استثمارات ضخمة.. لماذا يتسابق العرب لشراء العقارات في تركيا؟

midan - تركيا
في يوم ربيعي مشمس، في شهر (مايو/أيار) عام 2012، كان الكويتي فيصل الرشيدي يتجول في حي تاليمهان وسط إسطنبول ضمن زيارة سياحية برفقة عائلته لتركيا. تروقه الأجواء كثيرا، ويسره رؤية النمط المعماري الذي جمع بين الأناقة الغربية والتراث الشرقي، لا سيما أن تركيا لا تبعد عن موطنه إلا ثلاث ساعات أو أقل. ويُكِنّ فيصل لتركيا مشاعر خاصة تتأجج مع كل زيارة لها، مما جعله يفكر جديا في تلك الزيارة بامتلاك بيت صغير في الدولة نصف الأوروبية نصف الآسيوية يقضي فيه إجازاته، لكنه كان يعلم قبل غيره أن القانون التركي يمنع ذلك(1).

 

لم يكن فيصل يعلم حينها أن الحكومة التركية تخطط لإجراء تعديلات قانونية ستغير وجه القطاع العقاري في تركيا بالكامل لتجعل العرب يدخلون الدولة أفواجا للسياحة والترفيه في بادئ الأمر، ثم ليضعوا قدما ثابتة لهم على الأراضي التركية بعد ذلك.

 

من لندن إلى إسطنبول

"إسطنبول أصبحت لندن الثانية للعالم العربي"

(إردينتش فارلباس، الرئيس التنفيذي لشركة "فارياب"، والمطور العقاري لمشروع "فارياب ميريديان")(2).

 

يعد القطاع العقاري بمنزلة دينامو الاقتصاد التركي خاصة خلال العقد الأخير، فالاقتصاد الذي يتبوأ المرتبة الـ 17 بين أكبر اقتصادات العالم، والمركز السادس في قائمة أكبر اقتصادات أوروبا بناتج محلي يتجاوز الـ 785 مليار دولار، يمثل القطاع العقاري فيه حوالي 19.5%، ويمتلك إمكانيات استثمارية كبيرة(3)، وشكل حائط الصد الأول أمام الأزمات السياسية والاقتصادية التركية الداخلية على مدار الأعوام الماضية.

 

في 2012 قامت الحكومة التركية بإجراء تغييرات مؤثرة على قانون الملكية فيما يتعلق بالأجانب، فدفعت بمشروع قانون يقضي بإلغاء شرط
في 2012 قامت الحكومة التركية بإجراء تغييرات مؤثرة على قانون الملكية فيما يتعلق بالأجانب، فدفعت بمشروع قانون يقضي بإلغاء شرط "المعاملة بالمثل" بهدف جذب المزيد من المشترين الأجانب لسد حاجة الاقتصاد التركي للنقد الأجنبي (مواقع التواصل)

 

في عام 2002 -وهو العام الذي تولى فيه حزب العدالة والتنمية الحكم لأول مرة- تم فتح سوق العقارات التركية للمرة الأولى أيضا أمام المستثمرين الأجانب بقيود معينة، إذ كان الشراء وقتها يقتصر على مناطق محدودة، مع وجود شرط "المعاملة بالمثل"، أي أن شراء الأجانب للعقارات التركية متاح فقط لرعايا البلدان التي تسمح للمواطنين الأتراك بتملك العقارات فيها، وهي البلاد محدودة العدد وقتها مثل بريطانيا وألمانيا وهولندا، ومن ثم كانت مساهمات الأجانب في القطاع العقاري محدودة أيضا. وفي عام 2005 تم إلغاء قيد المناطق، وسُمح للأجانب بالتملك فوق أي بقعة على الأرض التركية، لكن شرط "المعاملة بالمثل" ظل ساريا.

 

في (مايو/أيار) 2012 -وقت زيارة فيصل وعائلته- قامت الحكومة التركية بإجراء تغييرات مؤثرة على قانون الملكية فيما يتعلق بالأجانب، فدفعت بمشروع قانون يقضي بإلغاء شرط "المعاملة بالمثل" بهدف جذب المزيد من المشترين الأجانب لسد حاجة الاقتصاد التركي للنقد الأجنبي، وفي (أغسطس/آب) من العام نفسه سُمح لمواطني 183 دولة بشراء عقارات في تركيا، كما أطلقت الحكومة العنان لملاك الأراضي الأجانب أيضا، حيث يمكن تملك الأراضي التي تتجاوز مساحتها 2.5 هكتار إلى 60 هكتارا دون الحصول على إذن خاص كما كان معمولا به في السابق. ومن ثم سُمح لمواطني الدول العربية بتملك العقارات التركية بعد أن كانت محظورة عليهم وفقا لمبدأ "المعاملة بالمثل"، لتبدأ أسراب العرب في التدفق على تركيا بغية اقتناء العقارات لأهداف مختلفة.

 

undefined

 

منذ السماح للأجانب بتملك العقارات التركية بدأ العرب في الاستحواذ على نصيب الأسد من عمليات الشراء، فبعد تطبيق القانون مباشرة -وتحديدا في الأشهر العشرة الأولى من عام 2013- ابتاع غير الأتراك 21691 عقارا في تركيا، كان نصيب العرب فيها 2697 عقارا أو حوالي 10%. وبدأت الحكومة التركية تجني ثمار هذا الإقبال، وجسّد رضاها عن ذلك ما قاله وزير البيئة والتخطيط العمراني أردوغان بايراكتار في (سبتمبر/أيلول) من العام نفسه من أن مجموع الإيرادات في 2013 بلغ خمسة مليارات دولار أتت فقط من بيع العقارات لغير الأتراك. وفي معرض مطوري العقارات الشهير "إملاك" الذي عقد في إسطنبول عام 2013 أيضا قام نحو 10 آلاف عربي بزيارته بينهم أمراء وأفراد من العائلات المالكة في الخليج تحديدا، كالأمير بندر بن عبد العزيز قبيل وفاته، وحمود راشد الحمود الصباح ابن شقيق أمير الكويت، وذلك من أجل البحث عن فرص عقارية، وقام العشرات منهم بعمليات شراء كبرى، مثل شقيقة أمير الكويت الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح، حيث اشترت شقة من تسعة غرف في إحدى عقارات "سهريزار كوناكلاري".

 

بلغت المبيعات 500 مليون دولار في ثلاثة أيام فقط، مقارنة بـ 120 مليون دولار عام 2012(4). وفي معرض "سيتي سكيب" العالمي 2015 في دبي كان هناك 369 عارضا عقاريا، منهم 52 من تركيا فقط مثلوا 15% من جميع العارضين، مما دل على زيادة الاهتمام بالمستثمرين العرب، وكذا اهتمام العرب أنفسهم بالاستثمار العقاري في تركيا.

 

لا يقود المشتريات العقارية أفراد فقط وإنما مؤسسات عربية كبرى أيضا، فنجد أن شركات من السعودية والإمارات وقطر والبحرين تنوي ضخ أكثر من 100 مليار دولار، سيتم استثمار جزء كبير منها في قطاع العقارات (مواقع التواصل)
لا يقود المشتريات العقارية أفراد فقط وإنما مؤسسات عربية كبرى أيضا، فنجد أن شركات من السعودية والإمارات وقطر والبحرين تنوي ضخ أكثر من 100 مليار دولار، سيتم استثمار جزء كبير منها في قطاع العقارات (مواقع التواصل)

 

العرب يزحفون شمالا

في عام 2014 أنفق المستثمرون الخليجيون وحدهم 4.3 مليار دولار في العقارات التركية، وفي عام 2015 ارتفعت مبيعات العقارات بنسبة 24% واستحوذ العرب على غالبيتها، حيث قام مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي بشراء واحد من كل أربعة عقارات اشتراها الأجانب في عام 2015 وحده وفقا لتقرير غيودر للربع الثالث من عام 2016. ووفقا للأرقام الصادرة عن "ريدين" -الشركة الرائدة في مجال المعلومات العقارية التي تركز على الأسواق الناشئة- فقد زاد الاستثمار من منطقة الخليج خمسة أضعاف منذ التغيير الجذري في القانون التركي عام 2012.

 

وتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى مع 48.1% من المبيعات العقارية التركية للعرب. فوفقا لتقرير الاتحاد التركي لشركات الاستثمار العقاري غيودر فقد احتل المستثمرون السعوديون صدارة مستثمري دول مجلس التعاون الخليجي في قطاع العقار التركي، والمركز الثالث بين أكبر المستثمرين الأجانب في القطاع، ومن بين أكبر عشرة مستثمرين أجانب في القطاع جاءت العراق في المرتبة الأولى، والسعودية في المرتبة الثالثة، والكويت رابعا، وقطر سابعا، والبحرين في المرتبة العاشرة، وذلك خلال أول تسعة أشهر من عام 2016(5)، حيث اشترى المستثمرون السعوديون 564 ألف متر مربع من المساحة العقارية في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، ونفّذ المستثمرون العرب الجزء الأكبر من عمليات الاستحواذ العقاري للأجانب في تركيا، وذلك رغم حالتي الغموض السياسي والاقتصادي التركيين اللتين شهدهما عام 2016، كما حصل المستثمرون الخليجيون على نصيب الأسد من إجمالي مشتريات الأجانب للعقارات العام الماضي والتي بلغت مساحة قدرها 4.6 مليون متر مربّع في أول تسعة أشهر من عام 2016، مقارنة بمساحة قدرها بـ 4 ملايين متر مربع خلال الفترة نفسها من عام 2015.

 

لا يقود المشتريات العقارية أفراد فقط وإنما مؤسسات عربية كبرى أيضا، فنجد أن شركات من السعودية والإمارات وقطر والبحرين -مثل مجموعة أبوظبي للاستثمار، وشركة البحرين للاستثمار- تنوي ضخ أكثر من 100 مليار دولار خلال الفترة القادمة في تركيا، وسيتم استثمار جزء كبير منها في قطاع العقارات(6). ووفقا لهيئة الإحصاء التركية "تركستات" تأتي مدينة إسطنبول كأكثر المدن التركية جذبا للعرب، كما أنها تستقطب أكبر عدد من المشترين الأجانب أيضا. ويفضل العرب مناطق البوسفور الأنيقة في إسطنبول مثل كانديلي وفانيكوي وبيبيك وينيكوي، حيث يمكن أن تصل أسعار بعض العقارات فيها إلى 100 مليون دولار أميركي، ويبحث مشترون آخرون عن المنازل الواسعة (فيلات) بالقرب من بحيرة سابانجا وكارتيب، كما بدأ الاهتمام بمدينة بورصة التاريخية يزداد بشكل لافت، ويبدو أن منطقة البحر الأسود الخلابة هي الأخرى بدأت تحوز إعجاب المشترين العرب، مع ازدياد شعبية طرابزون بين السياح القادمين من الدول العربية.

 

undefined

 

undefined

 

عمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -الذي يعد العدو اللدود لتوجهات رفع أسعار الفائدة- إلى تنشيط القطاع العقاري في جانب العرض أيضا حتى تستطيع تركيا تلبية الطلب الخارجي المتزايد -وبخاصة من العرب- من خلال تخفيض أسعار الفائدة، حيث بلغت 48.4% عام 2002، لتنخفض بعد نحو عقد -وتحديدا عام 2013- إلى 9.7% فقط، فتوسعت القروض الإسكانية بقوة الفترة الماضية بنسبة 27.9% في المتوسط خلال الفترة من 2006 إلى 2015، ما جعل العديد من الشركات العقارية والمطورين الأتراك يحصلون على التمويل اللازم بسهولة لاستكمال مشاريعهم العقارية وبدء أخرى جديدة.

 

تركيا المتفردة

هناك العديد من الأسباب وراء تفضيل العرب لشراء أو الاستثمار في العقارات في تركيا، فأسعار العقارات التركية مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة تعتبر منخفضة رغم الارتفاعات المتتالية في الأسعار خلال الأعوام القليلة الفائتة، وبخاصة في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنطاليا وبورصة ويالوفا، ويؤدي ارتفاع الأسعار إلى تحقيق أرباح كبيرة، فارتفعت الأسعار بنسبة 19% تقريبا العام الماضي مقارنة بعام 2014، كما ارتفعت المنازل في إسطنبول بنسبة 25% عام 2015، بالإضافة إلى ارتفاع مبيعات المنازل منذ الركود الكبير عام 2008، حيث بلغت المبيعات وقتئذ 427 ألف منزل فقط، لتتجاوز المليون منزل العام الماضي، ومن ثم فهناك فرص استثمارية واعدة ومربحة للغاية في القطاع العقاري(8).

 

كما يقع الاقتصاد التركي ضمن قائمة الاقتصادات الواعدة والصاعدة بقوة، حيث الديناميكية هي السمة الغالبة، فتسعى لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية بشكل سريع وعميق، ما يجعلها مكانا عظيما للقيام بالأعمال التجارية، وتدفعها رغبتها في إحداث تنمية اقتصادية راسخة إلى إقامة مشروعات كبرى، مثل المطار الثالث في إسطنبول، والجسر الثالث، وجسر خليج "إزميت". كما توجد العديد من المشاريع المماثلة التي تنوي الحكومة إقامتها في مدن أخرى عدة خلال المرحلة المقبلة، فتضاعفت قيمة الاستثمارات في الأراضي والمباني الواقعة بجوار تلك المشاريع الضخمة عدة مرات، ما يجعل الاستثمارات العقارية مربحة جدا تماهيا مع القاعدة القائلة بأن المشاريع الكبيرة تجلب أرباحا كبيرة. ورغم الخلل الهيكلي الاقتصادي والخلافات السياسية الكبيرة مؤخرا بسبب تعديل الدستور فلا تزال تركيا تمثل النموذج الأكثر ديمقراطية مقارنة بالمنطقة العربية، كما تتفوق أيضا في نمط الحياة وأسلوب المعيشة، فضلا عن كونها الاقتصاد الأكبر على سائر الاقتصادات العربية بما فيها اقتصاديات النفط الخليجية، ما يجعلها في نهاية المطاف الوجهة الأكثر جاذبية للمواطن العربي.

 

ويلعب الموقع الجغرافي دورا بارزا في ترحال العرب لتركيا واستثماراتهم العقارية فيها، فالدولة متاخمة لكل من العراق وسوريا، وأقصى مسافة بينها وبين أبعد دولة عربية ربما لا تتجاوز أربع ساعات بالطائرة، فمجرد أن يأخذ العربي قيلولة يبدأها في موطنه على متن طائرة يستيقظ ليجد نفسه في إسطنبول، ومن ثم يمكن متابعة الأعمال بسهولة في الموطنين. ويدين أغلب الشعب التركي بالإسلام، وبالتالي فهناك قواسم ثقافية وقيم مشتركة بين العرب والأتراك على عكس الدول الغربية. كما بدأت بعض مدارس اللغات في تدريس دورات تعليم اللغة العربية، ومع انتشار المساجد والمناسبات الدينية المشتركة والطعام المألوف نسبيا، ما يجعل تركيا الوجهة الأكثر ملاءمة للعرب خارج الحدود العربية.

 

تعد السياحة البوابة الرئيسة التي تمهد الأرض أمام العرب للدخول إلى القطاع العقاري، فهناك ارتباط وثيق بين توافد السياح العرب إلى تركيا وامتلاك العقار
تعد السياحة البوابة الرئيسة التي تمهد الأرض أمام العرب للدخول إلى القطاع العقاري، فهناك ارتباط وثيق بين توافد السياح العرب إلى تركيا وامتلاك العقار

 

كما توفر تركيا فرصا تعليمية مميزة للأجانب والعرب خاصة، ولديها تعليم ذو جودة عالية نسبيا مع انخفاض في تكاليف الدراسة، بالإضافة إلى كثرة المنح التعليمية التي تقدمها الجامعات التركية. وتشير دراسة بريطانية حديثة صادرة عن مركز جامعة أكسفورد للتقييم التربوي أنه في حال استبعاد الفروق الاقتصادية والاجتماعية فإن التعليم التركي والتايلاندي يعدان من بين الأنظمة التعليمية الأفضل عالميا(9)، وبالتالي أضحى التعليم التركي قبلة الشباب العربي الذي يبحث عن فرصة تعليمية أفضل، ومن ثم يتزايد عدد الطلاب الأجانب الوافدين إلى الأراضي التركية وبخاصة العرب بمعدلات كبيرة.

 

وبسبب الطوفان العربي الهادر إلى تركيا يفضل العديد من المستثمرين العرب الاستفادة منه عن طريق الاستحواذ على الفنادق في المناطق المكتظة بالتجمعات العربية، فيعيش في تركيا الآن ما يزيد عن خمسة ملايين عربي(10).

 

وتعد السياحة البوابة الرئيسة التي تمهد الأرض أمام العرب للدخول إلى القطاع العقاري، فهناك ارتباط وثيق بين توافد السياح العرب إلى تركيا وامتلاك العقار. ويلاحظ وجود علاقة طردية بين القطاعين، فكلما ارتفعت أعداد السياح العرب زاد استحواذهم على العقارات. فمن خلال السياحة يتمكن الشخص من الاطلاع عن كثب على الفرص العقارية المتاحة، والتعرف على التسهيلات الحكومية الجاذبة للاستثمار العقاري عن قرب، وملامسة ومعايشة الإبهار الثقافي والتاريخي والجمال الطبيعي، لينتهي به الحال ضمن مجموعة ملاك العقارات العرب فوق الأراضي التركية.

 

وتجذب تركيا عددا قياسيا من السياح من الشرق الأوسط كل عام، وخاصة من العراق والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث يشكل العرب 40٪ من 42 مليون زائر يزورون تركيا كل عام. وارتفع حجم السياح من الخليج إلى إسطنبول بنسبة 450% خلال عامي 2013 و2014(11)، ووفقا للبيانات الصادرة عن مديرية الثقافة والسياحة في إسطنبول عام 2015 فإن ما يقرب من 20٪ من سبعة ملايين زائر إلى إسطنبول هم من السياح العرب، أي ما يقرب من ضعف حصتهم في السوق حيث كانوا يمثلون 10٪ من إجمالي أعداد السياح عام 2010.

 

أصدرت الحكومة التركية قوانين تمنح الجنسية التركية للمستثمرين الأجانب الذين يستثمرون برأسمال لا يقل عن 2 مليون دولار، كذلك لمن يوفر أكثر من 100 وظيفة
أصدرت الحكومة التركية قوانين تمنح الجنسية التركية للمستثمرين الأجانب الذين يستثمرون برأسمال لا يقل عن 2 مليون دولار، كذلك لمن يوفر أكثر من 100 وظيفة
 
التراجع

في العام الماضي 2016 بدأت بوادر التباطؤ في مبيعات العقارات مصحوبة بانخفاض مقلق في قيمة الليرة التركية مقابل الدولار. وفي سبيل معالجة تلك الاختلالات وجذب المزيد من النقد الأجنبي لمنع استمرار تدهور قيمة الليرة، وتحريك القطاع العقاري المتباطئ بفعل وفرة المعروض، وإحجام الأجانب عن الشراء بفعل حالة عدم اليقين التي ضربت الاقتصاد التركي، أصدرت الحكومة التركية في (يناير/كانون الثاني) 2017 قانونا يقضي بمنح الجنسية التركية للمستثمرين الأجانب الذين يشترون عقارات بقيمة مليون دولار على الأقل، كما يمنح القانون المواطنة للأجانب الذين يستثمرون برأس مال ثابت لا يقل عن 2 مليون دولار ويحافظون على ثلاثة ملايين دولار على الأقل في حساب مصرفي لمدة ثلاث سنوات، أو يوفرون ما لا يقل عن 100 وظيفة في الدولة(12)، وتوقعت الحكومة التركية أن يؤدي القانون الجديد إلى تحقيق إيرادات إضافية قدرها مليار دولار من مبيعات العقارات في عام 2017.

 

استطاعت تركيا جذب الأموال العربية إلى حظيرة القطاع العقاري بنجاح كبير من خلال استغلال الإمكانات الطبيعية للاقتصاد التركي، وبفضل فاعلية الإدارة الحكومية، ليتم ضخ عشرات المليارات العربية داخل شرايين الاقتصاد المحلي، ما ساعده على إحداث القفزة الاقتصادية المشهودة خلال نصف عقد مضى. بينما ضمن فيصل الرشيدي والعرب موطأ قدم كبيرة على الأراضي التركية، ما يوفر لهم العديد من الامتيازات مع إمكانية حصد ثمار التنمية الاقتصادية التي تعمل الحكومة التركية على تحقيقها.    

المصدر : الجزيرة

إعلان