الحاكم الصامت والدولة الكَتوم.. لماذا تفرض الصين سياجا من السرية على ماضي الرئيس شي جين بينغ؟

epa09877629 Chinese President Xi Jinping gestures to the crowd after the commending meeting for Beijing 2022 Winter Olympic and Paralympic games at the Great Hall of the People in Beijing, China, 08 April 2022. The 2022 Winter Olympics were held in Beijing from 04 to 20 February, while the 2022 Winter Paralympics were held from 04 to 13 March 2022. EPA-EFE/MARK R. CRISTINO

مقدمة الترجمة:

تُعَدُّ كتابة سيرة ذاتية للرئيس الصيني "شي جين بينغ" تحديا كبيرا أمام أي صحافي أو مؤرخ. يناقش هذه الفرضية "ريتشارد ماكجريغور"، الزميل البارز في معهد "لُوِي" الأسترالي، الذي صدر مؤخرا أحدث مؤلفاته بعنوان "شي جين بينغ: رد الفعل العكسي"، وذلك في تحليل نشرته مجلة "الأتلانتيك" الأميركية. ويستعرض "ماكجريغور" الرواية الرسمية التي يُروِّجها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وتحمل لمحات من نشأة الرئيس الصيني وماضيه، موضِّحا كيف يعمل نظام "شي" للتعتيم التام على أي مصادر معرفية قد تتناول ماضيه أو ماضي بلاده بطريقة لا تروق لحزبه.

 

نص الترجمة:

لم يُجرِ "شي جين بينغ" مؤتمرا صحافيا قط. ورغم أنه يرأس الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، الآلة السياسية الضخمة مترامية الأطراف التي تضم 96.7 مليون عضو، فإنه ليس لديه ناطق رسمي باسمه، ولا يُعلِن مكتبه مسبقا عن رحلاته الداخلية أو قائمة زواره، ولا يُغرِّد بنفسه عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". أما الخطابات التي ينشرها الإعلام الرسمي باعتبارها مهمة، فلا تُنشر عادة إلا بعد شهور من إلقائها من جانب "شي" في محافل مغلقة. وحتى حينها، تكون النسخ المنشورة إعلاميا نسخا منقحة وهزيلة للوثائق التي جرى تناولها داخليا، ويجري تسريبها في حالات نادرة.

إعلان

 

لربما وُصفت السرية التي يتَّسِم بها الحزب الحاكم في بكين بأنها مجرد غرابة أطوار، ومادة لاستهلاك المحللين الاستخباراتيين والأكاديميين المتخصصين في الشؤون الصينية، ليبحثوا فيها عن أدلة على آليات عمل القيادة العليا في الصين. بيد أن "شي" الذي يوصف عادة هذه الأيام -بلا مبالغة- بأنه "أقوى رجل في العالم"، يقف على مشارف الفوز بفترة رئاسية ثالثة -خارقا القواعد التي سنَّها الحزب الشيوعي- أثناء المؤتمر العام للحزب الحاكم المُزمَع إقامته في وقت ما من العام الجاري، ومن ثمَّ فإن التعتيم التام وانعدام الشفافية في بكين لهما تداعيات على أرض الواقع.

 

مثلا، كيف سيتخذ "شي" أي قرار بشأن غزو تايوان؟ وماذا سيحدث لو قاوم الجيش؟ أيمكن أن يُصوِّت المكتب السياسي على تجاوز "شي"؟ هل يشعر "شي" بضغوط شعبية للاستحواذ على الجزيرة؟ إن كل فعل تُقدِم عليه الصين حاليا ينطوي على تداعيات عالمية، بيد أن النقاشات وعمليات اتخاذ القرار داخل الصين تحدث كلها تقريبا في الخفاء.

China's President Xi Jinping waves following his speech after a ceremony to inaugurate the city's new leader and government in Hong Kong, China, July 1, 2022, on the 25th anniversary of the city's handover from Britain to China. Selim Chtayti/Pool via REUTERS
شي جين بينغ (رويترز)

إن أي شخص يكتب عن "شي" أو حكومته مُجبر على النبش في محيط دولة الحزب الواحد بحثا عن أي معلومة، وقد ذكَّرتني هذه الطريقة بمحادثة تكررت معي في الصين، حين أقمت هناك أثناء عملي صحافيا على فترات متقطعة لمدة 15 عاما تقريبا بداية من منتصف التسعينيات، ثم خلال عدد من الزيارات المتفرقة منذ ذلك الحين. فقد كنت أسمع من المسؤولين الصينيين عادة قولهم: "أنت لا تفهم الصين!"، اعتراضا منهم على أحد مقالاتي، وكان ردي التلقائي حينها: "أنتم لا تريدونني أن أفهم الصين!".

 

ترسم جوائز الإعلام الرسمي في الصين الخطوط الحمراء بوضوح أمام الصحافيين المحليين، الذين يحصلون على معلومات أكثر من الأجانب بلا شك في إطار نظام مغلق. فمن أجل أن يُرشَّح أحدهم لجائزة صحافية، بحسب "مشروع الصين الإعلامي"، عليه أن "يحب الحزب، ويحمي الحزب، ويخدم الحزب"، وأن يمتثل لمبدأ "إرشاد الرأي العام". وليكن الله في عون أي صحافي صيني يستطيع نشر الملابسات الحقيقية لعملية صنع القرار من جانب "شي". ففي أحسن الأحوال، سيُفصَل من العمل، وعلى الأرجح سينتهي به المطاف خلف القضبان. أما الأجانب فيمكن ببساطة حظر دخولهم البلاد للأبد.

إعلان

 

العائلة التي نفاها "ماو" وعادت بعد الانفتاح

بصرف النظر عن المخاطر الناتجة عن هذا التعتيم، فإن قصة "شي جين بينغ" الشخصية وحدها تجعله موضوعا جذابا. فقد كان والده "شي جونغ شون" بطلا ثوريا ومسؤولا رفيع المستوى في حكومة "ماو زيدونغ" بعد عام 1949، ثم نُفي داخل الصين ضمن حملة تطهير عام 1962. ولاحقا أُدين "شي جونغ شون" خلال ما عُرف بـ"مسيرات التنديد" الشعبية العلنية، وسُجن طوال فترة "الثورة الثقافية"، وهي التعبئة الشعبية الراديكالية التي أطلقها "ماو زيدونغ" عام 1965 لتدمير أعدائه. وفي خضم هذا الاضطراب، وبعدما شق "شي" طريقه في أكاديمية نخبوية في بكين؛ نُفي إلى قرية مُعدمة في وسط الصين في فترة مراهقته. وباعتبار "شي" ضمن مَن عُرفوا بـ"الشباب الهابطين إلى الريف" (حركة النزول إلى الريف أطلقها "ماو" بغرض إرسال الشباب المتعلم، إجباريا أو طواعية، من المدن إلى الحقول لتعلم الزراعة)؛ فقد كدح "شي" الشاب في الحقول وحفر المصارف.

شي في 1949
"شي جونغ شون" في 1949 (مواقع التواصل)

وحتى بعد موت "ماو" عام 1976 وحين بدأت الصين تبني السوق الحرَّة، لم تكن الأمور سهلة أمام "شي". وبفضل عودة والد "شي" إلى كنف الحزب، سرعان ما تمتَّع الابن ببعض المزايا كونه من نسل "النبلاء الحُمر" كما عُرف قادة الحزب الشيوعي، ومن ثمَّ حصل على فرصة الالتحاق بجامعة عريقة قبل إعادة فتح النظام التعليمي بالكامل. بيد أن "شي" بعد فترة من عمله مساعدا لوزير الدفاع الصيني أثناء خدمته بالجيش، أُجْبِر على بناء مستقبله المهني عن طريق العمل الكادح الشاق، مثله في ذلك مثل غيره من المسؤولين الصينيين.

 

ذهب "شي" للعمل في مقاطعة "فوجيان" الساحلية قبالة تايوان، حيث بدأ من مدينة صغيرة وفقيرة نسبيا. وبعد 18 عاما قضاها في المقاطعة واستطاع أثناءها تجنُّب التورُّط في أيٍّ من فضائح الفساد المحلية؛ انتهى به المطاف في منصب حاكم "فوجيان". وما إن غادر "فوجيان" نحو مقاطعة "جيه جيانغ" المجاورة، حتى بزغ نجمه سريعا، فانتقل إلى "شانغهاي"، حيث سُلَّم صعود السياسة الصينية. ثمَّ واصل صعوده نحو بكين إذ أصبح الحاكم المُنتظَر، وتولَّى في النهاية منصب سكرتير الحزب وقائد الجيش عام 2012، ثم رئيس البلاد في العام التالي. إننا نعرف عن "شي" أكثر مما نعرف عن القادة الصينيين السابقين، ويعود السبب في ذلك جزئيا إلى أن الرجل تحدَّث عن نشأته قبل صعوده إلى أعلى مناصب الحزب. فقد نشر الحزب بنفسه سلسلة من الروايات الشفهية التبجيلية عن سنواته التي قضاها واحدا من الشباب الهابطين إلى الريف، وتلك التي قضاها مسؤولا في المقاطعات المختلفة.

إعلان

 

بيد أن حقيقة العمل السياسي الصيني، إلى جانب بقية قصة "شي"، لا تزال محفوظة بأمان بعيدا عن الأنظار. وتُغلِّف هذه اللمحات من ماضي "شي" حياته في أسطورة رسمية غامضة إلى حدٍّ كبير، وتتفادى الأسئلة الحساسة حول الطريقة التي صعد بها إلى الحكم وكيف نجا من منعطفات مسيرته المهنية. ولا تُعطينا الكتب التي كُتِبَت عنه، سواء محلية أو أجنبية، تفسيرا واضحا للطريقة التي اختار بها الحزب "شي" لخلافة "هو جينتاو" عام 2007. فهل تمَّ ذلك بسبب النظر إلى "شي" بوصفه مستقلا عن أجنحة الحزب الكبرى المتنافسة؟ هل أثقلت جذوره التي تعود إلى عائلة ثورية كفَّة التصويت لصالحه؟ هل دعمه مجلس شيوخ الحزب؟ ومَن هؤلاء الذين يضمهم مجلس الشيوخ أصلا؟ وهل يجتمعون في الحقيقة بالفعل؟

epa03623063 General Secretary of the Chinese Communist Party and newly elected President Xi Jinping (R) is congratulated by former President Hu Jintao (L) after a vote confirming Xi Jinping's new position as President at the fourth plenary session of the National Peoples Congress (NPC) in the Great Hall of the People in Beijing, China, 14 March 2013. China's nominal state parliament on 14 March 2013 appointed Communist Party leader Xi Jinping as the nation's president to succeed Hu Jintao. Xi, 59, who succeeded Hu as leader of the ruling Communist Party in November, was approved in a single-candidate vote by some 3,000 delegates to the annual National People's Congress. EPA/ADRIAN BRADSHAW
تهنئة الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني والرئيس المنتخب حديثًا حينذاك شي جين بينغ (يمين) من قبل الرئيس السابق هو جينتاو (يسار) بعد تصويت يؤكد منصب شي جين بينغ الجديد كرئيس عام 2013 (وكالة الأنباء الأوروبية)

رسميا، يتم اختيار رئيس الحزب الشيوعي الصيني بواسطة اللجنة المركزية، وهي الهيئة المكوَّنة من 370 عضوا تقريبا وتُعَدُّ بمنزلة مجلس موسَّع لإدارة الصين. ومع ذلك، لا توجد سابقة مُسجَّلة مارست فيها اللجنة أيَّ رقابة حقيقية على الحزب، ناهيك بأن تخوض الجدل بشأن مَن يجب أن يكون قائد الحزب. ولم تتناول أيُّ كتابات عن "شي" ماهيةَ التفويض الذي مُنِح له حينما تولَّى قيادة الحزب عام 2012 في خضم اضطراب سياسي واضح، وهو لغز لا يزال متداولا إلى يومنا هذا. وقد اتهمت الصحافة الصينية الرسمية، نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوى، منافس "شي" في ذلك الوقت "بو شيلاي" ومساعديه بالتدبير لمحاولة انقلاب داخل الحزب. وكان "بو" سكرتير الحزب ذا الشخصية الكاريزمية في مدينة "تشونغتشينغ" الكبيرة غربي الصين. وعلى غرار "شي"، وُلِد "بو" لأحد أبطال الثورة الصينية، بيد أنه يقبع حاليا في السجن.

 

كانت أول مئة يوم لـ"شي" في منصبه على رأس الدولة الصينية أياما عاصفة، ولعل السبب يعود جزئيا إلى ردود الفعل تجاه محاولة "بو" الانقلابية. وقد استهل "شي" حُكمه بحملة لمناهضة الفساد، وشرع في حبس الليبراليين، ووضع أهدافا مُحدَّدة لمكافحة الفقر، وأعلن عن مبادرة "الحزام والطريق"، وهو مشروع بمليارات الدولارات للاستثمار -وبناء النفوذ- في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وما وراءهم. وفي نهاية عام 2017، وبعد خمس سنوات في السلطة، استغنى "شي" عن العُرف المُتَّبَع بتعيين خليفة له، وفي العام التالي ألغى الحدَّ الأقصى للفترات الرئاسية، مما جعله فعليا حاكما إلى ما لا نهاية. وقد صُدم الكثيرون داخل النظام -وما زالوا مصدومين- من قسوة "شي". ولكن ما طبيعة الصفقات التي اضطر "شي" لإبرامها لإفساح الطريق أمامه؟ إن الحزب الشيوعي في نهاية المطاف آلة سياسية قبل كل شيء، وإذا كان "شي" قد تمادى في أفعاله بما يتجاوز ما أراده رُعاته داخل الحزب فإننا -مجددا- لسنا أعلم منهم بخبايا ما جرى.

 

التاريخ والمستقبل.. داخل صندوق أسود

تُعَدُّ كتابة تاريخ معاصر في الصين مهمة صعبة بما فيه الكفاية، بل وحتى رواية تاريخها القريب بمنزلة معاناة. ولنأخذ مثالا على ذلك الطريقة التي عادة ما يَنسِب بها الغربيون، المُلِمّون بمعرفة جيدة عن الصين، الفضلَ إلى "دِنغ شياو بينغ" في انفتاح البلاد على إصلاحات السوق الحرَّة في نهاية سبعينيات القرن الماضي. فبينما تنقَّلت الصين عبر محطات التاريخ المختلفة، لم يبرح أحدهم في روايته عن تاريخ الصين الروايةَ القائلة إن القوة الاقتصادية التي صارت عليها البلاد اليوم تعود بدايتها إلى اللحظة التي قررت فيها دولة الحزب الواحد تدشين التنمية الاقتصادية في أعقاب وفاة "ماو". ويُنسب الفضل إلى "دِنغ" في كل هذه التدابير التي اتُّخِذَت وفق مبادئ السوق، وهو ما يمكن اعتباره النسخة التاريخية من "شخصية العام" التي تختارها مجلة "تايم" الأميركية (وفاز "دِنغ" بهذا اللقب مرتين بالفعل عامَيْ 1978 و1985). بيد أن ذلك لا يتفق مع الحقائق.

epaselect epa07865261 (L-R) Portraits of former Chinese leaders Mao Zedong, Deng Xiaoping, Jiang, Zeming, Hu Jintao, and current President Xi Jinping are seen on display at an exhibition marking China's achievements over 70 years ahead of the 70th anniversary of its founding in Beijing, China, 24 September 2019. China will celebrate the 70th anniversary of the founding of the People's Republic of China (PRC) on 01 October 2019. EPA-EFE/HOW HWEE YOUNG
صور للزعماء الصينيين السابقين من اليسار بالترتيب "ماو تسي تونغ" و"دنغ شياو بينغ" و"جيانغ وزيمينغ" و"هو جينتاو" والرئيس الحالي "شي جين بينغ" معروضة في معرض بمناسبة إنجازات الصين على مدى 70 عامًا (وكالة الأنباء الأوروبية)

لقد قدَّم المؤرِّخان "وارِن سَن" الأستاذ بجامعة "موناش" الأسترالية، و"فرِدريك تِويس" الأستاذ بجامعة "سيدني" الأسترالية، حُجَجا مقنعة بأن الإصلاحات المهمة كانت جارية قبل تولِّي "دِنغ" السلطة عام 1978. وبحسب بحثهما، الذي نُشِر عام 2011 ولم يلقَ الانتباه الكافي، شرع "هوا جو فِنغ"، سَلَف "دِنغ" في السلطة، في تطبيق السياسات كلها تقريبا التي يُنسَب الفضل فيها الآن إلى "دِنغ". بالطبع، كان "دِنغ" مهما، بيد أنه امتلك السِّمات التي لا يخلو منها أيٌّ من قادة الصين الأقوياء، فحرص على كتابة التاريخ لصالحه، وقلَّل من شأن "هوا" إذ جعله يبدو قائدا قليل الحظ عرقل التغيير بنفسه. أما في عهد "شي"، فقد انتقلت المعركة من أجل كتابة التاريخ إلى مستوى جديد.

إعلان

 

قبل عقد مضى، اكتشف "غلِن تيفِرت"، مؤرخ الصين الحديثة في معهد "هوفر" الأميركي، اكتشافا مذهلا حينما بحث في النقاشات القانونية التي جرت في الصين خلال الخمسينيات حول مسائل مثل استقلال القضاء وسيادة القانون على السياسة والطبقات الاجتماعية. وبالمقارنة بين الدوريات الأصلية في حوزة "تيفِرت"، التي عرضت هذه النقاشات الحامية، وبين نُسختها الرقمية؛ لاحظ المؤرخ استبعاد عشرات المقالات من السجلات الإلكترونية. ولم يكن باستطاعة أي مؤرخ حديث العهد بهذه القضية أن يعرف أن الصين خاضت مثل هذه النقاشات من الأساس، بدون الوصول إلى النسخ الورقية النادرة. وقد جرت معالجة هذه السجلات لتدعيم معارضة الحزب الشرسة للمفاهيم القانونية الغربية.

 

علاوة على ذلك، فإن القيود الرسمية على إجراء البحوث ما انفكَّت تزداد إحكاما. فعلى مدار العقد الماضي تقريبا، شدَّدت الصين قيود الوصول إلى سجلاتها الأرشيفية، وفي عام 2013، حجبت وزارة الخارجية 90% تقريبا من مُصنَّفاتها، ومن ثمَّ باتت هذه الأرشيفات مغلقة بالكامل الآن في وجه العامة. وشُدِّدَت القيود على الوصول إلى المصادر الرسمية وغير الرسمية، بالتوازي مع الإعلان عن جريمة جنائية جديدة هي "العدمية التاريخية"، التي يمكن أن تُطبَّق لقمع أي رواية عن ماضي الصين لا تروق للحزب الحاكم.

 

في وجه كُل تلك العقبات الموجودة في طريقهم، صار مؤرخو الصين الحديثة، الأجانب والمحليون على السواء، أشبه بالمُحقِّقين الذين يعملون في حي خطير ومشبوه. ولربما تنقضي عقود أخرى قبل أن تُتاح السجلات الأرشيفية من جديد، أو حتى يأتي وقت آخر يبدأ فيه الصينيون أنفسهم بنشر مذكراتهم، دون خوف من الكلام. وبدون هذا الانفتاح، ستكون فُرَصنا هزيلة لإلقاء نظرة مُعمَّقة على تفاصيل العملية السياسية لحُكم الرئيس "شي". وبحلول ذلك الوقت، ستكون تقييماتنا أكاديمية، إذ ستكون طموحات "شي" الكبرى للصين قد نُفِّذت بالفعل، مع مآلاتها غير المتوقَّعة على نحو كبير بالنسبة لبلده وللعالم بأسره على حدٍّ سواء.

إعلان

—————————————————————————

هذا المقال مترجم عن The Atlantic ولا يعبر بالضرورة عن موقع ميدان.

ترجمة: هدير عبد العظيم.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان