رأس الرجاء الصالح يرسخ سمعته كمقبرة بحرية

undefined

واصلت السلطات في جنوب أفريقيا عمليات إنقاذ سفينة شحن اشتعلت النيران فيها قرب سواحلها الشمالية الشرقية قبل 11 يوما، وهي ثالث سفينة تتعرض لكارثة في المياه ذاتها في أقل من شهرين الأمر الذي رسخ في الأذهان السمعة المعروفة عن ساحل جنوب أفريقيا بوصفه مقبرة بحرية.
والكوارث في تلك المنطقة ليست جديدة، فمنذ أواخر القرن السادس عشر ورأس الرجاء الصالح وساحل جنوب أفريقيا الذي مثل طريقا بحريا تاريخيا إلى قارة آسيا تسبب في فقدان آلاف البحارة حياتهم غرقا فيه بسبب العواصف الشتوية والتيار الجارف القوي في تلك المياه الخطيرة.

وبسبب الحوادث الجديدة فإن المدافعين عن البيئة يخشون من وقوع ما وصفوه بكارثة في المنطقة التي توجد فيها أكبر محمية ساحلية للحياة البرية.

ومازال عمال الإنقاذ يحاولون إجلاء سفينة الشحن الإيطالية جولي ريبينو بعيدا عن المنطقة الرملية التي جنحت إليها على بعد 11 كيلومترا جنوبي محمية مستنقعات سانتا لوتشيا، حيث مالت على جانبها الأيمن وتسرب الزيت من شرخ ممتد في أغلب جانبها الأيسر.

وبدأ بالفعل تسرب مئات الأطنان من زيت الوقود من مقدمة السفينة، لكن حالتها دفعت عمال الإنقاذ إلى اختيار سحب نحو 800 طن متبقية من زيت الوقود إلى قاطرة بحرية.

وشوهدت الرياح والتيارات المائية المواتية وهي تنقل قدرا كبيرا من بقعة الزيت بعيدا عن المحمية خلال الأيام القليلة الماضية.

ويعتقد أن 450 طنا من النفط تسربت بالفعل من السفينة المشتعلة مما يهدد الحياة البرية في المحمية ومنها سلاحف مهددة بالفناء وأفراس نهر وتماسيح ومجموعة متنوعة من الطيور والأسماك.

ومن بين الأصناف التي تحملها سفينة الشحن سيارات وقطن وسكر وبراميل بها سوائل سامة ومواد كيمياوية أخرى. لكن فريق الإنقاذ يعتقد أن هناك احتمالا قويا بأن تكون النيران أتت على معظم المواد الكيمياوية.

وتعتبر الأمم المتحدة ساحة المياه الضحلة في سانت لوتشيا موقعا عالميا مهما للحياة البرية حيث تعيش في المنطقة أنواع من السلاحف والتماسيح وأفراس النهر.

المصدر : الفرنسية