ميسي ورونالدو وسواريز وبوغبا..ماذا ينتظرنا بدور الـ16 بكأس العالم؟

midan - football

"بالنسبة لنا، كأس العالم قد بدأ الآن" – ماركوس روخو مدافع الأرجنتين عقب تأهل بلاده بهدفه في الدقيقة 86. (1) مر أسبوعان منذ انطلاق المونديال، نصف الوقت تقريبًا قد مر وبدأت ملامح الدور ربع النهائي في التشكل، وعلى عكس التوقعات الأولية، والتي جعلت الكثيرين يتشككون في وجود تلاعب بالقرعة لضمان مواجهات أكثر سخونة في الأدوار المتقدمة، فإن الواقع قد عبث بها مخرجًا لسانه للجميع، ليُقدم لنا عددًا لا بأس به من المفاجآت وصدامات الديناصورات في الدور التالي، بعضها تقرر بالفعل، وبعضها صار شبه حتمي مثل مواجهة الانتقام المتوقعة بين ألمانيا والبرازيل.

      

الأوروغواي x البرتغال

 بالطبع هي مواجهة سواريز ورونالدو، جمهور كرة القدم لا يتوقف أبدًا عن اختصار كل شيء في شخص واحد، حتى لو كان نفس الملعب سيضم برناردو سيلفا وبيبي وغودين وكافاني.

تأهل مثير لأقصى درجات الجدل لكل من أسبانيا والبرتغال، تضمن ركنية لم تلعب من الجهة الصحيحة لأسبانيا أتى منها هدف التعادل الذي حرم المغاربة من الفوز، وهروب بيكيه من الطرد بعد تدخل متهور بكلتا قدميه، وهروب رونالدو من نفس المصير بعد الاعتداء على أحد لاعبي إيران بالمرفق في نفس المباراة التي احتسب فيها الحكم ركلة جزاء مستحيلة على سيدريك سواريز لم يحتسب شاكير مثيلتها بالضبط على روخو في مباراة الأرجنتين ونيجيريا. (2)

إعلان

      

   

كل المعطيات الحالية تقول أن مواجهة السيليستي ضد برازيل أوروبا ستكون مملة وحذرة لأقصى درجة، كل شيء وارد بالطبع ومن الممكن أن تتحول لأكثر مباريات المونديال إثارة، ولكن ما قدمه المنتخبان حتى اللحظة يعد بالتحفظ واللعب على أخطاء كل منهما.

  

أوروغواي تاباريز سيئة جدًا أثناء الاستحواذ وصناعة اللعب، وكذلك برتغال سانتوس، والأهم أن الهدف الأول في هذه المباراة سيكون الأهم. نعلم أن هذه عبارة مكررة ومملة ولكن لابد من التأكيد عليها لأن كل من الفريقين يلجأ لتكوين ألعن باص ممكن بعد تقدمه، وما سيضاعف من أهميته هو أن الخصم – أيًا كان – لن ينجح في اختراقه غالبًا، أولًا لأنه لا يملك الأدوات، وثانيًا لأنه يبني خطته كاملة على عدم تلقي هدف. الفارق الوحيد قد يكون سرعة المرتدات في البرتغال عن نظيرتها في الأوروغواي، وهو ما قد يسمح لرفاق رونالدو بمضاعفة النتيجة إن أحرزوا هدف السبق المقدس، عدا ذلك سيكون التركيز على الكرات الثابتة في أقصى حالاته.

إحصائية مفتاحية؛ جميع أهداف الأوروغواي في كأس العالم (4 أهداف) نتجت عن كرات ثابتة، إما باستغلالها مباشرة أو بالتسجيل عن طريق الكرة الثانية.

    

إسبانيا x روسيا

لا مفاجآت هنا، روسيا تحتاج لمعجزة حقيقية حتى تعبر إسبانيا، حتى مع دفاعها المترهل وأزمة الارتداد السريع التي يعاني منها خط وسط اللاروخا. هييرو قام بتجربة كل اللاعبين تقريبًا بجانب بوسكيتس إلا الوحيد المهيأ بدنيًا لخوض الصراعات والالتحامات والثنائيات الهوائية؛ ساؤول الذي أدى هذا الدور كثيرًا رفقة الأتليتي في الموسم المنصرم.

        

    

كل هذا لا يفترض أن يمثل مشكلة كبيرة للاروخا أمام روسيا التي لا تمتلك هجوم سريع باستثناء أجنحتها غولوفين وتشيريشيف وستكون مهمتهما صعبة أمام أظهرة بجودة وسرعة ألبا وكارباخال. المشكلة ستبدأ عندما يلجأ الروس للمتوقع هربًا من ضغط الإسبان العالي والعكسي، أي إرسال الكرات الطولية التي يتفوقون فيها بوضوح، وهو ما يجعل أي كرة ثابتة بخطورة ركلة الجزاء على دفاع الروخا كون الإسبان لا يمتلكون سوى بيكيه وراموس وكوستا وبوسكيتس فوق الـ180 سم، بينما الأسهل في روسيا أن نخبرك عمن لا يزيد طوله عن 180 سم.

إعلان

    

إحصائية مفتاحية؛ روسيا هي سادس أطول منتخب في كأس العالم (184.3 سم)، الإسبان هم خامس أقصر منتخب في كأس العالم (179.5 سم). (3)

     

كرواتيا x الدنمارك

فرق هاريدي هو أحد أكبر خيبات الأمل في البطولة، فبعد أداء تصاعدي في التصفيات أشعر الجميع أن الدنمارك على وشك تحقيق مفاجأة في المونديال، بدأت العروض الهزيلة أمام بيرو وأستراليا واختتمها الفايكينغ بمباراة غاية في السلبية أمام الفرنسيين، متأثرًا بالمستوى المتوسط لنجمه الأول كريستيان إيريكسين، مع عروض أقل من المتوقع بكثير لكل من بيوني سيستو ونيكولاي يورغنسن.

      

يمكنك أن تقول العكس عن منتخب داليتش، الذي مر بالعديد من مراحل الصعود والهبوط أثناء التصفيات ولكنه وجد نفسه أخيرًا. الآن هو أحد أقوى منتخبات البطولة على مستوى التنظيم والشخصية، والوحيد الذي حصل على العلامة الكاملة من مبارياته الثلاث حتى الآن رفقة الأوروغواي، بالإضافة لأنه يحمل الطابع القتالي المميز لمنتخبات شرق أوروبا، مدعومًا بدفعة معنوية هائلة بعد سحق الأرجنتين بثلاثية نظيفة.

    

    

إحصائية مفتاحية؛ بعد تحديد 4 مباريات من الدور ربع النهائي، الدنمارك هي أقل المنتخبات المتأهلة لهذا الدور تسجيلًا للأهداف (هدفين)، وحتى بعد اكتمال نصاب الدور بالثمان منتخبات الباقية ستظل كذلك، كرواتيا هي أكثر المنتخبات الأربعة التي تأهلت بالفعل تهديفًا (7 أهداف) – هوسكورد (4)

   

فرنسا x الأرجنتين

الآن بدأ كأس العالم فعلًا. القصة بسيطة للغاية، منتخبان تاريخيان أحدهما يمتلك أفضل قائمة في البطولة على الإطلاق والآخر يمتلك أقل قائمة له منذ عقود، وعلى الخط هناك مدربان لا نعلم كيف وصلا إلى هذا المكان.

    

يُقال إن وظيفة المدرب هي تحويل الفريق إلى ما هو أكثر من مجموع أجزائه، والحقيقة الوحيدة المؤكدة بشأن الأرجنتين وفرنسا أن هذا هو بالضبط ما نجح فيه ديشان وسامباولي وبامتياز لكن بطرق مختلفة، الأرجنتين تمتلك شبه شخصية ولكن تمحيها اختيارات الرجل العجيبة في كل مباراة، أما فرنسا فلاشيء على الإطلاق، مجرد فرديات متناثرة هنا وهناك ولكنها فرديات مرعبة قادرة بمفردها على إنهاء الأمور، خاصة مع دفاع الألبي سيليستي الكارثي وعادته التي اكتسبها مؤخرًا بمنح الكرة للخصوم في أخطر مناطق الملعب.

إعلان

        

  

هناك عدة أسباب تدعو للتفاؤل بشأن الأرجنتين؛ أولها بالطبع الدفعة المعنوية من الفوز على نيجيريا في الدقائق الأخيرة، وكأنها فتحت صفحة جديدة تسمح بنسيان دور المجموعات بكل مآسيه، من أول إهدار ميسي لركلة الجزاء أمام أيسلندا وحتى مستواه أمام كرواتيا الذي لم يختلف عن باقي زملائه، بالإضافة إلى أداء بانيغا الرائع الذي رفع كثيرًا من الضغوط من على كتفي البولغا، ونهاية بتسجيل روخو لهدف الفوز من عرضية ميركادو، الثنائي الذي نادرًا ما أجاد مع المنتخب في المناسبات السابقة، رغم قتاليته وإصراره.

   

ما الذي يدعو للتشاؤم؟ أن ماتشيرانو وإنزو بيريز وميزا سيواجهون بوغبا وكانتي وماتويدي، وأن أرماني سيلعب مباراته الدولية الثانية فقط أمام هجوم فرنسا المدجج، وأن ميركادو وتاليافيكو سيواجهون غريزمان ومبابي، وهو نفس ما يدعو ديشان للتفاؤل بطبيعة الحال، أن الفرديات ستنقذه كما فعلت مرارًا ولن يضطر لوضع خطة فعلية للمباراة، حتى ميسي لن يحتاج لتغيير أي شيء من أجله لأنه بالفعل يشرك ظهيرًا دفاعيًا يعرف ميسي جيدًا على الجهة اليمنى هو لوكاس هيرنانديز.

    

إحصائية مفتاحية؛ بعد ألمانيا وإسبانيا والبرازيل، الأرجنتين وفرنسا هم أكثر منتخبات البطولة التي لعبت في الثلث الدفاعي لخصومهم (32% و31%)، والأرجنتين هي أكثر منتخب حاول الهجوم من العمق (29% من هجماته) مع أيسلندا (31% من هجماتهم) وهي ثاني أقل منتخب تمكن من التسديد من منطقة الست ياردات (2% من تسديداته) – هوسكورد (4)

المصدر : الجزيرة

إعلان