37 مليون فقير في الولايات المتحدة

بعد أربعة عقود من إعلان الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون الحرب على الفقر مازال 37 مليونا من سكان أغنى دولة في العالم يصنفون رسميا على أنهم فقراء، بل وتزايدت أعدادهم على مر السنين.
وتظهر إحصاءات حكومية أن 1.1 مليون أميركي سقطوا تحت خط الفقر في العام الماضي. ويعادل ذلك عدد سكان مدينة كبرى مثل دالاس أو براغ.
ومنذ العام 2000 تزايدت أعداد الفقراء سنويا بنحو 5.5 ملايين إجمالا، ولا يلوح في الأفق أمل -حتى للمتفائلين- في أن تتقلص الأعداد قريبا، رغم تجدد النقاش بشأن الفقر نتيجة مشاهد عرضها التلفزيون أظهرت للعيان صورا عن الحياة الأميركية نادرا ما تعرض على العالم.
ويقيس مكتب الإحصاء السكاني حالة الفقر في الولايات المتحدة مرة كل عام، وتقريره المزدحم بالبيانات الذي يقع في 70 صفحة أو أكثر عادة ما يوفر البيانات اللازمة للباحثين، لكنه نادرا ما يثير جدلا عاما أو يمس وترا حساسا أو يبرز في وسائل الإعلام، لكن الحال اختلف هذا العام.
فقد تزامن صدور التقرير مع الإعصار كاترينا المدمر الذي تسبب في موت أكثر من 1100 بولايتي لويزيانا ومسيسبي.
وأظهرت التغطية التلفزيونية التي شملت صورا للمشردين والقتلى في نيو أورليانز لقطات مفزعة لما لا يمكن لصفحات تقرير مكتب الإحصاء السكاني أن توضحه.
وصدمت الصور العالم وأحرجت العديد من الأميركيين، وأثارت مقارنات مع أوضاع في دول نامية من الصومال وأنغولا إلى بنغلاديش. وأظهرت صور نيو أورليانز سودا فقراء يستجدون المساعدة.
لكن المشاهد التي أظهرت أن لون البشرة الأسود يعني الفقر في نيو أورليانز لا توضح الصورة كاملة، فعدد الفقراء البيض يزيد عن ثلاثة أمثال عدد الفقراء السود في الولايات المتحدة، ومعدل الفقر بين البيض يرتفع أسرع من معدله بين السود وذوى الأصول الإسبانية.