فرنسي يخترع برنامجا لشم الروائح عبر الإنترنت

olfactory

بدأت فرنسا خطوات رائدة لإضافة حاسة الشم التي تعتبر إحدى أكثر الحواس الخمس عاطفية إلى عالم الوسائط المتعددة الذي يسيطر أصلا على عقول كثير من البشر.

فهناك تنافس حميم بين وسائل الإعلام المختلفة للفت أنظار الناس وذلك عن طريق استخدام عدد لا يحصى ولا يعد من المواقع الإلكترونية وأفلام والعاب الفيديو التي غالبا ما تستخدم صورا تهتم بأدق التفاصيل.

لكن يبدو أن الكثيرين سيتمكنون بعد فترة وجيزة بفضل جهود المهندس الفرنسي إيان ريجارد من "شم الحدث".

يقول ريجارد إن الفرنسيين يتصدرون العالم في مجال الملتيميديا "الشمية" ربما بفضل عاداتهم الغذائية وعطورهم، مضيفا أن "الرائحة تثير ذكريات وعواطف سابقة ومنسية لا يمكن للصوت أو الصورة أن يثيروها".

وقد أعطت مؤسسة "فرانس تليكوم" المهندس المذكور إجازة لتمكينه من تطوير مشروعه، حيث قام أمام بعض الزوار بتجربة حية لما توصل إليه حتى الآن، فنقر على فأرة حاسوب محمول مربوط بقارورتي عطر يشبهان مكبري صوت صغيرين فانتشر عبير الفانيلا والنباتات البرية في الغرفة.

يقول ريجارد "إن حلمي هو أن يصبح هذا العمل المعيار العالمي للتطبيقات ذات الصلة بالشم، وأن يصبح نافذة صغيرة في نظام ويندوز".

وكان هذا المهندس قد أمضى أربع سنوات وهو يعمل في مشروع بحث خاص باستخدام الروائح في مجال الوسائط المتعددة تابع لشركة الاتصالت الفرنسية العملاقة.

وقد فرغته تلك المؤسسة للعمل في أنظمة تحكم عن طريق الكومبيوتر لنشر العبير وهو الاكتشاف الذي حصلت فرانس تليكوم على براءة اختراع دولية له.

اهتمام خاص
من جهة أخرى تراقب المؤسسات الزراعية والغذائية ومؤسسات تصنيع العطور عن كثب تطورات هذا المشروع وتوليه اهتماما خاصا.

وعلى المدى القصير سيكون إدماج الرائحة في أفلام الفيديو ومواقع الإنترنت مهما بالنسبة للمعارض التجارية حيث يمكن القائمين عليها من تدريب الباعة وعارضي السلع على التقنية الجديدة.

أما على المدى البعيد فيمكن أن تستخدم الروائح في ألعاب الفيديو وبرامج التلفزيون إضافة إلى المواقع التجارية على الإنترنت, حيث بدأ أخصائيو التسويق بالفعل في تعقب هذه الفكرة.

ويبحث ريجارد الآن عن ممولين لمؤسسته الجديدة "أكزاليا" حيث يحتاج لمبلغ  400 ألف يورو لبدء المرحلة التالية من مشروعه، علما أنه حصل خلال شهرين فقط على 20 ألف يورو من المشروع وسيسافر قريبا إلى اليابان لتوقيع عقد مع مدرسة للطبخ مهتمة بإرسال صيغ الطهي مع عبيرها عبر الإنترنت.

ويقول المخترع الفرنسي إن ما نقدمه هو برامج إلكترونية تجعل من الممكن إدخال الرائحة إلى تطبيقات الوسائط المتعددة مع توفير خدمة دعم.

لكن هذا المهندس يعترف أن مثل هذه التكنولوجيا لا تزال في مراحل تشبه مرحلة العصر الحجري بالنسبة للإنسان.

وتقوم التقنية التي يستخدمها على إعادة تنشيط أنواع الروائح المختلفة بتحكم عن طريق الكومبيوتر يحدد من خلاله اختيار الرائحة ومدتها وكثافتها وذلك باستخدام جهاز تهوية موضوع أمام خرطوشة تحتوي على جل معطر.

ويمكن للماكينة المتوفرة الآن أن تطلق 12 رائحة في غرفة مع إمكانية تنشيط مجموعة منهم في آن واحد، كما أن سعرها لا يزال غاليا نسبيا حيث يبلغ سعر الوحدة 400 يورو.

لكن إذا نجح ريجارد في الحصول على تمويل من مستثمرين فإن ذلك قد يحدث زوبعة في عالم

الكومبيوتر قد تنتهي بجعلنا أقرب إلى أن نعيش الحقيقة دون حضورنا الجسدي.

المصدر : الفرنسية

إعلان