شعار قسم ميدان

من هو أفضل لاعب عربي في أوروبا لعام 2017؟

midan - best player arab
لا شك أنك ستجد صعوبة كبيرة في تذكر آخر مرة حظي فيها العرب بهذا الكم من المحترفين الناشطين في دوريات أوروبا، على الأغلب لأن الأمر اقتصر -فيما سبق- على طفرات استثنائية كـ"نور الدين نايبت" و"رابح مادجر" وغيرهما، ولأن الاستثناءات تثبت القاعدة دائمًا، كان تواجد هؤلاء دليلًا على فشل الباقين في الاحتراف بقدر ما كان إثباتًا لنجاحهم الشخصي فيه.

 

المهم أننا نعيش الآن حقبة ذهبية حقيقية، وبعدما كان بإمكانك حصر المحترفين العرب على أصابع اليد الواحدة، أصبح تحديد أفضلهم بمثابة تحدٍّ جديد يواجهنا كل موسم، والفضل في ذلك يعود بالأساس لثلاثي المغرب العربي –تونس والجزائر والمغرب- الذي أصبح يحمل على عاتقه عبء تمثيل العرب في القارة العجوز، بالإضافة لمجموعة من الصدف والظروف التي أنقذت آخرين من براثن الحرب أو رؤساء الأندية الجشعين محدودي الأفق، والنتيجة أن أعدادهم في تزايد مطّرد في السنوات الأخيرة، وجودتهم كذلك.

 

فوزي غلام

من ضمن كل لاعبي العالم بما فيهم غير العرب، كان "غلام" محظوظًا بتحقيق حلمي طفولته باللعب لسانت إتيان في فرنسا ونابولي في إيطاليا؛ لأن الجزائري الرائع نشأ في عائلة مغرمة بمارادونا، وبطريقة ما لم يكن يملك خيارًا في حب الساحر الأرجنتيني، على حد تعبيره1.

 

بالطبع لا نعلم ما إذا كانت عائلة "غلام" قد أغرمت بأي من لاعبي أرسنال أو تشيلسي أو مانشستر سيتي من قبل؛ ولكن ربما يكون "غلام" نفسه هو لاعبهم المفضل في أي من هذه الأندية قريبًا؛ لأن الثلاثي الإنجليزي يضعه على قائمة اهتماماته في الصيف المقبل بعد فترة من المتابعة المترددة عبر المواسم الماضية، حسمها لاعب نابولي بتقديم أفضل مواسمه على الإطلاق منذ بداية مسيرته وصناعته لعشرة أهداف لفريقه هذا العام2، خاصة إذا علمت أن ثنائي الميرينجي "كارفخال"3 و"مارسيلو"4 صنعا 11 و12 على الترتيب في الموسم الحالي.

 

فالأول يبحث عن بديل لـ"مونريال" المتقدم في السن، خاصة في ظل تواضع البديل الحالي "كيران جيبز"، والثاني يبحث عن الأمر ذاته للرائع "ماركوس ألونسو"، والذي يعد الوحيد القادر على تأدية دور الظهير الأيسر في (3-4-3) للبلوز، والأخير دخل بالفعل في عملية تجديد واسعة بنهاية الموسم في ظل تقدم أعمار أغلب لاعبيه وانتهاء عقود البعض الآخر، وعلى رأسهم بالطبع كل من "كولاروف" و"كليشي".

 

  غلام مع نابولي موسم 2016-2017

 

محمود داوود

لاعبو الوسط المتنوعين صاروا ظاهرة العصر الحالي، و"داوود" هو واحد من أفضلهم على مستوى العالم في عمره بلا شك، لذا لم يكن من الغريب أن ينتقل السوري الألماني إلى بوروسيا دورتموند رسميًا بداية من الموسم المقبل، الوجهة الأولى للشباب الراغبين في التطور واكتساب الخبرات الآن، ولكن المثير أن "داوود" رفض عروضًا من أندية بحجم ليفربول5 ومانشستر سيتي6 في طريقه لأسود الفيستيفاليا، بالإضافة لاهتمام لم يكتمل من برشلونة7 بسبب سرعة قرار السوري الشاب الذي صنع 7 أهداف وسجل 3 غيرها من موقعه كمتوسط ميدان في فريقه الحالي جلادباخ8.

 

"داوود" لعب بالفعل لمنتخبات ألمانيا للشباب تحت 21 عاما؛ ولكن ما زال بإمكانه الاختيار بين المنتخبات الأولى لسوريا أو ألمانيا. وأيًا كان اختياره فمن المرجح أن يصبح أحد أهم لاعبي العالم في مركزه قريبًا.

 

  محمود داوود مع جلادباخ موسم 2016-2017

 

رياض بودبوز

جاءت بداية "بودبوز" سريعة مع سوشو الفرنسي بعد أن التقطه كشافو النادي أثناء لعبه لنادي كولمار في الثانية عشرة من عمره، وبعدها بعشرة أعوام تقريبًا كان يصنع 7 أهداف ويسجل 5 غيرها كصانع اللعب الأساسي للفريق9، ليلفت نظر كل من توتنهام وليفربول ثم ينتقل لباستيا ويبدأ مرحلة جديدة من التطور شهدت صناعته لاثني عشر هدفًا في موسمه الأخير، والذي منحه فرصة جديدة مع مونبلييه اقتنصها الجزائري ببراعة ليشارك في 21 هدفًا لفريقه هذا الموسم ما بين التسجيل والصناعة10، أحدها كان من ركلة حرة رائعة أمام مارسيليا، وآخر من تسديدة بعيدة أمام باريس، بالإضافة لثنائية في موناكو متصدر الدوري الفرنسي الحالي.

 

وبعد أن أتم عامه السابع والعشرين وبلغ مرحلة مثالية من النضوج، يقف "بودبوز" على بعد خطوة واحدة من البريميرليغ11، وقد تتحقق في الصيف المقبل.

 

  بودبوز مع مونبلييه موسم 2016-2017

 

حكيم زياش

لسبب لا يعلمه إلا الله ثم "هيرفي رونار" مدرب أسود الأطلسي، تم استبعاد "زياش" من بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة رغم تفضيله لمنتخب والديه، ورغم تألقه الملفت مع تفينتي الهولندي والذي انتقل منه لأياكس في آخر يوم من نافذة الانتقالات الماضية مقابل 8.5 مليون يورو.

 

الأمر يمكن تلخيصه في كون المغاربي أفضل صانع لعب في أوروبا هذا الموسم بلا منازع بعد تمريره لعشرين هدفًا لزملائه أضاف لهم 12 هدفًا حملت توقيعه الشخصي، بقدم يسرى فتاكة يمكنها التسجيل من أنصاف الفرص أو صناعتها للمهاجمين، والحصيلة من آخر موسمين مذهلة فعلًا؛ لأن الاحصائيات12 تقول إن "زياش" سجل 29 هدفًا وصنع 32 فيما يقارب 6800 دقيقة لعب؛ أي أنه يشارك في هدف لفريقه كل 110 دقائق تقريبًا، والمرعب أنه لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره بعد.

 

"زياش" حظي بمتابعة عن قرب من كشافي برشلونة إبان لعبه لتفينتي13، والآن يوشك الصراع على البدء بين ناديي الميرسيسايد لضمه14، ورغم هذا كله يقف "رونار" حائلًا بينه وبين اللعب لمنتخب بلاده، بعد تصريحه بأنه لن يفعل طالما ظل الفرنسي المخضرم مدربًا.

 

فقط عدد قليل من المحترفين العرب يمكننا القول عنهم بأنه بإمكانهم اللعب لعمالقة القارة، وبالتأكيد "زياش" واحد منهم، خاصة لتنوعه الشديد وقدرته على اللعب في أكثر من مركز ما بين الوسط والأطراف، الأكيد أنه لن يبقى في هولندا بعد موسم خرافي قاد فيه أياكس إلى نهائي اليوروبا ليغ رفقة مجموعة من الموهوبين مثل "كاسبر دولبرغ" و"برتراند تراوري".

 

  زياش مع أياكس موسم 2016-2017

 

عقب بداية هي الأسوأ لأي حامل للقب البريميرليغ، تعافى "محرز" ورفاقه على يد المدرب "كريغ شكسبير" وقفز الفريق قفزات واسعة للابتعاد عن مراكز الهبوط، بالإضافة لمسيرة رائعة في دوري الأبطال كان للجزائري الفتاك نصيب الأسد منها بصناعته لهدفين وتسجيله لأربعة أخرى؛ لتصل حصيلته الإجمالية مع ليستر إلى المشاركة في 17 هدفًا هذا الموسم16، وفي أي ظرف آخر كان ليعتبر موسمًا تاريخيًا لأي محترف عربي خاصة في مسابقة بصعوبة البريميرليغ؛ ولكن المقارنة لم تكن عادلة مع إنجاز الموسم الماضي التاريخي، لا لليستر كفريق ولا لمحرز كنجمه الأول.

 

لذا ربما يظل "محرز" أفضل محترف عربي على القائمة، فمنذ بداية الموسم الماضي كان أكثر لاعبي البريميرليغ صناعة للفرص "المحققة للتسجيل" (29) ولا يتجاوزه سوى الألماني "مسعود أوزيل" (32)، وربما يعد الجزائري هو الوحيد في القائمة الذي يمكنك تخيله في قميص مانشستر يونايتد أو تشيلسي أو برشلونة دون أن تُتهم بالمبالغة، خاصة أن الأخير جدد  اهتمامه به مرة أخرى طبقًا لجون بيرسي من التليغراف16، ومن المحتمل أن تتجاوز الصفقة حاجز الأربعين مليون باوند؛ ليصبح "محرز" أغلى لاعب عربي في التاريخ إن قرر خوض تجربة جديدة هذا الصيف.

 

  رياض محرز مع ليستر سيتي موسم 2016-2017

 

إسلام سليماني

بالطبع لا يمر الحديث عن "محرز" دون ذكر رفيقه في خط هجوم الثعالب؛ البديل الوحيد على القائمة لا لسبب إلا نجاحه في هذا الدور بامتياز، فلقد سجل الجزائري الدولي في تسع مناسبات صانعًا خمسة أهداف إضافية لزملائه في 1600 دقيقة لعب فقط طيلة الموسم؛ أي أنه يشارك في هدف كل 114 دقيقة تقريبًا17، وهو معدل رائع بالنسبة لبديل.

 

قوة الجزائري وتفوقه الكاسح في الهوائيات جعلته الصفقة الأغلى في تاريخ الثعالب بثلاثين مليون باوند في مطلع الموسم؛ ولكنه تأثر كذلك ببداية ليستر المتواضعة وضعف التدعيمات في باقي المراكز، رغم ذلك كان "سليماني" حاسمًا في كثير من اللقطات؛ أبرزها أتى أمام بيرنلي وكريستال بالاس وويستهام وميدلزبرة، بالإضافة لصناعته هدفين من رباعية فريقه التاريخية أمام مانشستر سيتي، وفي الثامنة والعشرين من عمره يتبقى لسليماني الكثير لتقديمه في المسابقة الإنجليزية.

 

  سليماني مع ليستر سيتي موسم 2016-2017

 

محمد صلاح

ربما كان الانتقال لروما هو أفضل قرار اتخذه في مسيرته بعد تجربة فاشلة في تشيلسي لم ينجح فيها في حجز مكان أساسي في التشكيل.

 

وكأن "صلاح" كان القطعة المنقوصة في نادي العاصمة، انسجم الجناح المصري سريعًا مع أسلوب لعب "سباليتي" عقب فترة كارثية مع "رودي غارسيا"، ونجح الإيطالي المخضرم في تحقيق الاستفادة القصوى من قدراته؛ بل ولا مبالغة هنالك إن قلنا إن طريقة لعب الفريق تمحورت حوله، وبالتحديد حول سرعته الخارقة في المرتدات التي ميزت روما هذا الموسم، وهذا لا يمنع أنه ما زال بإمكان "صلاح" التطور خاصة أن سنه يسمح بذلك.

 

رقميًا، يتربع المصري على صدارة القائمة بعد أن سجل  19 هدفًا وصنع 15 غيرها؛ ليشارك بهدف في كل 92 دقيقة تقريبًا وهو المعدل الأعلى بين أقرانه18؛ ولكن يظل هناك الشعور الدائم بأنه لم يقدم أفضل ما عنده بعد، وأن مزيدًا من العمل قد يقوده لما هو أكبر من روما.

 

حاليًا يدور الحديث عن انتقاله لليفربول في صفقة قد تكلف الكثير19، خاصة أن الاعتماد المبالغ فيه على "ساديو ماني" قد أضر بالفريق في فترات إصابته أو ابتعاده للمشاركة في كأس الأمم، وهو السبب الوحيد الذي قد يرجح كفة "جوليان براندت" على النجم المصري، ورغم ذلك يظل صلاح أحد أفضل لاعبي الدوري الإيطالي ولا شك أن رحيله عن روما بات مسألة وقت، أما وجهة الرحيل فتبقى مسألة "صلاح" نفسه، وتتوقف على مدى ما يمكنه إضافته لإمكانيات رائعة بالفعل.

 

  صلاح مع روما موسم 2016-2017

 

نبيل بن طالب

النجم الأخير على القائمة وأحد المظلومين إعلاميًا في دوري تعاني أغلب مواهبه من نفس المشكلة، فبعد انتقال غير ناجح لتوتنهام لم ينل فيه لاعب الوسط الجزائري ما يستحقه من دقائق، وبعد اهتمام من أرسنال لم يتم تفعيله كالعادة، انتقل "بن طالب" لشالكة مطلع هذا الموسم على سبيل الإعارة بعد تعاقد الـ"سبيرز" مع "وانياما"، ليحتل الموقع الأساسي في قلب الوسط لفريقه، ويصنع 6 أهداف ويسجل 7 غيرها من نفس الموقع20.

 

مؤخرًا، قام النادي الألماني بشراء عقد "بن طالب" نهائيًا مقابل 16 مليون يورو21؛ ولكن من المتوقع أن الخطوة كانت استباقية في ظل اهتمام إنجليزي من طرف ليفربول ومانشستر يونايتد بالعملاق الجزائري22، الذي قد أبرم اتفاقًا ضمنيًا مع مسئولي شالكة يقضي بالسماح له بالرحيل إن عُرض عليه عقد تتجاوز قيمته 25-30 مليون يورو.

 

"بن طالب" يبلغ من العمر اثنتين وعشرين عامًا فقط، وبإمكانه اللحاق بـ"صلاح" و"محرز" في نفس المستوى إن استمر في أدائه الرائع.

 

  
بن طالب مع شالكة موسم 2016-2017

 

قائمة الشرف

عدد من محترفينا لم يحالفهم التوفيق هذا الموسم؛ إما بسبب تراجع مستواهم أو توالي الإصابات أو رؤية المدرب أو قرار خاطئ بالانتقال لتجربة جديدة سلبتهم مزية اللعب كأساسيين، والقائمة تضم المهدي بن عطية من يوفنتوس، أيمن عبد النور من فالنسيا، سفيان فيغولي من ويستهام، محمد النني من أرسنال، ياسين براهيمي من بورتو، أحمد حسن كوكا من براغا، وهبي الخزري من سندرلاند، سفيان بوفال من ساوثهامبتون، وأخيرًا أحمد المحمدي من هال سيتي.

المصدر : الجزيرة