مير تظهر للمرة الأخيرة في سماء الدوحة
داود حسن- الدوحة
تمكن المواطنون القطريون من مشاهدة المحطة الفضائية الروسية مير مساء اليوم للمرة الأخيرة قبل أن تهوي إلى مياه المحيط الهادي يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري، حيث ظهرت كنقطة مضيئة متحركة على ارتفاع شاهق في السادسة وعشر دقائق بتوقيت الدوحة لمدة خمس دقائق.
وقال الفلكي القطري خالد السبيعي الذي تابع مرور المحطة "للجزيرة نت" إن المحطة ظهرت في سماء دولة قطر في الساعة السادسة وثماني دقائق ليلا من جهة الشمال الغربي، ومرت فوق رؤوسنا عند الساعة السادسة واثنتي عشرة دقيقة، حيث ظهرت على هيئة نجم لامع متحرك وتبدو وكأنها طائرة ولكن ليس لها صوت أو إضاءات الطائرات، مشيرا إلى أن المحطة تمر عبر سماء قطر مرتين شهريا أثناء مدارها الطبيعي حول الأرض، وهذه هي آخر مرة تمر فيها المحطة من فوق البلاد.
وعلى الرغم من أن المحطة الفضائية خالية من الرواد فإن روسيا تريد الإبقاء على اتصالها مع مير لإسقاطها بأسلوب مدروس دون إحداث أضرار.
يذكر أنه كان من المقرر إرسال طاقم من رواد الفضاء إلى المحطة في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي من أجل الإعداد لإسقاطها في آخر فبراير/ شباط في مياه المحيط الهادي بتوجيه دقيق من الأرض ومتابعة لها وهي تخرج من مدارها، لكن هذه العملية تم تأجيلها إلى الشهر الحالي بسبب عطل أصاب المحطة.
وقد ظلت المحطة مير مصدر فخر لبرنامج الفضاء الروسي لسنوات، ووفرت لروسيا أكبر خبرة في العالم في مهام الفضاء طويلة الأجل. وكانت روسيا أعلنت منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قرارها بتدمير المحطة بعد 15 عاما من الخدمة، والاستغناء عن المحطة التي أطلقت إلى الفضاء عام 1985 وتركيز مواردها على محطة الفضاء الدولية الجديدة التي تتكلف 60 مليار دولار.
ويفترض أن تتناثر المحطة الفضائية الروسية التي تزن 130 طنا إلى آلاف القطع في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي، في حين يسقط بعض منها على شكل قطع يصل وزن الواحدة منها إلى 700 كيلوغرام في المحيط الهادي على بعد نحو 1500 كيلومتر عن سواحل أستراليا. وقد حذر بعض خبراء الفضاء من الصعوبات التي قد تواجه مهمة إسقاط مير في مياه المحيط الهادي.
يذكر أن العمر الافتراضي لهذه المحطة عند بنائها كان خمس سنوات، لكنها استطاعت أن تصمد في الفضاء ثلاثة أضعاف هذه المدة.