أنهى ميلان 2020 متصدرا للدوري الإيطالي، لم يخسر خلال العام سوى مباراتين؛ واحدة في الدوري الإيطالي وأخرى في اليوروباليغ، بل إن الروسونيري متساوٍ مع بايرن ميونخ بـ 77 نقطة.. فما السر وراء تلك الصحوة؟
اللاعب الذي يؤدي دور لاعبين، والمهاجم الذي لا يزال فعّالا رغم تجاوزه الرابعة والثلاثين، ولاعب المحور الذي يُراوغ كالأجنحة؛ هذه أبرز الإحصائيات من العام المنصرم في البريميرليغ.
في واحدة من مقالاته، يقول روري سميث محرر نيويورك تايمز إنه لا يوجد ما يُعرف بـ"لاعب سيئ"، ولكن هناك "لاعب لم يجد مكانه المناسب بعد". (1)
عبارة متفائلة للغاية، ولكنها كثيرا ما تكون صحيحة، وأوليفييه جيرو هو المثال على صحتها. لسنوات كان جيرو مصب غضب جماهير أرسنال، فبعد فان بيرسي ومن قبله هنري وبيركامب، شعر الكثيرون من مشجعي المدفعجية أن جيرو لا ينتمي لطريقة لعب أرسنال أولا، ولا يملك الجودة الكافية ليقود خط هجومه ثانيا.
مهاجم كلاسيكي من زمن مضى، يستخدم قدراته البدنية وطوله في السيطرة على الكرات الصعبة تحت الضغط، بطيء، نادرا ما يُراوغ، ولا يمنح هجوم أرسنال ما يكفي من السرعة لاستغلال التحوُّلات السريعة، ولكن في تشيلسي عثر جيرو على مكانه المناسب، بديلا.
في 2020 كان جيرو هو اللاعب صاحب أعلى معدل من الأهداف المتوقعة بـ 0.71 هدف/90 دقيقة، وبعد تسجيله 8 أهداف عبر العام، أصبح الفرنسي ثاني أكثر مَن سجّل من بدلاء البريميرليغ في التاريخ، ولا يتفوّق عليه سوى جيرمين ديفو فقط. (2)
خمّن مَن كان صاحب أعلى معدل من التمريرات الحاسمة المتوقعة في البريميرليغ؟ دعنا نساعدك، التمريرات الحاسمة المتوقعة هي إحصائية تقيس جودة الفرص التي صنعها لاعب معين، واحتمالية تسجيل التسديدات الناتجة عنها. (3)
كيفين دي بروينه يتصدّر القائمة طبعا، بنحو نصف هدف مُتوقَّع من تمريراته التي يعقبها تسديدات. المثير للدهشة كان غياب كلٍّ من ألكسندر آرنولد وآندي روبرتسون عن المراكز الأولى، إذ حلّوا في المراكز الـ 23 والـ 24 على الترتيب.
🇧🇪 Kevin De Bruyne – 2019/20 #UCL stats
🙋♂️ Apps – 7
⚽️ Goals – 2
🅰️ Assists – 4
🥅 Shots per 90 – 2.5
🔐 Key Passes per 90 – 4.4
🤤 Dribbles per 90 – 2.2
📈 Rating – 7.66🏆 UEFA Champions League Midfielder of the Year pic.twitter.com/HdzVvBJv7j
— WhoScored.com (@WhoScored) October 1, 2020
تُظهِر القائمة أيضا أهمية تشي آدامز لساوثامبتون على هذا الصعيد، إذ حلَّ الإنجليزي الشاب في المركز الخامس بـ0.25 هدف متوقع من الفرص التي يصنعها لزملائه كل مباراة.
هل تُسبِّب لك المقارنات الدفاعية صداعا مزمنا؟ منذ موسمين مثلا اتضح أن شكودران مصطفي مدافع أرسنال قد راكم عددا أكبر من التدخُّلات الناجحة والاعتراضات مقارنة بفان دايك، واستخدم كارهو الهولندي هذه الأرقام للتقليل من أثره مع ليفربول. (4)
الآن هناك ما يُعرف بـ "Possession Adjustment" أو التعديل وفقا للاستحواذ، بمعنى أن تفوُّق مصطفي على فان دايك لم يكن بسبب كفاءته في الاختبارات الدفاعية، بل ببساطة لأنه كان يتعرَّض لعدد أكبر منها مقارنة بمدافع ليفربول، فنتيجة لاستحواذ الريدز الدائم على الكرة لا يحظى فان دايك بفرص كثيرة لاختبار كفاءته الدفاعية، وعندما يحدث ذلك فغالبا ما تكون تلك الاختبارات بالغة الصعوبة، نظرا للمساحات الشاسعة التي يضطر ليفربول لتركها خلف خط ظهره. (5)
المهم أنه أصبح هناك ما يُعرف بنسبة التدخُّلات الناجحة مقابل كل 1000 لمسة للخصم، وأصبحت التدخُّلات الدفاعية والاعتراضات تُقاس بناء على كمِّ الوقت الذي يقضيه كل لاعب في الحالة الدفاعية، ومن هذا المنظور تتضح قيمة كانتي الخرافية في موسم ليستر التاريخي، إذ كسر الفرنسي استحواذ المنافس بمعدل 9.9 مرة لكل 1000 لمسة، ولتُدرك مدى صعوبة هذا الرقم سنخبرك بمعلومتين:
كل هذا لا ينفي معاناة كانتي في المباريات الكبيرة مع لامبارد منذ الموسم الماضي، تحديدا منذ قرَّر نجم تشيلسي السابق الاعتماد على 4-3-3؛ فكما أشار مايكل كوكس محلل "The Athletic"، كان كانتي نقطة ضعف في مواجهات الستة الكبار، على عكس المُعتاد والمُتوقَّع، فقط تذكّر خطأه أمام مارتينيلّي في هزيمة أرسنال الموسم المنصرم، وخطأ مشابها أمام ستيرلينغ في الهزيمة أمام سيتي هذا الموسم، ثم ارتكابه لمخالفة سجّلها جاكا من على حدود منطقة تشيلسي في هزيمة الموسم الحالي، وفقدانه للكرة في عدد من المواقف تسبَّبت في فرص خطيرة وأحيانا أهداف. (6)
N'Golo Kante made his Chelsea debut last night against AC Milan. Decent enough stats from him: #CFC pic.twitter.com/a0KlI0aXoj
— Paddy Power (@paddypower) August 4, 2016
من الإحصائية الماضية نفسها، قام الخبراء بتحريف عدة إحصائيات إضافية، واحدة منها تُعرف باسم "True Tackles"، وهي مَعنيّة بقياس حجم الجهد الدفاعي الذي يبذله اللاعب مقابل كل 1000 لمسة للكرة من الخصم، بغض النظر عن نجاحه. (2)
الـ "True Tackles" هي مجموع محاولات اللاعب لقطع الكرة، الناجح منها والفاشل، بالإضافة إلى المخالفات التي ارتكبها أثناء تلك المحاولات، وفي هذه القائمة يتصدّر إيميليانو بوينديا لاعب وسط نورويتش بـ 13.5 "True Tackle"، ما يُثبت خطأ الانطباع الشائع عن الأرجنتيني بكونه لاعبا كسولا لا يؤدي ما يكفي من المهام الدفاعية، وهو انطباع نابع بالأساس من مهارته اللافتة بالكرة، التي تليق بصانع ألعاب، وهو ما يُفعِّل الانحيازات السابقة المبنية على الأمثلة الشبيهة لدى الجماهير، إذ نادرا ما اجتمعت الصفتان في لاعب واحد؛ المهارة الفنية والجهد الدفاعي الضخم.
بالمناسبة هذا هو السبب في كون تياغو ألكانتارا لم يحصل أبدا على ما يستحقه من التقدير، لأن مهارته الفنية العالية دائما ما أوحت للمتابعين بأنه لا يُجيد المهام الدفاعية، بينما في الحقيقة، تياغو ليس مدمر هجمات قويا وحسب، بل هو من الأفضل في العالم بلا أدنى مبالغة.
الإحصائية التالية تقيس جودة التسديدات التي تعرَّض لها كل حارس واحتمالية تَحوُّلها إلى أهداف، ثم تقيس ما استطاع الحارس إيقافه منها بوصفها مؤشرا على كفاءته. (2)
الترتيب:
الاستنتاج:
في المراوغات، لا يعلو أحد على آداما تراوري جناح وولفز، إذ يحاول الإسباني مراوغة خصومه أكثر من 9 مرات في كل مباراة تقريبا، ويليه في الترتيب آلان سان ماكسيمان جناح نيوكاسل بفارق كبير، ثم كريستيان بوليسيك في المركز الثالث بالفارق نفسه تقريبا. (2)
Aitor Karanka turns to video technology to help @Boro youngster Adama Traore improve his output: https://t.co/2ZcW8vh9yF pic.twitter.com/LJYtD6Zo1v
— Premier League (@premierleague) February 23, 2017
على الرغم من ذلك، تراجعت مساهمات تراوري بشدة خلال الموسم الحالي، ليؤكد خريج لاماسيا الانطباع الأول الذي استقر عنه منذ بدايته مع ميدلزبره، بوصفه لاعبا يفقد تركيزه بسهولة، ولا يفكر في خطوته القادمة، ويعتمد كل الاعتماد على سرعته وقدراته البدنية، أي الانطباع الذي أكّده كارانكا مدربه في ميدلزبره عندما قال إنه كان يضطر لتغيير مكانه بين الشوطين في كل مباراة، ليظل تراوري قريبا من المنطقة الفنية التي يقف بها كارانكا، حتى يتمكّن المدرب الإسباني من توجيهه طيلة اللقاء، وتحذيره من الأخطاء، وإخباره بما ينبغي فعله طوال الوقت. (7)
المدهش في هذه الإحصائية هو حلول أندريه فرانك أنغيسا لاعب محور فولام في موقع مُتقدِّم للغاية، ثامن أكثر المراوغين بـ 5.22 محاولة في المباراة الواحدة، ليصبح لاعب الوسط الوحيد في القائمة، متفوقا على أجنحة مثل ساديو مانيه، وموسى دجينيبو، وثنائي وولفز بيدرو نيتو ودانييل بودنس.
————————————————————————–