شعار قسم ميدان

ماركوس راشفورد يقاضي مصريا من الشرقية.. هل نحن مسؤولون عما نقوله على منصات التواصل؟

"معانا في اتصال تليفوني أ..إحم..أ..أ..الأستاذ سيد سلامة محامي الطالب المصري محمد عصام..أ..الأستاذ سيد؛ إيه اللي جاب القلعة عند البحر؟"

المذيعة المصرية لميس الحديدي في افتتاح فقرة بعنوان "اللاعب الإنجليزي ماركوس راشفورد يقاضي طالبا مصريا بسبب تعليق على منصات التواصل" عبر برنامجها اليومي "كلمة أخيرة"(1)

ماذا؟ مَن؟ كيف؟ لماذا؟

حتى أحمد السبكي لم يكن يتخيل أنـ..، حسنا، نرى أنك ما زلت تضحك، سنمنحك دقيقتين ثم نبدأ مجددا، جاهز؟ عظيم، حتى أحمد السبكي لم يكن يتخيل أن أحد مشاهد فيلم "عوكل" الذي أنتجه سنة 2004 سيظل حيا لثمانية عشر عاما ليصف موقفا كهذا.

نقول "حتى أحمد السبكي" لأن حبكة الفيلم كانت مضحكة وملفقة حتى بمعايير السبكي، وغالبا لم يستغرق التفكير فيها أكثر من 10 دقائق؛ عوكل ميكانيكي سيارات مصري يقوم بدوره محمد سعد، يمر بموقف ما لا نتذكره من شدة رداءة الحبكة، وبعدها -كالعادة- يأتي المشهد المعتاد الذي يثمل فيه محمد سعد، لأن.. لأن محمد سعد يجب أن يثمل أو يتعاطى مخدرا ما عند لحظة ما طبعا، وبعدها يشعر بحاجة للراحة، فيجد سيارة تحمل تابوتا يحتوي على جثة زعيم عصابة تركي كان في طريقه إلى تركيا من مصر طبعا لسبب ما آخر لا نتذكره، فيرتدي ملابسه ويأخذ مكانه ليستيقظ في الجنازة بعد أن عبر البحر الأبيض المتوسط. باختصار، الموقف المألوف الذي قد يحدث لأي ميكانيكي سيارات مصري في أي يوم عمل عادي في وسط الأسبوع.

يستيقظ عوكل ليستكشف المكان وهو لا يعلم بأي بلد هو، ثم يفاجأ بوجود القلعة إلى جانب البحر، فيطلق العبارة الشهيرة التي لم تجد لميس الحديدي أنسب منها للتعبير عن الموقف.

محمد عصام، الطالب بكلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، والذي يعيش بمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، لم يثمل طبعا ولم يستلقِ في تابوت زعيم عصابة تركي وجده بالصدفة في الشارع -غالبا لأن حياته ليست من إنتاج السبكي- بل قرر، طبقا لمحامي المدعي، وهو في كامل قواه العقلية، أن يوجه عبارات شديدة العدوانية والعنف والعنصرية تجاه ماركوس راشفورد -لاعب مانشستر يونايتد- على أحد حساباته على مواقع التواصل(2)(3)(4).

عبارات توحي بإصرار شديد من شخص واعٍ يتفنن في انتقاء ألفاظه لتحمل أكبر إهانة ممكنة، ورغم ذلك، لا تملك لميس وغيرها من الإعلاميين الذين تناولوا الحدث سوى الشعور بسيطرة الصدفة والعشوائية على المشهد بأكمله، وهذه هي المفارقة الثانية في قصتنا الغريبة.

أثر الجرادة

تكاد رؤوس الجميع تنفجر من سخرية الموقف، ومن سيل الـ"ميمز" الذي لا ينقطع، ومن كم النكت التي يمكن تأليفها عن الخبر. الوضع صاخب، والكثيرون لا يزالون أسرى الأسئلة المندهشة البلهاء التي تطرأ في هذه المواقف عادة؛ عندما يصطدم عالمان شديدا التناقض والتنافر في واقعة حقيقية تماما، بل وتحمل طابعا رسميا كذلك.

على سبيل المثال، تساءل أحدهم في تعجب: "الشرقية؟! مركز أبو حماد؟!"، وكأن الأمر كان ليصبح أقل غرابة لو كان عصام من سكان مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية مثلا، أو ربما هو سؤال يُعبّر -دون أن يدري- عن الحس المصري الأصيل بالمركزية، فيستنكر أن يحدث أي شيء مهم أو لافت خارج حدود العاصمة. ربما لو كان راشفورد يقاضي طالبا في الجامعة الأميركية اسمه يوسف أو ياسين أو آدم، من المعادي مثلا أو غاردن سيتي أو التجمع الخامس، لصار استيعاب الخبر أسهل.

في مقطع آخر من برنامج "جمهور التالتة"، يتساءل إبراهيم فايق، المذيع المصري المشهور، عن السبب الذي يجعل راشفورد "مضيّق مخه معانا كده". هذه مفارقة أخرى لا يكتشفها متنمرو الإنترنت إلا لاحقا، عندما يحين وقت العقاب، كل شيء في التعليقات التي يدعي محامو راشفورد أن عصام قد كتبها، يوحي بتخطيط وإعداد مسبق، وينم عن محاولة حثيثة لجذب الانتباه من خلال أكثر التعبيرات حدة وإهانة. التنمر الإلكتروني لا يؤدي عمله إن لم تكن قادرا على جذب انتباه من تتنمر عليه ابتداءً، ورغم ذلك نتفاجأ بشدة عندما ينجح مسعانا ويعاملنا أحد المشاهير بجدية فعلا(5)(6).

هذا كله يقودك للسؤال الأهم وسط كل ذلك، وهو لا يزال -مع الأسف- السبب خلف اختيار محمد عصام تحديدا؟ أو مصر بشكل عام؟ والإجابة -مع الأسف- لا تزال الصدفة، لأن الأمر كان سيصبح بذات الغرابة، من وجهة نظر الإعلام الإنجليزي على الأقل، لو كان راشفورد يقاضي أرتورو إغلاسياس من قرية مونتانياتا على ساحل الإكوادور أو تيغران هايك من بلدة ديليجان بمقاطعة تافوش في أرمينيا. الأمر بهذه البساطة على الأغلب، ولكنك، على الأغلب أيضا، لن تقتنع، خاصة لو كنت مصريا.

شادية في حراسة المرمى

طبعا لو لم تكن مصريا.. لا، لن نخبرك بأنك كنت لتود أن تكون مصريا، كنا سنخبرك بأنك لو لم تكن مصريا لظننت أن القصة تتوقف عند هذا الحد، ولكنك ستكون مخطئا طبعا، لأنها، بالعكس، تبدأ هنا.

في مصر، غالبا ما تكون هذه الوقائع العجيبة أشبه بالنوتة الموسيقية المتصاعدة؛ تتعرف عليها أولا بسبب خبر لافت عن مقاضاة راشفورد لطالب من الشرقية بسبب إهانات عنصرية، ثم، دون تخطيط، وكتفاعل عفوي تماما، يكون الخبر مجرد محرك لسلسلة من التفاعلات التي تزايد عليه في الغرابة والسِريالية، وبلا توقف.

فجأة تجد نفسك تشاهد مقطعا مصورا لمحامي الطالب في مرافعة افتراضية يستند فيها إلى تاريخ مصر المعروف في الغناء للسُّمر. نحن لا نمزح بالمناسبة، هذه العبارة قيلت فعلا من محامي محمد عصام في المكالمة الهاتفية المذكورة أعلاه: "ده إحنا اللي غنّينا للسُّمر والسَّمار"، من ثم يصعب التخيل أن طالبا مصريا من الشرقية، يحمل هذا الإرث الغنائي بداخله، قد يفكر يوما في إهانة أسمر بسبب لونه. كان من الضروري أن تنتهي هذه الفقرة بعبارة ساخرة، ولكننا فشلنا في المزايدة على ما قاله الرجل مع الأسف.

بغض النظر أن الدراما المصرية كانت، ولا تزال، تكرس للعنصرية المبنية على لون البشرة أو شكل العيون أو الطول أو الوزن أو الطبقة الاجتماعية أو التعليم أو حتى درجة نعومة الشعر، وبغض النظر عن أنه لو كان منطق الأستاذ سيد سلامة مقبولا فقد سلّم محامي راشفورد دليل إدانة ضخما يتمثل في أرشيف السينما المصرية ويحتاج إلى سنوات لمراجعته ليلصق كل تهمة عنصرية ممكنة بموكله المسكين، وبغض النظر عن أن العبارات المزعومة لم تتوقف عند العنصرية وحسب، بل امتدت للتهديد بالقتل، إلا أننا نعجز عن تخيل ما كان سيحدث لو تعامل أحدهم مع طلاب العلاج الطبيعي في أميركا من المنطلق نفسه، باعتبارها البلد التي قدمت للعالم موسيقى الـ"Death Metal" مثلا(7)(8)(9).

تخيل أن المحاكمة تجري على قدم وساق في إحدى المحاكم المصرية، ثم يتقدم الأستاذ سيد سلامة للمنصة بمستند الدفاع رقم "348" طالبا إثباته في محضر الجلسة، وهو عبارة عن ذاكرة رقمية تحتوي على 5 ساعات متواصلة من الأغاني المصرية النوبية مثلا. رجاءً لا تضحك، لأننا لا نستبعد -بمنتهى الجدية- أن يكون هذا جزءا من مرافعة الأستاذ سيد سلامة الختامية التي ستذيعها القنوات المصرية عقب إعلان الحكم ببراءة الطالب مصحوبة بأغنية "والله وعملوها الرجالة" في الخلفية، قبل أن تخبر راشفورد بأن صياحه طرب في بيان رسمي ختامي ينتشي به الجميع.

نحن لا نجمع الضرائب

الوقائع الغريبة التي أعقبت الحدث وصاحبته يمكن جمعها في كتاب من 300 صفحة من القطع المتوسطة، ولكن دعنا نختصر الأمر ونخبرك أنه، للمفاجأة، لم يفُت على المحامي المصري الذي يدافع عن عصام أن يذكرنا بالبطاقة الرابحة التي يحتفظ بها المتنمرون لحين تتعقد الأمور؛ المشاهير يجب أن يترفعوا عن الصغائر، لأنه لا شهرة بلا ضريبة طبعا(1).

الآن لم يعد هذا المنطق مقصورا على المشاهير، يمكن لأي مواطن مصري أو عربي عادي أن يتلقى سيلا من الإهانات بسبب رأي نشره على فيسبوك، ببساطة، لأنه نشره على فيسبوك، ومن ثم يجب أن يتوقع أن ردود الأفعال ستشمل قدرا من السخرية أو الإهانة أو التسفيه، فقط لأن هذه هي طبائع الأمور.

هي ليست ضريبة الشهرة طبعا، بل منطق الاستباحة، وهو لا يفرّق بين ماركوس راشفورد أو حسين الشحات أو شيكابالا أو حساب عشوائي على تويتر أو حتى دار الإفتاء بالأزهر الشريف؛ لأن الأمر كله قائم على غياب العقاب، ولا شيء يثير شهوة العدوانية في نفوس أكثر الناس مسالمة مثل غياب العقاب، ومثل الشعور بلذة الغش المُخدِّرة بعد أن نجحت في الهروب من نتيجة أفعالك.

ماركوس راشفورد

من هذه الزاوية، وهذه الزاوية فقط، يبدو أمثال ماركوس راشفورد مستحقين للشفقة فعلا؛ مفعول بهم على طول الخط، يُشهرهم الناس ويحولونهم نجوما، ثم يستبيحونهم للسبب ذاته لاحقا؛ لأنهم صاروا أغنى أو أشهر أو أنجح من أن يبالوا، ويمكنهم ابتياع بيت جديد أو سيارة فارهة إن وُصفت أمهاتهم بالعاهرات أو تمنى أحد المتابعين موتهم.

المفارقة المئة في هذه القصة أن هذا يقول عن الجاني المفترض أكثر مما يقول عن الضحية المفترضة، يقول إنه مستعد لتلقي نفس الإهانات والكراهية والابتزاز لو كان بالثراء نفسه، أو على الأقل، يتخيل أنه سيكون مستعدا. هذه ضريبة مقبولة من وجهة نظر المأزوم، لأن المأزوم لا يرى أبعد من أزمته، وراغبي المال والشهرة يتخيلون أنهم لا يحتاجون إلا للمال والشهرة، وبالطبع لن يدركوا خطأ النظرية إلا عندما يختبرونها بأنفسهم، وهذا يحول مسار الحكاية كلها إلى دائرة مفرغة تفضي فصولها إلى بعضها بعضا.

مسؤولية الشرقية

طبعا أنت تتساءل الآن عن اللحظة التي سنجيب فيها عن السؤال في العنوان. حسنا، ظننا هذا بديهيا، بالطبع نحن مسؤولون عما نقوله على مواقع التواصل، بالضبط مثلما نحن مسؤولون عما نقوله في جلسات المقاهي، وعما نفعله في المصالح الحكومية، وعما نهتف به في المدرجات، ما دمنا نحتك بالبشر أثناء كل ذلك، ولن يغير ذلك أي قوانين عرفية مختلقة مثل ضريبة الشهرة وضرورة الترفع عن الصغائر، أو حتى معادلة "الاستباحة مقابل المال" التي اعتمدتها جماهير الكرة حول العالم منهجا للتعامل مع اللاعبين، لأنها تهينهم بقدر ما تهين اللاعبين بالضبط.

رغم ذلك كله، نحن نعتقد بصدق أن محمد عصام ضحية بدوره، لا لأنه نفى ما حدث، ولا لأن لجنة الفحص بمباحث الإنترنت المصرية لم تجد أثرا لعباراته على صفحة اللاعب، ولا حتى لأنه طالب شاب ينتظره المستقبل، وبالطبع ليس للأسباب التي ذكرها هو ومحاميه، مثل حقيقة أن عباراته لم تُسمّي اللاعب نصا، أو لأنها مؤامرة من شركات الدعاية الجشعة لاستغلاله وتهديد مسيرته الدراسية. في الواقع، أغلب ما صرح به الشاب ومحاميه يدينهما أكثر مما يبرئهما، ضمنيا على الأقل(10)(11).

نحن نعتقد أن محمد عصام ضحية لأنه وقع تحت مقصلة القانون في لحظة عشوائية للغاية، لأنه نشأ وهو يشاهد الجماهير تشكك في نسب ابن شيكابالا بلا عقاب، ولأنه رآهم يزورون المقابر ويقرؤون الفاتحة على روحه بسبب مباراة كرة القدم، ولأنه… لحظة، سنبحث عن واقعتين مشابهتين لجماهير الزمالك حتى لا يغضب أحدهم… حسنا، ولأنه شاهد جماهير الزمالك تسب زوجة عماد متعب بعبارات خادشة للحياء، ولأنه اعتاد مشاهدة مرتضى منصور يسب أمهات الجميع.

نحن نعتقد أن محمد عصام ضحية لأنه يدفع -منفردا- ضريبة أخرى، ضريبة الواقع الذي تكرر حتى تقرر، وضريبة العادة التي تسامح معها الجميع حتى تحولت إلى عُرف ثم إلى قانون، وضريبة عقود من جلسات الصلح الهزلية والغياب شبه المطلق للمحاسبة والمسؤولية، ثم ذات ليلة نام واستيقظ فوجد راشفورد قد عبر البحر الأبيض المتوسط مطالبا برأسه، وأن القلعة التي أشبعها قصفا عبر السنوات أصبحت فجأة بجانب الترعة.

فجأة اكتشف محمد عصام أن السبكي هو منتج الأيام التي يعيشها الآن، وأن الصدفة لعبت دور البطل في العقاب القاسي الذي قد يتلقاه أو لا يتلقاه بعد عودة القضية للمحاكم، وفي هذا ظلم بيّن لا يدركه راشفورد، ولكن يدركه ممثلوه. هذا لا ينزع المسؤولية عن عصام وأمثاله بالطبع، ولكنه لا ينزعها عمن يقاضونه الآن كذلك، الذين قرروا فجأة، طبقا لتوقيت مانشستر ومعاييرها، أن أمورا عادية مثل إلقاء القمامة في الشارع، أو التدخين في الأماكن المغلقة، أصبحت جريمة يعاقب عليها القانون المصري، هكذا بلا تمهيد ولا تحذير عادل.

بعد وقت كافٍ للتأمل، تبلى النكتة من فرط الاستخدام، وتتراجع الضحكات ويحل محلها مرارة لاذعة في الحَلق، مثل كل الوقائع التي يصطدم فيها عالمان شديدا التناقض والتنافر في مساحة إنسانية كتلك، ليس لأن المشجعين الإنجليز لا يتمنون الموت والعنصرية للاعبيهم، ولا لأنهم أقل عنفا وعدوانية من أقرانهم المصريين، ولكن ربما لأن المجتمع المصري، على عكس نظيره الإنجليزي، قد فقد القدرة على استنكار هذه الوقائع أو حتى الاندهاش منها، ربما لأن العادة التاريخية جعلته أقرب للوم راشفورد منه إلى لوم عصام ومن يحذون حذوه.

________________________________________________

المصادر:

  1. محامي طالب الشرقية يكشف تفاصيل أزمته مع راشفورد – كلمة أخيرة مع لميس الحديدي
  2. نجم مانشستر يقاضي طالبا مصريا..تفاصيل قضية ولا أغرب – العربية
  3. راشفورد يقاضي طالبا مصريا بسبب ابتزاز عنصري صارخ – Tribuna
  4. القصة الكاملة؛ كل ما تحتاج لمعرفته عن قضية ماركوس راشفورد ضد الطالب المصري – صدى البلد
  5. إبراهيم فايق يفجر مفاجأة عن مقاضاة راشفورد لطالب مصري – On Time Sports
  6. التجاهل قد لا يكون الحل..كيف نتعامل مع الـ"ترول" على منصات التواصل؟ – الجزيرة
  7. هكذا رسخت الدراما المصرية العنصرية ضد البشرة السمراء – الجزيرة
  8. "وبتطفي النور ليه مانتي مضلمة خلقة!"..عن عنصرية الدراما والسينما العربية – Vice
  9. "اغمقّت واسمرّت واتحرقت"..كيف رسخت الدراما العنصرية ضد السودانيين في مصر؟ – ساسة بوست
  10. "ميعرفشي حاجة عن القضية"..أول رد من المتهم بإهانة راشفورد لاعب مانشستر يونايتد – البلد
  11. طالب مصري يفاجأ بدعو قضائية من ممثلين عن ماركوس راشفورد لاعب مانشستر يونايتد يتهمه فيها بسبه وقذفه عبر وسائل التواصل الإجتماعي – الجزيرة مصر
المصدر : الجزيرة