استمرار الحرب الإلكترونية بين القاعدة وأميركا
لا يزال تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن الذي تبنى الهجوم المزدوج ضد الإسرائيليين في كينيا نهاية الشهر الماضي يستفيد من شبكة الإنترنت للظهور رغم إسكات موقعه الخاص عليها في الحرب الإلكترونية الدائرة بينه وبين واشنطن.
وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية عمدت قبل بضعة أشهر إلى ضرب موقع مركز الدراسات والأبحاث الإسلامية الذي كان يعتبر ناطقا باسم القاعدة على الإنترنت. وقد بدأت الحرب الإلكترونية على تنظيم القاعدة منذ انطلاق الحملة العسكرية في أفغانستان نهاية 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.
ولا تقلل الاستخبارات الأميركية من حجم الاهتمام الذي يوليه أنصار القاعدة لشبكة الإنترنت واحتمال استخدامهم إياها لتبادل رسائل مشفرة. وقد نجحت الولايات المتحدة في إغلاق الموقع المسجل بسنغافورة, إلا أنه ظهر مجددا في يونيو/ حزيران الماضي على مزود بخدمة الإنترنت في ماليزيا وآخر بتكساس قبل أن يسحب بطلب من الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين تنشر مواقع إسلامية مشكوك بصدقيتها على الإنترنت معلومات وبيانات وتحليلات وتسجيلات صوتية تتعلق بالقاعدة. وقد نشر موقعان أمس الأول الاثنين بيانا منسوبا إلى القاعدة يتضمن تبنيا للهجوم المزدوج في مومباسا.
وأدى الهجوم بسيارة مفخخة الذي استهدف فندقا في منطقة مومباسا بكينيا يوم 21 من الشهر الماضي إلى مقتل 13 شخصا (ثلاثة إسرائيليين وعشرة كينيين) إلى جانب وفاة منفذيه الثلاثة. وكانت طائرة إسرائيلية تعرضت قبل خمس دقائق بعد إقلاعها من مطار مومباسا لإطلاق صاروخين من قاذفة صواريخ متنقلة.
وشكك متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية في صحة بيان تبني عملية مومباسا قائلا إن "القاعدة لم تتبن أبدا في الماضي بشكل مباشر مسؤولية العمليات التي قام بها عناصر التنظيم, إنما كانت تكتفي بالترحيب بها ومباركتها". إلا أنه لم يستبعد احتمال أن تكون القاعدة أعطت الضوء الأخضر للمسؤولين عن هذه المواقع "لنشر هذا التبني الذي يبدو في العمق معقولا".