات التي تم تجربتها فيها.

 

أما في مجالات التقنية الرقمية بالموسيقى والتعامل مع الصور، فقد استعرض الباحثون إمكانيات مذهلة، في التركيبات اللحنية أو السرعة أو دقة الألوان ودرجة التباين في التصوير

 

تحكم التقنيات

وإلى جانب الأبحاث التي طرحها المشاركون بالمؤتمر حول الإمكانيات التي وصلت إليها التقنيات الرقمية الحديثة وتأثيرها وانعكاساتها المحتملة على المجتمع، التأمت على هامشه حلقات دراسية وأخرى عملية، استعرض فيها المبرمجون الإمكانيات التي تقدمها تقنيات الحاسوب الحديثة. أما التطبيقيون فأعربوا عن طموحاتهم وأحلامهم التي ينتظرونها من وراء كل جديد في ثورة المعلوماتية.

 

الأبحاث التي استعرضها المؤتمر تكشف عن إمكانيات أقل ما يمكن أن توصف به بأنها غير عادية، وتفوق تصور المرء بكثير، فالتقنيات الرقمية والبرمجيات المصاحبة لها أصبحت تقدم إمكانيات تكاد تقترب من الحواس الإنسانية، بل يحاول الباحثون أن يجعلونها أكثر دقة وحساسية من الإنسان نفسه.

 

ويؤكد يورغ غوتكنخت أستاذ علوم الحاسوب بالمعهد، ومدير المؤتمر، أن كل هذه الإمكانيات المتاحة تفرض على الإنسان تحديا قد لا يبدو ظاهرا الآن للعيان، لكن آثاره تطفو مع الوقت. وقال للجزيرة نت "إننا نخترع ونبتكر كل تلك البرمجيات، ولكن يجب علينا أن ننتبه قبل أن تتحكم فينا تلك البرمجيات التي صنعناها بأيدينا".
____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة