هويغنز حط سالما على تايتان وأرسل أولى معلوماته

استطاع المسبار الفضائي هويغنز النزول بنجاح على سطح قمر تايتان أحد أقمار كوكب زحل على بعد 1.5 مليار كيلومتر من الأرض, ونجح في إرسال أولى المعلومات إلى محطة العمليات الفضائية الأوروبية بألمانيا، في واحدة من أكبر عمليات غزو الفضاء في التاريخ الحديث.
وقد تمكن هويغنز من أن يحط في عملية إنزال مظلي بسلام على سطح تايتان وتمكن من بث نصف ساعة من المعلومات بعد أن كان المختصون لا يطمعون في أكثر من ثلاث دقائق بسبب الخشية من حدوث مشاكل لدى ارتطامه بسطح القمر إضافة إلى قساوة المناخ.
وتجنبا لأي حادث بدأت سفينة كاسيني الفضائية تسجيل المعلومات التي تصلها من هويغنز على أربعة أنظمة قبل أن تحولها إلى الأرض, وبذلك يكون المسبار قد اختتم رحلة استمرت 21 يوما منذ انفصاله عن كاسيني التي كانت هي الأخرى قد بدأت رحلة إلى الفضاء الخارجي استمرت سبع سنوات وقطعت فيها 2.1 مليار كيلومتر منذ إطلاقها من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا عام 1997.
تشابه مع الأرض
وقد وصف المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية جان جان دورداين العملية بأنها "نجاح علمي" وثمرة للتعاون الدولي في مجال بحوث الفضاء، إذ إن المسبار تتويج لعمل أوروبي أميركي مشترك.
ويبلغ وزن هويغنز حوالي 320 كلغ وكلف أكثر من ثلاثة مليارات دولار ويعول عليه العلماء لفهم ما يحدث في تايتان الذي يعتقد أنه الجرم الفضائي الوحيد -بعد الأرض- في نظامنا الشمسي الذي يحتوي على غلاف جوي.
كما يعول العلماء على ما سينقله هويغنز من معلومات لتأكيد أو نفي فرضية أن تايتان يشبه الأرض في تكوينه الحالي من جهة أن غلافه الجوي مكون أساسا من النتروجين.
غير أن العلماء لا يعتقدون مع ذلك بوجود أي شكل من أشكال الحياة على سطح تايتان لبعده الشديد عن حرارة الشمس، حيث تبلغ حرارة سطحه 180 درجة تحت الصفر.
أما سفينة كاسيني فستواصل رحلتها في فلك زحل حيث يمكن لعلماء الفلك أن يتطلعوا الآن إلى السماء ويقولوا "لقد وصلنا إلى ذلك المكان وتركنا بصمتنا هناك" على حد تعبير رئيس فريق التصوير العلمي في الطاقم الذي أشرف على إنجاز المركبة الفضائية.