الشفق القطبي ظاهرة تختص بها دول القطب الشمالي

الشفق بالنرويج

سمير شطارة-أوسلو

 
تستقطب النرويج عددا كبيرا من السياح لرؤية مظهر من مظاهر الطبيعة التي تزدان بها السماء، إذ يظهر فيها ما يعرف بظاهرة "الشفق القطبي"، وهي عبارة عن مزيج متناسق من الألوان الخلابة تظهر في القطب الشمالي للكرة الأرضية.
 
وإذا كانت ظاهرة الشفق القطبي THE AURORA أو ما يعرف كذلك بالفجر القطبي، والأضواء الشمالية لها ما يبررها علمياً إلا أنها شغلت الثقافات القديمة.
 
فمن بين الشعوب التي حاكت الظاهرة شعب الأسكيمو الذي يعتقد أن الشفق ما هو إلا كائن حي فضولي، فما أن تتحدث بصوت خافت حتى يقترب من الأرض ليشبع فضوله.
 
أما الأسطورة الرومانية فتقول إن الشفق آلة الفجر، وأنها تقطع السماء قبيل الفجر يسبقها ابنها "نسيم الصباح" وهو إعلان عن قدوم عربة إله الموسيقى والنور والفطنة "حاملة شمس".
 
ظاهرة خاصة
ولكن العلماء يقولون في تفسيرهم لهذه الظاهرة إنها تأتي نتيجة انفجارات مجموعات البقع الشمسية التي تدفع بكميات هائلة من الغازات، وتعرف تلك الظاهرة بالاندفاع الغازي الشمسي حيث تخرج مليارات الأطنان من الغازات الهائلة الحرارة نحو الأرض، ويمكن رؤيتها فيما يعرف بظاهرة الشفق القطبي في المناطق التي تقع على خطوط العرض المتوسطة من الأرض.
وقالت اختصاصية علم الفضاء الخارجي بجامعة ترومسو النرويجية هيلد إيريك للجزيرة نت إن الظاهرة ترى بالليل في سماء كل من المناطق القطبية وما حولها، وتتركز أساسا في المنطقتين الواقعتين بين كل من قطبي الأرض المغناطيسيين، وقد تمتد أحيانا لتشمل مساحات أوسع من ذلك‏.‏
 
undefinedوأضافت أن الظاهرة تبدو عادة على هيئة ألوان خلابة يغلب عليها اللون الأخضر والأحمر والبنفسجي والبرتقالي والأبيض الممزوج بزرقة، مؤكدة أن الشفق يتوهج ويزداد لمعاناً كما أنه يخبو توهجه‏ بطريقة دورية كل عدة ثوان‏‏ وقد تمتد إلى عدة دقائق، كما يقطع الشفق القطبي مساحة تبلغ مئات الكيلومترات عرضاً وبارتفاع يصل إلى عشرات الكيلومترات.
 
إبداع الخالق
وفي سياق التفاعل البشري مع هذه الظاهرة المبهرة، التقت الجزيرة نت عدداً من اللاجئين الأجانب الذين لم يسبق لهم رؤية الظاهرة من المقيمين في المخيمات الواقعة شمال النرويج وعلى مقربة من القطب الشمالي.
 
وكان من أظرف التعليقات التي حصلت عليها الجزيرة نت من أبو حسام -وهو رجل فلسطيني- حيث قال إن ظروف الغربة والهجرة تدفعني دوماً للسير مساء والتفكير فيما آلت إليه الحياة.
 
وتابع أنه في ذات مرة "كنت أمشى، وبعد ثوان شعرت أن الدنيا انقلبت وبدأت السماء تتلون بسحب وأشعة متوهجة، فشعرت أن القيامة قد قامت لا محالة، وانتابني شعور بالخوف والرهبة مما رأيت، ولم تهدأ أعصابي حتى قادتني قدماي إلى مكان إقامتي".
 
وأوضح أبو حسام أنه بعد أن سمع من الذين حوله عن الظاهرة ورآها بعينه بدأت تساوره مشاعر عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
ــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة

إعلان