شعار قسم ميدان

أليكس فيرغسون.. مواقف لا تعرفها عن أسطورة اليونايتد

ميدان - سير أليكس فيرغسون
واحد من أعظم مدربي كرة القدم دون أدنى شك، اسم يحمل 13 بطولة دوري من أصل 20 في تاريخ ناديه، ولقبي دوري أبطال من أصل 3، صانع مانشستر يونايتد الحديث على مدار أكثر من ربع قرن، والذي يذهب البعض لتلقيبه بالمدرب الأفضل في التاريخ، إنه عميد مدربي الدوري الإنجليزي، سير أليكس فيرغسون.

شخصية طاغية تنال احترام الغالبية العظمى من المتابعين والمحللين، أسطورة في مدينة مانشستر لن تُمحى أبد الدهر، قدرة استثنائية على البقاء في مكان واحد لكل تلك السنوات والاستمرار في المنافسة على أعلى المستويات فيما سبق طغيان المادة الحالي على كل جوانب اللعبة، وبالتأكيد فإن تلك الحقبة الطويلة تحوي الكثير من الحكايات، سواء على لسانه أو بأقلام الغير، نستعرض بعض من أبرز ما أثير في كتب السيرة الذاتية عن صاحب اللقب الملكي والذي حصل عليه مكافأة له على الثلاثية الشهيرة عام 1999.

حذاء بيكهام.. وما لا يفهمه فيرغسون

ربما لا نعرف الكثير ممن بمقدورهم قذف حذاء على رأس ديفيد بيكهام والنجاة بذلك إعلامياً على الأقل، إلا أننا نعرف واحد فعلها، ولا يزال النجم الإنجليزي يعتز بمن قام بذلك كوالد له إلى يومنا هذا، وهو أمر لا يتوقف عن تأكيده في كل مناسبة ممكنة. ترجع القصة إلى السادس عشر من فبراير عام 2003، وتحديداً أثناء مواجهة آرسنال في الدور الخامس لكأس الاتحاد الإنجليزي والتي خسرها يونايتد بهدفين دون رد(1).

استشاط المدرب الاسكتلندي غضباً في غرفة الملابس، ونال بيكهام نصيبه من الأمر بعد تسببه في هدف الغانرز الثاني، إثر فشله في رقابة سيلفان ويلتورد، وهو ما لم يتقبله اللاعب ليفاجأ بالحذاء أعلى حاجبه! يروي السير عن الواقعة في كتابه:"قلت له اجلس! لقد خذلت فريقك، يمكنك أن تجادلني كما شئت. في اليوم التالي وصلت القصة إلى الصحافة التي أبرزت الضرر الناجم عن الحذاء. لقد كانت تلك الأيام التي أخبرت فيها الإدارة أن يتركوا ديفيد يرحل"(2). بالفعل لم يطُل الأمر ورحل ديفيد في صيف 2003 إلى ريال مدريد، وبتذكيره بتلك الواقعة قال ضاحكاً:"لقد كان حادثاً جنونياً. ربما لن يستطع فعلها مجدداً لأني رأيتها بالفعل في التدريبات، حتى وإن كان يقول أنه واحد من أفضل المهاجمين في تاريخ اللعبة"(3).

بيكهام بعد ارتطام الحذاء بوجهه (مواقع التواصل)
بيكهام بعد ارتطام الحذاء بوجهه (مواقع التواصل)

ورغم حاجة هذا الجرح للتقطيب، بيكهام لا يذكر السير إلا بالخير، حيث قال في الحوار ذاته عن مواجهته لأوقات عصيبة بعد طرده في كأس العالم 1998:"أول من اتصل بي كان سير أليكس فيرغسون، لقد قال ‘بُنَي، عد إلى مانشستر، ستكون بخير’ . لقد منحني القوة لاجتياز أصعب وقت في حياتي ومسيرتي"(3).

على الناحية الأخرى وفي الكتاب ذاته، ربما لا يسهل إيجاد شيء لا يفهمه رجل بتاريخ الاسكتلندي الطويل مع اللعبة، ولكنه تطوع بإماطة اللثام عنه في كلمتين: وست هام! قائلاً:"أتمنى قبل أن أموت، أن يشرح لي أحد طريقة وست هام. ما هي؟ آخر لقب نالوه هو كأس الإتحاد الإنجليزي عام 1980. لم أواجه أبداً فريقاً لوست هام يلعب كرة قدم أخشاها. دائماً ما نجوا أو كانوا محظوظين للغاية أمامنا"(4).

"لقد أوقعت به"!

وإلى كتاب آخر، في قلب معقل العدو التاريخي ليفربول وتحديداً قائده السابق ستيفن جيرارد، يروي أسطورة الريدز عما حدث يوم التاسع من يناير عام 2009، حين كان الفريق على قمة البريميرليغ ويستعد لإنهاء أعوام الانتظار الطويلة لنيل اللقب، بينما يقف يونايتد وراءهم بلقب وحيد، فجأة خرج رافا بينيتيز مدرب ليفربول بورقة لسرد "عدة حقائق" في معرض هجومه على مانشستر يونايتد وسير أليكس تحديداً، مكرراً عبارة "هذه حقيقة، هذه حقيقة" عند كل شيء ذكره تقريباً. كان مؤتمراً مشهوداً لدرجة أن صحيفة غارديان نشرت نصه الكامل!(5)

قال الرجل عبارات مثل "لا ضغوط علينا، نحن على الصدارة، مانشستر يونايتد متوتر بسبب ذلك" وتحدث عن وجوب معاقبة فيرغسون لتصرفاته ضد التحكيم. باختصار، خاض الرجل معركة كلامية وألعاباً نفسية لم يكن مؤهلاً لها في مواجهة سيدها الحقيقي -دون مبالغة- في إنجلترا، ليصدِّر الضغط دون أدنى داعٍ إلى فريقه.

يروي جيرارد عن ذلك:"رافا كرر كلمة حقيقة، حقيقة، حقيقة، لم أستطع تصديق ما كنت أسمعه، كنت أمسك بالأريكة وأحفر أصابعي بذراعها، لقد شعرت بالإحراج لأجله. حين قابلت لاعبي مانشستر يونايتد في منتخب إنجلترا أخبروني جميعاً أن فيرغسون كان يضحك فقط على رافا، قائلاً: لقد أوقعت به، لقد أوقعت به"(6).

البقية للتاريخ، فاز ليفربول بمباراتين فقط من أصل 7 بعد هذا المؤتمر، بينما فاز بهم يونايتد جميعاً وانتزع القمة رغم هزيمته المذلة لاحقاً على يد الغريم 4-1، والتي لم يصمت رافا بعدها ليقول أن "فيرغسون مذعور من فريقه"!(7) نجح يونايتد في حسم المسابقة قبل نهايتها بأسبوع معادلاً رقم الريدز التاريخي بـ18 لقباً، ليهتف أنصاره:"18 مرة، وهذه حقيقة"!

الوفاق الوحيد.. "إنه توتنهام"

تاريخ طويل من العمل معاً والعداء الذي لم يُنس بعد، فإلى جانب التاريخ العنيف للنجم الأيرلندي روي كين، يُذكر الرجل بأنه واحد من هؤلاء القلائل الذين تحدوا النفوذ الجماهيري والإعلامي للسير علناً. يتطلب الأمر هنا واحداً من أكثر الرياضيين صراحةً وجنوناً في آن واحد، إلا أنه على الرغم من هذا العداء، طغت الصراحة على كين ليمنح الرجل الإشادة التي رآه يستحقها. في سيرته الذاتية "الشوط الثاني" ألقى كين الضوء للمرة الأولى على جوانب التشابه بينه وبين الرجل الذي عمل معه لأكثر من عقد من الزمان، كاشفاً عن واحد من أقصر وأغرب الأحاديث المحفزة على هامش مباراة.

أثار كتاب السيرة الذاتية للسير فيرغسون ضجة كبيرة لدى طرحه، ونجحت صحيفة "ميرور" في اصطياد 10 أخطاء في الكتاب، وتنوعت بين نسيانه لبعض التواريخ أو الظروف أو حتى اتجاه قفز حارسه

يقول كين:"12 عاماً ونصف عملت بهم تحت قيادة مدرب واحد. لا أريد أن يعتقد الناس أني لاذع وملتوٍ تجاه أليكس فيرغسون، ولكني بوضوح سأقول أني محبط بشأن تعليقاته وما قاله عني. أنا لم أقلل مما أنجزه ولو لدقيقة واحدة، فهو أمر مذهل بالتأكيد. لقد لعبت مع مدربين جيدين وسيئين، والمدربين الكبار لديهم شعور ناحية المجموعة، يعلمون جيداً ما يحتاجه اللاعب، وأياً كانت نقاط قوة وضعف أليكس فيرغسون، هذه النقطة تحديداً كانت أكبر قواه."

وأوضح:"أنا وأليكس فيرغسون نملك نفس السمات حيال ما يتمحور حوله مانشستر يونايتد. أعتقد أنه قد خلق المشاكل التي قادت للنهاية بيننا، نحن كنا نعلم تقريباً أننا على وشك بلوغها." قبل أن يذكر ما حدث في إحدى المباريات على ملعب أولد ترافورد:"كنت أعتقد أني أعلم ما تحتاجه المجموعة في هذا الوقت، لم نكن بحاجة لحديث مطول للفريق. كان هذا توتنهام على ملعبنا، وكنت أفكر: أرجوك لا تتحدث عن توتنهام، نحن نعرف ما يتمحور حوله جيداً، إنهم لطفاء ومنظمين ولكننا سنتعامل معهم. دخل -فيرغسون- وقال:يا رجال، إنه توتنهام! وكان هذا كل شيئ.. عبقري!"

"يمكن لهذا لتلك المباراة أن تكون نصف نهائي أوروبي، يمكن أن تكون ليدز يونايتد خارج الديار، يمكن أن تكون مباراة في الكأس على ملعبنا، أليكس فيرغسون كان دائماً ما يشعر بمجموعته".. كان هذا هو الرجل في أعين أحد ألد أعدائه(8).

الخطايا العشر
كتاب السيرة الذاتية للسير فيرغسون (رويترز)
كتاب السيرة الذاتية للسير فيرغسون (رويترز)

أثار كتاب السيرة الذاتية للسير فيرغسون ضجة كبيرة لدى طرحه، وبالطبع تفحصه هؤلاء الذين لا يقرأون الأشياء الهامة مجرد قراءة عابرة، وتماماً كما برع المدرب التاريخي في اصطياد خطأ بينيتيز، نجحت صحيفة "ميرور" في اصطياد 10 أخطاء في الكتاب، وتنوعت بين نسيانه لبعض التواريخ أو الظروف أو حتى اتجاه قفز حارسه!(9)

ضمت تلك القائمة خطأين عن الهولندي ياب ستام مدافع الفريق السابق، حيث قال مرة أنه انتقل إلى روما بينما ذهب في الحقيقة إلى لاتسيو، وفي الأخرى قال أنه قد عاد للعب ضده في نصف نهائي دوري أبطال 2007، بينما حدث هذا في دور الـ16 عام 2005. أما عن أخطاء التاريخ ذاته فقد ذكر أن روي كين لعب لمانشستر 11 عاماً بينما هم 12 ونصف كما أوضح الرجل نفسه أعلاه، كما ذكر أن مانشستر يونايتد تم طرح أسهمه للتداول في البورصة عام 1990، بينما حدث هذا في العام التالي.

أخطاء الظروف المحيطة بالتوقيت كانت أكثر إثارة، حيث قال أن الثنائي الأرجنتيني غابرييل هاينزه وخوان سيباستيان فيرون قد تشاجرا معاً في مباراة أمام بورتسموث، والمشكلة أنهما لم يتشاركا غرفة ملابس يونايتد قط فقد رحل فيرون عام 2003 بينما انضم هاينزه عام 2004! أما في عام 1997 أمام تشيلسي فقد تذكر السير عبارة قالها برايان روبسون، الذي ترك مانشستر متجهاً إلى ميدلسبره قبل المباراة بفارق بسيط، 3 أعوام فقط.

ما تبقى أمور أكثر بساطة، فأن يتذكر اضطرار دينيس إيروين للعب على خط المنتصف أمام جون فاشانو لاعب ويمبلدون بينما لم يكن الأخير في الملعب من الأساس، أو أن يتذكر رؤية جون أوشيه بين لاعبي سندرلاند في يوم إطلاق اسمه على مدرج بأولد ترافورد بينما لم يكن اللاعب في قائمة المباراة، أو أن ينسب المباراة التي شهدت خطأ ديفيد دي خيا أمام ليفربول في موسم 2011-2011 للدوري بينما هي أقيمت في الكأس، هي مجرد أشياء عابرة في ذاكرة مليئة بأحداث حياة مطولة جاوزت السبعين عاماً.

المقعد الأخير في تلك القائمة كان من نصيب نهائي دوري أبطال 2008 وتحديداً ركلات الترجيح أمام تشيلسي، والتي كتب عنها السير:"إدوين (فان دير سار) استمر في القفز على يمينه، باستثناء ركلة جزاء سالومون كالو التي قفز فيها على اليسار." في الحقيقة قفز الحارس الهولندي على اليسار في ركلات مايكل بالاك وفرانك لامبارد وآشلي كول تباعاً (الأولى والثالثة والرابعة على الترتيب)، بينما ذهب يميناً مع الركلة الثانية لبيليتي والخامسة لتيري (التي شهدت تعثره الشهير) قبل ركلة كالو التي قفز خلالها إلى اليمين أيضاً.