على طبق من ذهب.. هل تقف استخبارات إيران في خدمة المقاومة الفلسطينية؟
في يوليو/تموز الماضي وعقب تمكُّن وكالة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني من اعتقال خلية تجسُّس كانت تعمل لصالح إسرائيل، علق اللواء "حسين سلامي"، قائد الحرس الثوري الإيراني على الحادثة بقوله "تتمتَّع إيران باليد العليا في حربها الاستخباراتية مع إسرائيل، والعدو يدرك أن هجماته ترُد بالمثل بقوة مضاعفة". ومع التسليم باختراق إسرائيل لأجهزة الاستخبارات الإيرانية وميلان الكفّة لصالح أجهزة الاحتلال، والتي أفضت إلى استهداف علماء البرنامج النووي الإيراني بصورة مستمرة. واليوم، تبلغ الحرب الاستخباراتية الدائرة بين الطرفين مستويات غير مسبوقة، لا سيما مع تعثُّر المفاوضات حول عودة الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.
جاء تصريح سلامي بعد إعلان طهران عن كشف خمسة أشخاص جنَّدتهم الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، وتلقوا تدريبا على تنفيذ هجمات داخل إيران، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الاستخبارات الإيرانية ضبط خلية من جماعة "كومالا" الكردستانية الإيرانية المعارضة، قالت إنها كانت على تواصل مع الموساد، وخطَّطت لقصف منشأة حساسة للصناعات الدفاعية في إيران، على حد وصفها.
وبقدر ما تُعَدُّ جولات الكشف عن الخلايا الإسرائيلية المزعومة "ضربات قوية للموساد في حربه الاستخباراتية مع إيران" كما وصفتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية، فإن هناك فصلا جديدا فتحته إيران مؤخرا في تلك الحرب الاستخباراتية، ويتعلق بنقل المعلومات الاستخباراتية الموجودة بحوزة الإيرانيين إلى عدو أقرب جغرافيًّا وأخطر على إسرائيل من طهران نفسها. إنها الفصائل الفلسطينية التي ركَّزت إسرائيل على مواجهتها عسكريا، طوال العقود الفائتة. وقد اعترفت إسرائيل بالفعل بحصول قفزات في قدرات المقاومة العسكرية، ربما يكون بعضها راجعا إلى هذا التعاون المتنامي مع طهران، في الوقت الذي لا يمكن معه تجاهل القوة الاستخبارية المتواجدة أصلا لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.
المقاومة بين طهران وتل أبيب
استهلَّت وكالة الأمن الإسرائيلية "الشاباك" عام 2022 باكتشاف شبكة تجسس إيرانية مزعومة داخل دولة الاحتلال، حيث قام حساب مزعوم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بإيقاع أربع نساء إسرائيليات في فخ التجسس لصالح الاستخبارات الإيرانية، وقد قدمت تلك النساء خلال سنوات تجنيدهن معلومات حساسة للرجل الذي ادعى أنه يهودي الديانة يقيم في إيران، وقمن بتصوير مواقع مهمة داخل إسرائيل، وإحداهن امرأة تبلغ من العمر 40 عاما صوَّرت بمساعدة زوجها السفارة الأميركية في تل أبيب، ومباني داخل وزارة الداخلية في مسقط رأسها بمدينة "حولون" الواقعة قُرب تل أبيب، كما وفَّرت معلومات متعلقة بالترتيبات الأمنية لمركز "حولون" التجاري، ودفعت ابنها نحو جمع معلومات استخباراتية عن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
هذه الحادثة التي أتت في خضم التركيز المعتاد على النجاح "الأسطوري" للموساد والشاباك في مواجهة "الأعداء"، أكَّدت أن إيران لا تقف بدورها مكتوفة الأيدي، وأنها تُكثِّف جهودها للرد على عمليات إسرائيل التخريبية واغتيالها للعلماء الإيرانيين. وقد أقرَّ الشاباك مؤخرا أن هناك زيادة كبيرة في حالات تجنيد إيران للجواسيس داخل إسرائيل. وفي منتصف العام الحالي، كشف الشاباك أيضا أن هناك حسابا شخصيا على "فيسبوك" باسم "سارة بوبي" روَّج لعمل صاحبته بالتجارة والدفع بالعملة الإلكترونية المُشفَّرة "بتكوين"، واتضح أنه حساب تجسس إيراني هدف إلى جمع معلومات استخباراتية عن أهداف داخل إسرائيل. ولا يتوقف جهد إيران عند التجسُّس فحسب، بل إن طهران استخدمت معلوماتها الاستخباراتية في ضرب أهداف إسرائيلية بالعراق، إذ تلقت تل أبيب ضربة قوية عندما قصفت إيران في مارس/آذار الماضي منشأة استخباراتية في أربيل كان فيها نحو عشرة من عملاء الموساد.
تُقابل الإخفاقات الإسرائيلية إخفاقات إيرانية أيضا، وليس آخرها كشف شبكة جواسيس إيرانية في تركيا هدفت إلى قتل واختطاف سياح إسرائيليين، وهي قضية ربما كانت أحد الأسباب التي أدت للإطاحة برئيس دائرة الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني "حسين طائب" في يونيو/حزيران الماضي والذي جاء في أعقاب تداول تقارير إعلامية إسرائيلية لاسم "طائب" واتهامه بأنه يقف خلف هذا المخطط الإيراني، وعليه رأت إيران أن مواجهة التهديد الإسرائيلي تتطلَّب قيادة جديدة جاءت هذه المرة باختيار محمد كاظمي صاحب الخلفية العسكرية البحتة.
لقد أدركت إيران منذ وقت طويل حاجتها الماسة إلى تطوير حربها الاستخباراتية مع أعدائها، لذلك أنشأت "وزارة الاستخبارات والأمن القومي" عام 1983 بعد أربع سنوات فقط على اندلاع الثورة. وسرعان ما دمجت طهران في الوزارة بعض الوحدات الاستخباراتية التي عملت على الأرض أثناء الثورة الإيرانية، وباتت الوزارة مسؤولة عن مجتمع استخباراتي يتكوَّن من 16 جهازا يعمل تحت اسم مجلس تنسيق الاستخبارات، هذا ويعمل الوزير المسؤول عن الاستخبارات تحت إمرة الرئيس الإيراني، الذي يختاره بموافقة المرشد الأعلى.
عملت وزارة الاستخبارات الضخمة على ضرب الخصوم في الداخل بالتزامن مع عملياتها ضد أعدائها في الخارج، بيد أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ مؤسسة استخباراتية خاصة به، لا سيما بعد خوض البلاد حرب الاغتيالات التي استهدفت العديد من علماء برنامجها النووي بين عامَيْ 2010-2012. ولهذا الهدف أنشأ الحرس الثوري وحدة "أنصار المهدي" بعدد موظفين ما بين 10 آلاف و15 ألفا لحماية الشخصيات الرئيسية العاملة بالبرنامج النووي، جنبا إلى جنب مع رئيس الجمهورية ونوابه، ورئيس القضاء ونوابه، ورئيس مجلس النواب ونوابه، والوزراء، وغيرهم. كما أنشأ الحرس "وكالة استخبارات الحرس الثوري الإيراني"، التي نقل إليها جزءا كبيرا من مهام وزارة الاستخبارات الحكومية.
وقد ساعد الجهاز الاستخباراتي التابع للحرس الثوري، الذي وُصِف بأنه الأكثر نفوذا في إيران، حلفاءه في امتلاك معلومات استخباراتية لاستهداف أعدائهم. على سبيل المثال، أثبت حزب الله اللبناني على مدار السنوات الماضية أنه صار يمتلك قدرات استخباراتية لا يُستهان بها، فقد نجح في تجنيد عملاء استخبارات لصالحه داخل إسرائيل زوَّدوه بمعلومات متنوعة، كما اعتمد الحزب في جمع المعلومات الاستخباراتية لأغراض النشاط العملياتي على الطائرات المُسيَّرة التي أصبحت أداة استخباراتية متاحة بقدرات هجومية. وفي خضم معركته مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، تمكَّن الحزب من اكتشاف جواسيس في صفوفه، كما حدث عام 2011 حين اعتقل مخبرين عملوا لصالح المخابرات الأميركية، وكذلك حين كشفت أجهزته الأمنية عبر اختراقها الموساد الجاسوس الإيراني "محمود موسوي" الذي سلَّمه الحزب إلى إيران وأعدم عام 2020.
إيران والمقاومة الفلسطينية
قبل 14 فبراير/شباط 2002، لم يخطر ببال القادة العسكريين في إسرائيل أنه يمكن للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تدمير دبابة من طراز "ميركافا 3" يبلغ وزنها ستين طنًّا، وعُدَّت آنذاك أفضل الدبابات المُدرَّعة في إسرائيل ومن الأفضل في العالم. لكن الضربة القاسية وقعت بالفعل في هذا اليوم عندما تمكَّن عناصر بلواء الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، من تفجير الدبابة بعبوة لا يزيد وزنها على مئة كيلوغرام، وقتلوا ثلاثة جنود من أصل خمسة كانوا على متن الدبابة. كان وقع الحادثة كبيرا على الإسرائيليين بسبب التشابه بين التكتيك المُستخدم في العملية والتكتيكات التي استخدمها حزب الله في حربه مع الإسرائيليين. بعبارة أخرى، عادت الحادثة بالإسرائيليين إلى شبح حرب الاستنزاف التي شنَّها الحزب في الجنوب اللبناني حتى عام 2000، وظهر فيها الدعم الفعلي من الحزب للفصائل فلسطينية.
يتبنى الإسرائيليون عموما الرواية القائلة إن التعاون العسكري بين الفصائل الفلسطينية وحزب الله بدأ بتكليف من إيران عام 2000، حين اندلعت انتفاضة الأقصى الثانية. فقد كُلِّف "عماد مُغنية"، قائد العمليات الدولية في الحزب حينئذ، بمساعدة حركة حماس والجهاد الإسلامي. وارتكزت العلاقة على ضرورة امتلاك المقاومة الفلسطينية قدرات عسكرية مستقلة والحفاظ عليها بالتزامن مع دعم إيران وحزب الله لتلك الفصائل. ازداد الدعم العسكري الإيراني لحماس في أعقاب الحصار الاقتصادي الدولي والعزلة السياسية المفروضة على الحركة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، إذ سمحت آنذاك زيادة عائدات النفط وزيادة النفوذ السياسي الإقليمي لطهران بتوسيع دعم دعم الفصائل الفلسطينية.
بيد أن اندلاع الثورات العربية عام 2011 شكَّل محطة مفصلية في العلاقة بين حماس من جهة وإيران وحزب الله والنظام السوري من جهة ثانية. فقد أحدثت الثورة السورية صدعا في العلاقة بسبب رفض حماس الاصطفاف مع النظام السوري لقمعه المدنيين السوريين والفلسطينيين بدعم من إيران وحزب الله. وفي مقابل ذلك اتهم حزب الله الحركة بخيانة قضية المقاومة ضد إسرائيل، فيما اضطرت القيادة السياسية للحركة إلى ترك دمشق في عام 2012 والانتقال إلى قطر.
بعد نحو خمس سنوات من تلك القطيعة، أي بحلول النصف الأول من عام 2017، بدأت العلاقات بين حزب الله وحماس وإيران بالتحسن. ففي هذا العام أجرى مسؤولو حزب الله محادثات مع كبار مسؤولي حماس وسط أنباء عن استئناف المساعدات الإيرانية للحركة. وتعود دوافع طهران في تجاوز الخلاف مع حماس إلى رغبتها في زيادة أوراق النفوذ بعد احتدام صراعها مع إسرائيل، وحاجتها إلى تحسين موقعها الجيوسياسي في العالم الإسلامي، وهو هدف رئيسي طالما سعت طهران لتحقيقه برِهانها على القضية الفلسطينية. في حين تعود أسباب حماس في تحسين العلاقات إلى الأولوية التي توليها لمعركتها مع إسرائيل، وبالنظر إلى تعثُّر الإسلاميين في كُلٍّ من مصر وسوريا وحالة الاستقطاب الشديدة في الإقليم، سرعان ما أعادت قيادة الحركة توجُّهها.
مركز بيروت
في أواخر يوليو/تموز 2019، نُظِّم اللقاء الأول منذ قطيعة 2012 بين الطرفين، الذي جمع تسعة من كبار مسؤولي حماس مع المرشد الأعلى "علي خامنئي". وقد خرج أحد قادة حماس بعد اللقاء وصرَّح لصحيفة "الأخبار" اللبنانية المحسوبة على حزب الله قائلا: "إذا حاول العدو (إسرائيل) كسر المقاومة، فإن بقية المحور سينضم إلى المعركة". وقد أشار القيادي الذي لم تذكر الصحيفة اسمه إلى انضمام حلفاء الحركة الإقليميين حزب الله وإيران إلى المعركة المقبلة مع إسرائيل في قطاع غزة، في تصريح استهدف بالأساس الإعلان عن عودة المياه إلى مجاريها.
بمرور القليل من الوقت، اتضح أن السبب وراءهذا الاجتماع، ليس استئناف العلاقات بين الطرفين فحسب، بل وصول التعاون بين الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وحماس عام 2019 إلى تفعيل "غرفة عمليات مشتركة" لتنسيق التعاون بين الأذرع العسكرية وإحباط الخطط العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، وفق ما نقلته صحيفة الأخبار نفسها. وبحسب مجلة فورين بوليسي الأميركية، فقد استهدف هذا القرار في أول أيامه الرد على خطة رئيس الأركان العامة لجيش الاحتلال "أفيف كوخافي"، المعروفة بـ "ورشة النصر"، التي كشفت عنها إسرائيل في فبراير/شباط من العام نفسه، ووضعت تصورا للانتصار الإسرائيلي في معركة متعددة الجبهات ضد خصومها.
بدت الأمور أوضح في أعقاب حرب غزة في مايو/أيار 2021، إذ حرَّك التصعيد نشاط الغرفة المشتركة، التي كان الهدف الأساسي من إنشائها مشاركة المعلومات الاستخباراتية في أوقات التصعيد على وجه الخصوص. فقد زار "إسماعيل قآني"، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، المركز مرتين، الذي يُعتَقد أنه موجود في بيروت. ووفقا لما أوردته مجلة "فورين بوليسي"، زوَّد المركز حماس بالمعلومات الاستخباراتية الجوية، المستمدة بواسطة طائرات الاستطلاع المُسيَّرة المُرسَلة من لبنان وسوريا.
يُنسَب إلى المركز الاستخباراتي الفضل أيضا في تجنُّب حماس كمينا نصبه جيش الاحتلال بهدف ضرب شبكة الأنفاق التابعة للحركة في قطاع غزة. وقد انطوت خطة تل أبيب على خداع حماس بنشر أنباء عن نية إسرائيل إدخال قوات برية إلى القطاع، ومن ثمَّ الدفع بحماس إلى دخول الأنفاق الخاصة بها، ثم تنفيذ خطة الإسرائيليين بهجوم جوي على الأنفاق كان متوقعا أن يُسقِط 800 شهيد من عناصر المقاومة. ولكن سرعان ما كشفت حماس الخدعة وسلَّمت أنفاقا فرعية محددة أو أنفاقا وهمية، ورغم وقوع بعض الخسائر فإن المعلومات الاستخباراتية الصحيحة التي وصلت حماس أدت إلى تجنُّب أي خسائر كبرى. وقد صرَّح زعيم حزب الله "حسن نصر الله" في إطار ما يُعرف بـ "الحرب النفسية" مع إسرائيل أن "جميع المعلومات التي حصلنا عليها قُدِّمت للفلسطينيين من خلال غرفة العمليات المشتركة".
تمضي حماس بقوة إذن نحو زيادة حجم التعاون مع إيران وحزب الله، لا سيما مع تضاؤل احتمالات خروج ما يُعرف بـ "محور الممانعة" خاسرا أمام الثورة السورية في المستقبل القريب، مما يعني تراجع أولوية دعم الثورات العربية أو الإسلاميين العرب الذين تفاءلت حماس باحتمالية صعودهم إلى السلطة في مطلع العقد الماضي. وقد أتت خطوة حماس الحاسمة في هذا الصدد بإعلانها الأخير نيتها إعادة تطبيع علاقاتها مع النظام السوري رغم الجدل الشعبي الكبير الذي صاحب هذا الإعلان. في الوقت نفسه، لا يمكن إغفال أن هذا التوجه لحركة حماس يتقاطع الإستراتيجية الإيرانية المتمثلة في تعزيز شبكة حلفائها عبر المنطقة.
ومع ذلك، فإن زيادة الأدلة على وجود مركز استخباراتي تُديره إيران لتنسيق النشاط العسكري ضد إسرائيل، وتُقدِّم فيه طهران معلوماتها الاستخباراتية على طبق من ذهب لحلفائها في مناطق محيطة بإسرائيل، يُمثِّل تهديدا جديا لإسرائيل خاصةً مع القوة العسكرية والاستخبارية التي تمتلكها فصائل المقاومة داخل غزة والتي جعلتها رقما صعبا في معادلة الردع. وفق كل ما سبق، تنظر إيران لهذا التعاون باعتباره نقطة قوة لها وحلفائها في معركتهم مع تل أبيب، لا سيما مع تنامي احتمالية الصدام بأوجهه المختلفة بين طهران وتل أبيب في السنوات المُقبِلة بسبب تصاعد الحرب الاستخباراتية بينهما، وتزايد النفوذ الإيراني داخل سوريا نتيجة انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، ناهيك بتوتُّر العلاقات الروسية-الإسرائيلية، حيث اعتمدت تل أبيب سابقا على علاقة طيبة بالروس لتحقيق أهدافها في جوارها المباشر وتحجيم الحضور الإيراني، في حين تجد نفسها الآن دون سند حاسم في مواجهة الحرس الثوري الذي بات يسعى لحصارها أكثر من ذي قبل.