حملت أجهزة غوغل تقنيات ذكية تجعل المشهد أكثر وضوحا، إذ ظهر جليّا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتعلّم الذاتي للآلة لتقديم تجربة غير مسبوقة.. تعرف على تقنيات غوغل عبر التقرير التالي.
كان ينظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه تكنولوجيا مستقبلية من روايات الخيال العلمي وأفلام الفضاء. لحسن الحظ، وبفضل الوتيرة السريعة التي تتطور بها التكنولوجيا الحديثة، فإن الذكاء الاصطناعي أن بات حقيقة واقعة، وله القدرة على التأثير على جميع مجالات حياتنا.
من الفوائد الكبيرة للذكاء الاصطناعي أنه يستطيع معالجة كميات هائلة من البيانات دون أي عناء، بسرعة وفعالية أكبر بكثير من أي إنسان. يمكن لبرمجيات الذكاء الاصطناعي أيضًا اتخاذ قرارات بدائية بناء على تلك البيانات، ويمكن أن يعلم نفسه استخلاص استنتاجات جديدة منها من خلال العملية التي نسميه التعلم الآلي.
هذه العملية سوف تسمح لنا بتحقيق رؤى لم نكن نظن أنها ممكنة، والشراكة بين الإنسان والآلة يمكن أن تحسن كثيرًا من أنظمة المرور والرعاية الصحية والتسويق وأشياء أخرى كثيرة. ثم هناك المبيعات.
عملية البيع تعتمد على التواصل مع العملاء على المستوى الشخصي، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على تطوير تلك الاتصالات الشخصية من خلال تزويد فرق المبيعات بالمعلومات التي يحتاجونها. يمكنه التنبؤ بناء على الأداء في حالات مماثلة من خلال الاستفادة من البيانات الضخمة، وتنبع أهمية التعلم الآلي من حقيقة أنه يتطور مع مرور الوقت.
وهذا سيجعل فرق المبيعات أكثر فعالية. فبدلًا من الاعتماد على النهج العشوائي، يمكن أن تحدد برمجيات الذكاء الاصطناعي السلع التي من المرجح أن تشتريها وتحدد نوع الرسالة التي يرجح أن تكون أكثر تأثيرًا. وبذلك يمكن لفرق المبيعات أن توفر نصف الوقت الذي تقضيه على الهاتف ومع ذلك تحقق ضعف المبيعات.
من المهم أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي ليس قادمًا للاستيلاء على وظائف مندوبي المبيعات التقليديين. سواء كنت تعمل في التسويق للعملاء مباشرة في المتجر أو تعمل في التسويق للشركات الأخرى في مركز الاتصال، عليك أن تكون قادرًا على تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتبسيط المحادثات الخاصة بك – مثل استخدامنا لنصوص المبيعات اليوم، إلا أن النصوص ستعدل بما يتوافق مع كل عميل بفضل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
في الواقع، إن القيمة الحقيقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي كجزء من برنامج المبيعات هو حقيقة أن الإنسان والآلة معًا أقوى بكثير من أي منهما وحده. البشر بحاجة إلى الذكاء الاصطناعي للمساعدة في معالجة البيانات في الوقت الحقيقي، ولكن الذكاء الاصطناعي يحتاج البشر لاتخاذ قرارات واعية استنادًا إلى البيانات التي يتم توفيرها. ربما في يوم من الأيام، سوف يتقدم الذكاء الاصطناعي تقدمًا كافيًا حتى يتمكن من اتخاذ تلك القرارات نيابة عنا – ولكن في الوقت الراهن، أقرب ما وصلنا إليه هو أن الذكاء الاصطناعي يستخدم لوضع العطاءات وتعديل البرامج الإعلانية.
عمليات المبيعات التي اعتدنا عليها على وشك أن تتغير، وهذا التغيير سوف يأتي سواء أردنا ذلك أم لا. على سبيل المثال، بدلاً من إسناد التعامل مع العملاء المحتملين القادمين إلى أقرب مندوب استنادا إلى الموقع الجغرافي، يمكن أن تحدد برامج المبيعات أي مندوب من المرجح أنه سيتمم عملية البيع هذه. الموقع له أهميته، بطبيعة الحال، ولكن هناك مجموعة من العوامل الأخرى مثل مجالات خبرة مندوبي المبيعات وأدائهم في حالات مماثلة. بل قد يكون أفضل شخص يتمم عملية البيع ليس مندوب المبيعات، بل شخص من الفريق الفني يستطيع الإجابة على الأسئلة التي يريد العميل المحتمل أن يسألها.
والجيد في الأمر أن كل هذا يمكن قياسه. في الواقع، فإن القياسات التي تأخذها ستكون ما سيقوم البرنامج أي بتحليله للوصول إلى قراراته، ومن المرجح أن تجد أن كلما قست شيئًا، كلما تحسن ذلك القياس، بينما يواصل الذكاء الاصطناعي إيجاد سبل لتبسيط العمليات وتطوير فريق المبيعات الخاص بك.
في الوقت نفسه، يستخدم اللاعبون الكبار مثل جوجل، وفيسبوك، وآبل وأمازون الذكاء الاصطناعي على نحو متزايد، سواء كان ذلك عن طريق استخدامه لتشغيل نتائج البحث أو ما إذا كان ذلك عن طريق خلق مساعد صوتي يعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل سيري واليكسا. في الواقع، يمكن اتخاذ قرارات المبيعات في المستقبل بشكل جيد أثناء التفاعل مع مساعد صوت. فقط تخيل كيف سيكون من المفيد أن تكون النتيجة الأولى للبحث عندما يقول شخص ما، "اليكسا، اشتر لي مشروبًا".
مستقبل المبيعات القائمة على الذكاء الاصطناعي يبدو مشرقًا، ورغم أن هناك طريق طويل علينا أ، نقطعه حتى يصبح "الذكاء الاصطناعي" و"المبيعات" رفيقين مثل "الرقمي" و"التسويق"، إلا أننا نسير في هذا الاتجاه الآن. وفي هذه الأثناء، يمكنك الحصول على السبق من خلال أن تتبنى تلك التكنولوجيا في وقت مبكر. حظًا طيبًا.
__________________________________________________
مترجم عن: آي إن سي