شعار قسم ميدان

اعتزال هيغوايين.. وداعا أبرز ضحايا ميسي ورونالدو!

epa08063651 Gonzalo Higuain of Juventus in action during the UEFA Champions League group D soccer match between Bayer 04 Leverkusen and Juventus FC in Leverkusen, Germany, 11 December 2019. EPA-EFE/FRIEDEMANN VOGEL

يُحكى أن رجلا لعب بجوار أسطورتَي كرة القدم ميسي ورونالدو، وارتدى قمصان عمالقة أوروبا ريال مدريد ويوفنتوس وميلان وتشيلسي، وسجل أكثر من 350 هدفا، وأحرز ألقابا يحلم بها كل براعم الغد، ولكنه رغم كل ذلك، كان أحد أتعس أهل الأرض(1).

 

ربما ستُحكى هذه القصة للأجيال المقبلة، عن ملعون الأرجنتين الذي أضاع حلم ميسي، والرجل الذي لم ينجح فى تكوين شراكة ناجحة مع رونالدو، وذلك البدين صاحب الوزن الزائد الذي يهدر الفرص السهلة، وقطعا، سيضحك الجميع إن صُنِّف بأنه أحد أفضل مهاجمي جيله، كما تتعالى الضحكات الآن بعد اعتزال هادئ حدث في الظل بعبارات حزينة للغاية، تماما كمسيرة الرجل الذي قادته لأقل بكثير مما استحقه، والتي ربما حظيت بكم هائل من الإشادات لو سارت كما هي، نسخة طبق الأصل، عدا لقطة واحدة فقط.

 

لعنة الظل

epa08063651 Gonzalo Higuain of Juventus in action during the UEFA Champions League group D soccer match between Bayer 04 Leverkusen and Juventus FC in Leverkusen, Germany, 11 December 2019. EPA-EFE/FRIEDEMANN VOGEL
غونزالو هيغوايين (وكالة الأنباء الأوروبية)

يسأل الجميع، ماذا لو سجل غونزالو هيغوايين كرته الضائعة الشهيرة في نهائي كأس العالم 2014؟ وماذا إن فعل الأمر ذاته بنهائي كوبا أميركا 2016؟ ربما لو حدث ذلك لمنح الأرجنتين لقبين تاريخيين، ولكن كيف كان سيصبح نصيب الرجل نفسه من تلك الكعكة؟

 

جماهيريا على الأقل، لم يكن ليحصل على شيء، والسبب بسيط للغاية، فهو ليس محبوبا من أي قطاع جماهيري يصنع منه بطلا، حتى وإن جلب لبلاده كأس العالم. إن لم تصدق ذلك، هيا بنا نلعب لعبة نعود خلالها للماضي، والذي يحمل بين سطوره حكايات مشابهة بنهاية معاكسة تماما، المفارقة أن مصير أبطالها لم يختلف كثيرا عن مصير هيغوايين، رغم أنهم جلبوا المجد ولم يضيعوه.

 

في مونديال 1986، كانت المباراة النهائية مشابهة في طرفيها لنسخة 2014، الأرجنتين أمام ألمانيا في ملحمة تاريخية انتهت بانتصار التانغو بثلاثة أهداف لهدفين، وصورة شهيرة يحمل فيها دييغو أرماندو مارادونا كأس العالم، ويحمله الجميع على الأعناق بصفته بطل الشعب(2).

 

ولكن عزيزي، مهلا، هل تعلم أن ذلك البطل لم يسجل هدفا واحدا من الأهداف الثلاثة التي توجت بلاده بالمونديال، وأنك تحتاج لاستخدام محركات البحث للتعرف على أسماء مسجلي الأهداف الثلاثة، لأن التاريخ لم ينصبهم أبطالا كما فعل مع دييغو؟ صحيح أن مارادونا سجل هدف القرن وآخر بـ"يد الرب" وحسم مواجهة إنجلترا بجهد فردي ينكره الأعمى، ولكن هذه المباراة كانت في ربع النهائي، إلا أنها فرضت نفسها بوصفها أشهر مباريات كأس العالم عبر تاريخه، ولم يعبأ كثيرون بما حدث في النهائي نفسه. فلماذا يدعون أنه كان سيذكر غونزالو لو وضع الكرة في الشباك؟(3)

 

في يورو 2016، منح المغمور إيدير البرتغال أول لقب في تاريخ البلاد بهدف مميز، فوضع التاريخ صورة كريستيانو رونالدو وهو يبكي حاملا الكأس كبطل الشعب الذي منح المجد لبلاده، رغم أنه أصيب وخرج في بداية المباراة، ولكن لتصبح القصة سينمائية كما يحبها الجمهور، منح الفضل للدون لأنه صاح من خارج الخط بعبارة "سدد يا إيدير"!(4)

 

هذا الجانب المظلم من اللعبة يسمى "لعنة الظل"، وهي لعنة تصيب كل من يزامل أحد عباقرة الكرة، حيث يحجب التاريخ والجمهور عنه الأضواء، ويمنح الفضل لمن يحب، حيث يختار اللقطات التي تدعم سردية البطل الأوحد، ويتغاضى عن البقية. ولسوء حظ هيغوايين، لم يكن ذلك هو الجانب المظلم الوحيد في مسيرته.

 

حلم ضائع وكابوس أبدي

epaselect epa06813546 Lionel Messi of Argentina (L) and Gonzalo Higuain of Argentina react after the FIFA World Cup 2018 group D preliminary round soccer match between Argentina and Iceland in Moscow, Russia, 16 June 2018.
ميسي وغونزالو هيغوايين (وكالة الأنباء الأوروبية)

في 2014، ضاع حلم ميسي في كأس العالم، ولكنه كان حلم هيغوايين كذلك الذي بكى بالطبع كما بكى ليو ليلتها، وشعر بالغصة نفسها في القلب، وربما رآها في كوابيسه كل ليلة، وهو ليس وحده بطبيعة الحال، التاريخ مليء بأبطال فشلوا في المشهد الأخير وأضاعوا أحلام شعوبهم وجماهيرهم، ومعها أحلامهم أيضا، وبالطبع لم يكن أي منهم يتمنى ذلك أو يقصده. على سبيل المثال، هناك حارس المرمى البرازيلي مواسير باربوسا الذي استقبلت شباكه هدفين في نهائي كأس العالم 1950 أمام أوروغواي، والذي عاش مكروها طيلة حياته بسبب غلطة لم يرتكبها حسب وصفه الحزين للقصة(5).

 

في كتاب "الحياة على الطريقة البرازيلية" لأليكس بيلوس، يحكي باربوسا أنه قضى بقية حياته مكروها من أبناء بلده منذ تلك الليلة البائسة، كما عاش الكثير من اللحظات القاسية للسبب ذاته، ولكن أقساها عليه كان بعد ليلة الماراكانا الحزينة بأكثر من 30 عاما، حين أشارت إليه سيدة في مطعم وهي تحدث طفلها قائلة: هذا الرجل أبكى البرازيليين جميعا(6).

 

القصة الأشهر في هذا السياق كانت لحكاية حائط الفاتيكان الذي كُتب عليه "سيغفر الرب للجميع إلا باجيو"، بعد أن أضاع صاحب ذيل الفرس الذهبي ركلة ترجيح في نهائي مونديال 1994، لتفوز البرازيل باللقب وتخسره إيطاليا، وتظل لعنة تلك الكرة تطارد باجيو حتى نهاية مسيرته(7).

 

ربما لسنا متأكدين من صحة رواية حائط الفاتيكان، ولكن الأكيد أن محتواها كان كابوسا طارد باجيو لسنوات، الرجل الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في تاريخ إيطاليا على الإطلاق، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام لقطة من عدة لقطات كفيلة بنسف مسيرة أصحابها، بل ونسفهم شخصيا في بعض الأحيان!

 

قطعا كان باجيو يستطيع تسديد الكرة بشكل أفضل، وكان بإمكان باربوسا التصدي لهدف من هدفي نهائي مونديال 1950 على الأقل، وبالطبع فعلوا ذلك بكفاءة عالية عشرات ومئات المرات طوال مسيرتهم، ولكن لسوء الحظ غاب التوفيق في اللقطة الأهم، والتي بإمكانها تحويل حياة إنسان إلى جحيم مضاعف، حيث وصمة العار، وقبلها ضياع حلم ربما لازم كُلّا منهم منذ طفولته، فتحول في غمضة عين إلى كابوس، ومن منا لم يحلم في صغره بقيادة بلاده إلى كأس العالم؟!

 

لعنة رونالدو

 

epa08511368 Juventus' Gonzalo Higuain celebrates with his teammate Cristiano Ronaldo (L) after scoring the goal (3-0) during the Italian Serie A soccer match Juventus FC vs US Lecce at the Allianz stadium in Turin, Italy, 26 June 2020 EPA-EFE/ALESSANDRO DI MARCO
رونالدو وغونزالو هيغوايين (وكالة الأنباء الأوروبية)

إذا كان اللعب بجوار ميسي يُمثّل كابوس هيغوايين الأكبر، فإن مزاملة رونالدو مثلت الكابوس الأطول أمدا بالنسبة إليه، واللعنة التي أبت أن تتركه حتى أفسدت عليه مسيرته مرتين، وجعلته يدخل في حالة إحباط ذكر البعض أنها وصلت إلى حد الاكتئاب الذي أنهى مسيرته فعليا قبل نهايتها الحقيقية بسنوات، أي حظ ذلك الذي يبتسم في وجهك ثم يطعنك في ظهرك يا غونزالو؟!(8)

 

هنا سنعود إلى قضية قُتلت بحثا، ولكنها تحتاج إلى إحيائها مرة أخرى في هذا السياق. رونالدو وبنزيما وحكاية تفريغ المساحات من جديد، الأمر لم يشهد أي معضلة طوال سنواتِ مرافقة صاروخ ماديرا لبنزيما فقط، المشكلة كانت في وجود عنصر ثالث بدا الاستغناء عنه ضروريا لجميع الأطراف، بعدها بسنوات حاول يوفنتوس إعادة اختراع العجلة بالبحث عن أي سياق يجمع البيبيتا بكريستيانو، وكأن القصة التي جعلت المهاجم الأرجنتيني يرحل عن النادي الملكي باكيا يمكنها أن تنجح فجأة دون تغيير في المعطيات(9).

 

في البداية شعر ريال مدريد بحاجة إلى البحث عن روني جديد ليُشكِّل ثنائية مع رونالدو، في ظل تناوب بنزيما وهيغوايين على مركز المهاجم. ليس ذلك فقط، بل إن الفريق الملكي حاول الاستعانة بواين روني نفسه في أكثر من مرة حسب ما ذكر فيرغسون، قبل أن تبوء محاولاته بالفشل، فيقرر البحث عن أفضل الحلول المتاحة وفقا لما يمتلك من أدوات(10).

 

الحل هنا كان في البحث عن أكثرهما استعدادا للتنازل عن بريقه لصالح رونالدو، نظرا إلى أن خورخي فالدانو -المدير الرياضي لريال مدريد وقتها- رأى أن المنافسة بينهما تضعهما تحت الضغط الدائم، وبناء عليه، فإن هذه الشراكة يجب أن تنفضّ بالتخلي عن الأقل انسجاما مع رونالدو، فكان هيغوايين هو الضحية، لأنه يبحث عن التسجيل دائما، كما أنه أكثر فردية وطموحا من بنزيما، المهاجم الفرنسي الذي لم يجد أي غضاضة في العيش بظل رونالدو منذ ذلك الحين وحتى نهاية مسيرة كريستيانو مع ريال مدريد.

 

على مدار سنوات توهُّج رونالدو وشباب هيغوايين، فشل الثنائي في الاندماج داخل كيان واحد، وكان الحل الأمثل للحصول على المنتج الأفضل من كلٍّ منهما هو أن يفترقا، وهذا ما علمه يوفنتوس حين تعاقد مع رونالدو، حيث أبلغ البيبيتا بأنه خارج الحسابات وعليه البحث عن نادٍ آخر، وهو ما حدث بالفعل برحيله إلى ميلان على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء بنهاية الموسم. ما لم يكن في الحسبان هو أن يتنقل هيغوايين بين ميلان وتشيلسي ثم يعود إلى السيدة العجوز من جديد بعد الفشل في تسويقه. تذكّر أن خلافاتهما تلك حدثت خلال سنوات توهّج رونالدو، لم تحدث وهو يبلغ من العمر 35 عاما.

 

مرحلة جديدة من العبث ظهرت في 2019، حيث يتعاقد يوفنتوس مع ساري الذي يحب هيغوايين أكثر من أي مهاجم آخر على وجه الأرض، فيحاول رغما عنه التخلّص من غونزالو لأنه لا يمكن أن يلعب بجوار رونالدو، ليظهر سؤال آخر حول ما إذا كان التعاقد مع كريستيانو ملائما لمشروع ساري أم لا، ثم سؤال ثالث حول ما إذا كان يوفنتوس يعلم هوية مدربه القادم أساسا حين تعاقد مع رونالدو أم لا، وهل وضعت الإدارة خطة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من رونالدو داخل الملعب، أم أن التعاقد معه ذهب إلى جانب التسويق والشعبية والدعاية وما إلى ذلك فقط؟ دوامة من العبث الذي لم ينتهِ في تورينو في تلك الحقبة الزمنية(11).

 

التعاقد مع رونالدو كان بمثابة إبلاغ هيغوايين بأن رحلته في تورينو قد انتهت، بعد موسمين كان فيهما النجم الأول وهداف الفريق، وحسم لقبَي الدوري المتتاليين في ظل منافسة حقيقية من نابولي بعد سنوات من التحليق المنفرد لليوفي. في النهاية شعر هيغوايين بأنه يُطرد كما طُرد من مدريد رغم كل ما قدمه، ليتأثر نفسيا ويرحل باكيا من جديد، دون أن يستطيع إخفاء حالة الاكتئاب التي وصل لها، قبل أن يترك أوروبا برمتها بحثا عن رحلة أهدأ في أميركا يستعيد فيها سلامه النفسي قبل أي شيء.

 

فورتونا

epa08579973 Gonzalo Higuain kisses the cup during the celebrations for the Juventus' victory of the 9th consecutive Italian championship (scudetto) at Allianz Stadium in Turin, Italy, 01 August 2020. EPA-EFE/ALESSANDRO DI MARCO

في الأساطير القديمة هناك فورتونا؛ "إلهة الحظ" عند الرومان القدامى، تلك التي اتخذوا منها رمزا لعشوائية الحياة، وطبعوا صورتها على العملات، حيث تحمل في يدها اليمنى قرن ماعز باعتباره رمزا لقدرتها على وهب العطايا، وفي اليسرى دفة سفينة، رمز شرير للقدرة على تغيير المصائر فجأة دون مقدمات أو أسباب(12).

 

كان هذا هو التفسير الأولي بالنسبة إليهم لما يسمى بـ"سخرية القدر"، وأنه ليس شرطا أن يفسّر كل شيء منطقيا، ومن الممكن ألا تنصف الدنيا من يستحق، وتنصف بعشوائيتها من لا يستحق. من الممكن أن تضحك لك الدنيا وتمنحك كل شيء، وفجأة تسلبه منك، وكأنك لم تذق نعيما قط.

 

ربما يفسر ذلك مسيرة هيغوايين، حيث إنه زامل راداميل فالكاو في ريفر بليت، ولكن فورتونا ابتسمت له فانتقل إلى ريال مدريد مبكرا، بينما اضطر فالكاو إلى مسيرة أقل بريقا على مستوى الأندية، ولكن فجأة، سلبت منه فورتونا كل شيء، بداية من إصابة الظهر التي كتبت بداية النهاية بالنسبة إليه مع ريال مدريد في 2010، بعد أن كان رجل مورينيو الأول آنذاك، ثم استمرت في سلب أحلامه مع الوقت أمام سخرية الجميع، وأي أحلام تلك التي سُلبت منه كلما توهّج أو اقترب من ملامسة مجدٍ ما!(13)

 

استمرت في سلب أحلامه وهو الهداف التاريخي للدوري الإيطالي في موسم واحد، وأحد أفضل مهاجميه على الإطلاق في القرن الحالي، وصاحب الـ361 هدفا و14 لقبا. ليودع غونزالو كرة القدم برسالة مفادها أن التعليقات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي سامة، وجعلته يعاني بشكل كبير، داعيا الجماهير للتفكير قبل الهجوم على أي شخص، لكي لا تعاني الأجيال القادمة كما عانى هو وسط ضحكات الساخرين التي لا تتوقف رغم قسوتها(14)(15).

 

وهكذا، مر عمر هيغوايين بإنجازات منسية، ونقاط سوداء بارزة، لتظل اللعنات تطارده دون ذنب تارة، وبذنب ارتكبه هو وغيره وحمل تبعاته وحده تارة أخرى، حتى تاهت إنجازاته وإبداعاته بين اللعنات، وتحول أحد أفضل مهاجمي جيله إلى نكتة سخيفة على ألسنة الجماهير، ليودع كرة القدم باكيا، بالطريقة نفسها التي ودع بها كل شيء أحبه، وهو يتمنى لو سارت الحياة بشكل أفضل. والمثير للشفقة أن لقطة واحدة كانت ستقلب كل شيء، لم تكن لتصنع منه بطلا شعبيا لأن أمثاله محكوم عليهم بلعنة الظل، ولكنها على الأقل كانت ستجنبه قدرا كبيرا من المعاناة، أو تمنحه حلما حمله في قلبه كما حمله ميسي، فأشفق الجميع على حلم ليو الضائع، دون أن يدركوا شيئا بسيطا للغاية: أن لغونزالو قلبا كما ليو، حتى وإن لم يمتلك السحر ذاته.

——————————————————————————————

المصادر:

1 – مسيرة غونزالو هيغوايين رقميا 

2 – ملخص نهائي كأس العالم 2014 

3 – ملخص نهائي كأس العالم 1986 

4 – ملخص نهائي يورو 2016 

5 – مواسير باربوسا.. الرجل الذي أبكى البرازيل 

6 – كتاب الحياة على الطريقة البرازيلية – أليكس بيلوس 

7 – "لن يغفر الله لروبرتو باجيو".. قصة أشهر دعاء في تاريخ كأس العالم

8 – انهيار هيغوايين من دفع يوفنتوس له نحو ميلان – الغارديان 

9 – ساري ضد رونالدو.. لأن الجسد لا يرحم – ميدان 

10 – المصدر السابق

11 – يوفنتوس يتعاقد مع ماوريسيو ساري في صيف 2019 

12 – قصة أسطورة فورتونا 

13 – هيغوايين يعترف ببكائه ليلة الرحيل عن ريال مدريد 

14 – أرقام غونزالو هيغوايين القياسية 

15 – رسالة هيغوايين الوداعية لكرة القدم ليلة اعتزاله 

المصدر : الجزيرة