غبار الصحراء الأفريقية يغير مناخ ولاية فلوريدا

18/1/2005
مازن النجار
كشف باحثون من جامعة كولورادو الأميركية أن ذرات الغبار الدقيقة التي تحملها الرياح القادمة من الصحراء الأفريقية عبر المحيط الأطلسي يمكن أن تؤثر في أنماط العواصف الرعدية بولاية فلوريدا وكمية الأمطار المتساقطة منها.
كشف باحثون من جامعة كولورادو الأميركية أن ذرات الغبار الدقيقة التي تحملها الرياح القادمة من الصحراء الأفريقية عبر المحيط الأطلسي يمكن أن تؤثر في أنماط العواصف الرعدية بولاية فلوريدا وكمية الأمطار المتساقطة منها.
ووجد فريق البحث الذي استخدم بيانات الأقمار الاصطناعية لوكالة ناسا في دراسة ستنشر نتائجها في العدد القادم من مجلة العلوم الجوية المتخصصة أن الغبار يؤثر في حجم سندان قمة العاصفة الرعدية وفي قوة وعدد تيارات الرياح الدافئة الصاعدة. كما يؤثر الغبار في قوة العواصف الرعدية الحملية المتولدة حراريا عن طريق التأثير في كمية المطر التي تتراكم وتسقط.
كما لاحظ الباحثون أنه عندما يكون الغبار في الجو يصبح حجم سندان العواصف الرعدية الحملية في فلوريدا أقل مساحة، ولكنه أفضل تنظيما وأكثر سمكا وهذا بدوره يؤثر على مقدار أشعة الشمس والحرارة التي تصل إلى الأرض، ويمكن أن تؤثر في المناخ على المدى البعيد. وهذا يؤدي عبر الوقت إلى نفاذ مزيد من أشعة الشمس ودرجات الحرارة أعلى أي مناخ أكثر دفئا.
ولفت نظر الباحثين أن تيارات الهواء الدافئ الرطب الصاعدة التي تتراكم في العواصف الرعدية كانت أقوى وأكثر عددا لدى وجود الغبار في الجو. كما تحمل تيارات الهواء الصاعدة معها ذرات التلوث بالغة الدقة والمعروفة بالإيروسولات إلى مستويات جوية عليا حيث تتكون السحب الرعدية.
إعلان
ويشهد سكان فلوريدا مزيدا من تيارات الهواء الصاعدة التي تتكون لدى وصول الغبار، الذي يؤثر في كمية هطول الأمطار على الأرض. فالغبار في حد ذاته هو أحد الإيروسولات التي تقوم بدور النواة وحولها تتكثف السحب وتتكون القطرات الصغيرة، ثم تتجمع هذه القطيرات لتشكل قطرات المطر التي تتساقط بدورها على الأرض، بهذه الطريقة تؤثر الإيروسولات على مستويات تكوين الأمطار.
وهكذا يقوم غبار الصحراء بدور نواة أو نويات تكاثف السحب، وهي نويات تكاثف سحب وثلج عملاقة حيث قام الباحثون ببناء واستخدام نوعين من نماذج المحاكاة الحاسوبية واشتمل أحدهما على عامل أو دور غبار الصحراء والآخر بدونه، ولدى مقارنة البيانات الناجمة عن المحاكاة الحاسوبية ظهرت نتائج غير عادية.
فقد أدت الزيادة التي يسببها غبار الصحراء في تركيز نويات تكاثف السحب إلى تقليل كمية الأمطار المتساقطة على سطح الأرض. كذلك وجد الباحثون أن درجة التركيز الأعلى لنويات تكاثف السحب والثلج العملاقة تؤدي في البداية إلى زيادة تساقط الأمطار، ولكن كلما استمر تكون العواصف تنجلي نويات الغبار بسبب هطول المطر أو الثلج، ويقل بالتالي تأثير هذه النويات في كمية الأمطار المتساقطة على سطح الأرض.
وقد خلص الباحثون إلى أن التأثير الإجمالي لغبار الصحراء الأفريقية على المناخ هو باتجاه تقليل كمية الأمطار المتساقطة على الأرض.
المصدر : غير معروف