العنف الجسدي والجنسي ضد النساء ظاهرة ألمانية متنامية
5/10/2004
كشفت دراسة موسعة أصدرتها وزارة الأسرة الألمانية عن تنامي ظاهرة الاعتداء البدني ضد النساء ووصولها إلي معدلات غير مسبوقة في هذا البلد.
وأشارت وزيرة الأسرة ريناتا شميت في مؤتمر صحفي ببرلين أمس إلى دراسة حملت عنوان (الأوضاع المعيشية والأمنية والصحية للمرأة في ألمانيا) أظهرت تعرض 37% من نساء ألمانيا لاعتداءات جسدية مباشرة ومتفاوتة الشدة، وتعرض 58% من الألمانيات لاعتداءات جنسية مختلفة الأنواع داخل وخارج أسرهن.
وأوضحت أن واحدة من كل سبع ألمانيات -بما يعادل نسبة 13% من إجمالي عدد النساء- تعرضن لاعتداءات جنسية عنيفة تراوحت بين الاغتصاب أو محاولة الاغتصاب أو الإكراه علي ممارسات جنسية.
وأشارت الدراسة التي تم إجراؤها بإشراف قسم بحوث المرأة في جامعة بيليفيلد علي شرائح واسعة من الألمانيات في المرحلة العمرية بين 16- 85 عاماً إلي أن ثلثي هذه الاعتداءات الجنسية المذكورة مورست على النساء من أفراد في أسرهن أو من أشخاص مقربين منهن.
واستنادا إلي المحاضر الرسمية للشرطة قدرت الدراسة وقوع 10 آلاف حالة اغتصاب وعدد مماثل من حالات التعدي الجنسي علي الأطفال سنوياً، وشددت علي بقاء عشرات الآلاف من الحوادث المماثلة طي الكتمان.
إعلان
وخلصت الدراسة إلى أن أكثر النساء تعرضاً لمخاطر الاعتداءات الجسدية هن النساء الساعيات للطلاق من أزواجهن أو الانفصال عن شركائهن في الحياة.
من جانب آخر ذكرت الدراسة أن 49% من النساء التركيات المقيمات في ألمانيا والنساء المهاجرات من دول أوروبا الشرقية يعانين من أقسي حالات الاعتداءات الجسدية والضرب المبرح والتهديد بالأسلحة النارية داخل منازلهن.
وفي تعليق علي الدراسة التي أصدرتها وزارتها أوضحت شميت خلال مؤتمرها الصحفي أن إدمان الخمر والبطالة يلعبان دوراً محدوداً في تنامي العنف للموجه ضد النساء.
وأعلنت الوزيرة عن تأسيس مشروع لتقديم خدمة هاتفية عاجلة علي مستوي الولايات الألمانية وعلي مدار الساعة لتقديم المساعدة الضرورية للنساء اللاتي يتعرضن للعنف.
وفي تصريح للجزيرة نت قال د. توماس شليبفر رئيس مركز الأمراض النفسية والعصبية بمستشفي بون الجامعي إن القسم الأكبر من الضحايا يعتبرن أنفسهن مسؤولات عن عنف الرجال تجاههن الأمر الذي يستغله مقترفو الاعتداءات بترسيخ عقدة الذنب وتكريسها لدى ضحاياهم النساء.
وأشار شليبفر إلي وجود قسم آخر من الضحايا النساء يبدين تعاطفاً نحو الرجال الذين يمارسون العنف ضدهن، ويعتبرنهم مرضى ويعتبرن أنفسهن معالجات لهم بالصبر وعدم فضح ممارساتهم العدوانية.
وأكد أن الضرب والركل والمعاملة المهينة تترك آثارا مدمرة في نفسية المرأة الضحية من الممكن أن تتطور بمرور الوقت إلي أمراض نفسية مزمنة وشديدة القسوة.
ـــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت
ـــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة