شبح التفجيرات يخيم على ليالي رمضان اللبنانية

فقد سرق اغتيال رئيس الوزراء السابق ورفاقه وحوادث التفجير المتتالية تألق هذا الشهر الكريم وزرع الخوف والقلق في قلوب المواطنين الغارقين في همومهم المعيشية والاقتصادية.
فالفنادق الفخمة التي اعتادت ليالي السهر الطويل لا تشهد إقبالا كثيفا مثلما كانت في السنوات الماضية رغم أن أجندة مواعيدها لم تتغير في استضافة الموائد الرمضانية وخيام السحور والحفلات الموسيقية والغنائية, في ظل إقبال ضئيل لرواد السهر.
وإمعانا في أجواء الحذر فإن زينة رمضان هذا العام تأخرت بألوانها الزاهية عن الشارع اللبناني, فيما عمدت دار الأيتام الإسلامية إلى تنظيم "مسيرة محبة" في شوارع العاصمة بيروت حيث شارك فيها أطفال الدار ومؤسساتها لمواجهة تحدي ذعر التفجيرات بالعودة إلى الوحدة ومعايشة الفرح والرهان عليه, هذا ما أكده مدير المؤسسات محمد بركات للجزيرة نت.
وقد أكد رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي أن أكثر ما يحتاج إليه لبنان في هذه الأوقات العصيبة هو ميثاق شرف بين كل اللبنانيين يقسمون فيه على عدم التدخل في أموره الداخلية ومواجهة كل من يرخص فيه سفك الدماء واغتصاب الأموال.
وقال النابلسي في مقابلة مع الجزيرة نت إن "أغلى الأمانات التي يجب الحفاظ عليها هو التعايش الإسلامي المسيحي الذي يدعم وحدة البلد".
ومع انطلاق الاحتفالات والتهاني بقدوم شهر رمضان المبارك في مختلف المناطق، قال الشيخ محمد عمار من الجماعة الإسلامية في اتصال مع الجزيرة نت "إن المجرم في مسلسل التفجيرات يجب أن يكشف في شهر رمضان، وإنه لا دين له ولا طائفة".
بدوره اعتبر الشيخ بلال بارودي شيخ قراء طرابلس أن المعركة اليوم معركة فكر ومفاهيم ومعتقدات وتصور، مشيرا إلى أن "المخاوف لا تنبع إلا من الجهل وعدم المعرفة" ولافتا إلى أن شهر رمضان نور للناس من جهلهم.
" حوادث الاغتيال والتفجير المتتالية سرقت تألق شهر رمضان وزرعت الخوف والقلق في قلوب المواطنين الغارقين في همومهم المعيشية والاقتصادية " |
الخيام الرمضانية
ويترافق الإعلان عن شهر رمضان عند مسلمي لبنان عادة مع سلسلة من التقاليد والعادات الموروثة والمحببة والتي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا, كالمسحراتي أو الطبال الذي يجوب الشوارع للإعلام عن دخول وقت السحر.
وهناك ممارسات طرأت على هذا الشهر كالخيام الرمضانية التي تقيمها المقاهي الليلية والفنادق حيث ينهمك أصحابها بتهيئتها وتزيينها بإكسسوارات عربية ونقوش إسلامية تعطيها جواً خاصاً، لتتحول فيها أجواء الغناء والصخب مع دخول منتصف الليل إلى مكان بعيد عن الروحانية والعبادة.
وحول هذا الموضوع يؤكد مفتي نحلة والبقاع الشيخ خليل الميس للجزيرة نت أن هذه الأجواء المستحدثة بعيدة كل البعد عن رمضان, مشيرا إلى أن "شهر الصيام لا بد من قيام ليله بصلاة التراويح لا بالغناء والرقص".
ومن جهته يقول الكاتب والصحفي شربل عبود إنه لا بد من الحديث عن نقاط الالتقاء التي تشكلها الخيام الرمضانية للبنانيين, مشيرا إلى أن هذه الخيام تشهد لقاءات بين المسلمين الصائمين بمسيحيين جاؤوا ليتعرفوا على أجواء رمضان الحقيقية ويلتقون مع إخوة الوطن تحت سقف خيمة تُشكل نقطة التقاء وحوار.
_____________
مراسل الجزيرة نت