كارثة تسونامي تزيد الناجين تمسكا بدينهم

لم تزد كارثة تسونامي سكان المناطق المنكوبة إلا تمسكا بدينهم، ففي إحدى مناطق آتشيه لا يكاد المؤذن ينتهي من أذانه حتى يرمي الشباب مكنساتهم ويدخلون المسجد رغم أقدامهم المغطاة بالطين الذي تركه تراجع أمواج تسونامي.
يقف هؤلاء الشباب جنبا إلى جنب على أرضية مسجد بيت الرحمن الذي كان يعج قبل أيام بجثث الموتى.
لم ير كل هؤلاء المراهقين جثة من قبل كما أن أغلبهم لم يدخل المسجد قبل هذه الفاجعة, يقول تقو رزقي (17 عاما) أحد المتطوعين لتنظيف المسجد "لقد تغير كل شيء بعد أن رأينا غضب الله بأم أعيننا".
من الملاحظ أن المنكوبين في هذه الكارثة بدؤوا يغوصون في أعماق عقائدهم بحثا عن سبب الكوارث وكيفية التعامل معها, فها هو دحلان أحد عمال البناء الإندونسيين يقطع 320 كيلومترا مشيا على الأقدام من مكان عمله إلى قريته في بندا آتشيه يبحث عن أخيه الذي يعتقد الآن أنه قد قضى نحبه في الكارثة.
يقول دحلان "لم أكن ملتزما من قبل لكنني الآن لا أحس بالراحة والطمأننة إلا داخل المسجد", ويرجع بعض علماء المسلمين سبب هذه الكارثة إلى العقاب الإلهي إذ يقول محمد صالح المنجد أحد العلماء السعوديين في المنطقة "إن الأمواج طفحت لالتهام الكفار الذين دأبوا على الانتشار على طول الشواطئ وفي الحانات
ويشربون الخمر حتى الثمالة".
كما يرجعها البوذيون إلى غضب آلهتهم إذ يقول أحد كهنتهم "إن الطبيعة صبت جام غضبها على الناس لأنهم لا يتبعون طريق بوذا", وبنفس المنطق يقول القساوسة المسيحيون إن هذا عقاب إلهي راجع إلى الطريقة الجنونية التي يمارس فيها الناس نشاطات حياتهم, فقد ذهبوا بعيدا عن طريق الرب وهو بهذا الفعل يذكرهم برسالة مفادها "تدبروا واعلموا أنني أنا الملك أنا الجبار".
أما إحدى النسوة الهندوسيات فإنها عبرت عن عدم رضاها عن آلهتها التي "تجعل أما تتخلى عن أولادها, معتبرة أن هذه الآلهة إما أنها غير موجودة أو هي آلهة قاسية لا تعرف الرحمة".