جيش القبائل

فصيل مسلح تشكل -بحسب مراقبين- من أبناء قبائل ليبية كانت داعمة لنظام العقيد معمر القذافي، ومن المتضررين من ثورة فبراير 2011 التي أطاحت بالنظام المذكور.

التأسيس
أعلِن تأسيس "جيش القبائل" في أغسطس/آب 2014 في مؤتمر قبلي كان الأول من نوعه بعد الإطاحة بنظام القذافي، عقد بمدينة العزيزية جنوب العاصمة الليبية طرابلس وحضرته قبائل عرفت بتأييدها المطلق للنظام السابق. قيل إن عدد المشاركين تجاوز 2000 شخص، وشكلت قبيلة ورشفانة العمود الفقري لهذا الجيش باعتبارها كبرى القبائل.

برر المشاركون اجتماعهم بسعيهم لاتخاذ موقف من الحرب الدائرة بين ما يسمى "الجيش الوطني الليبي" برئاسة اللواء خليفة حفتر، و"قوات فجر ليبيا" التابعة للمؤتمر الوطني العام، وثورا ليبيا.

مكوناته وتسليحه
تتشكل البنية الأساسية لـ"جيش القبائل" من قياديين وعسكريين متمركزين في كل مناطق ليبيا، حيث سعوا لإقناع الشباب والعسكريين الذي تطوعوا للقتال إلى جانب معمر القذافي لقمع ثورة 17 فبراير2011 بالعودة إلى القتال مقابل مرتبات مغرية.

كما تكون جيش القبائل من أبناء القبائل التي عرفت بمساندتها القذافي وخاصة قبيلة ورشفانة. وبينما قدر مراقبون عدد أفراد "جيش القبائل" بنحو ألف عنصر، قالت شخصيات مقربة من الجيش المذكور إن العدد قارب عشرة آلاف فرد.

وأفادت مصادر ليبية بأن "جيش القبائل" يرتبط بصلات وثيقة مع النظام السابق، وأنه يضم في صفوفه أفاردا كانوا هاربين في الخارج بسبب جرائم ارتكبوها في ثورة 17 فبراير 2011.

وفي هذا السياق، قال عضو المؤتمر الوطني العام الليبي الدكتور محمود الورفلي إن العناصر المنضوية تحت "جيش القبائل"جزء من المنظومة السابقة، ومن بقايا الوحدات العسكرية التي قاتلت ضد ثورة فبراير 2011، ونفى -في مقابلة مع قناة الجزيرة- وقوف القبائل الكبيرة في ليبيا إلى جانب هذا الجيش، مستثنيا قبيلة الزنتان وجزءا من قبيلة المقارحة.

الورفلي يرى أن ما يُسمى جيش القبائل يتلقى الدعم من أبناء وأبناء عمومة القذافي، ومن وزير سابق كان آخر منصب له هو سفير ليبيا في إسبانيا، إضافة إلى دعم يتلقاه من دول عربية، وأن أسلحة عثر عليها الثوار وجيش ليبيا لدى مقاتلي الجيش المذكور، كانت من صناعة حربية مصرية وإيرانية.

أهدافه
يسعى "جيش القبائل" إلى تطهير البلاد من "المليشيات الإرهابية"، في إشارة إلى قوات فجر ليبيا وكتائب الثوار في المدن الليبية.

ويعتبر العقيد عمر تنتوش الورشفاني -الذي كان من أبرز ضباط كتائب القذافي، وكان معتقلا في مدينة الزنتان وأطلِق سراحه- القائد العام لهذا الجيش.

وتدار معارك هذا الجيش من غرفة عمليات مشتركة مع قيادة عسكرية موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، وتجمع بين الطرفين العداوة لقوات "فجر ليبيا "و"ثوار ليبيا".

ويرى مراقبون أن الجيش المذكور مدعوم من أطراف إقليمية تراهن على ترويض الثورة الليبية لخدمة أجنداتها التي يعتبرونها معادية للربيع العربي.

المصدر : الجزيرة