ديربي مانشستر.. عودة مورينيو إلى الأيام الخوالي
كم مدينة في أوروبا لديها فريقان يتنافسان من أجل كل الألقاب؟ في الماضي القريب كانت ميلان هي الإجابة؛ حيث إنتر ميلان وإى سي ميلان هما الناديان الفائزان بألقاب الدوري المحلي وألقاب ذات الأذنين. لكنهما تراجعا، ولا يظهر لأيهما عودة عاجلة.
ربما تتغير الإجابة الآن إلى ناديي العاصمة مدريد؛ الريال وأتليتكو. لكن الكثير من التحليلات تنتظر رحيل سيميوني، ومن ثم رحيل السبب الأساسي في طفرة الروخيبلانكوس. ثم مانشستر.. المدينة الوحيدة التي تمتلك بطلين يمكنهما الاستمرار في الصعود لمنصات التتويج لعقود طويلة قادمة. ناديان يمتلكان مشروعين حقيقيين، وتمويل ضخم يقف خلفيهما.
هناك العديد من النجوم ذائعة الصيت. وهناك مدربان عملاقان. فلماذا يخرج ديربي المدينة بالأمس على هذه الصورة المملة؟ والإجابة الواضحة هي أن السبيشيال وان، والذي يفتخر بأن فريقه هو الأكثر صناعة للفرص هذا الموسم، قد قرر العودة إلى الأيام الخوالي. وكأن مورينيو يفتقد الباص! وعلى الجانب الآخر من المدينة، فيبدو أن بيب كان راضيًا بالنقطة الواحدة أيضًا!
عوضت دكة بدلاء الفريقين كل هذه الغيابات، خاصة مع الميركاتو القوي قبل بداية الموسم ومنتصفه لكل منهما. في اليونايتد، عوّض دالي بليند غياب روخو في قلب الدفاع. ولعب المخضرم مايكل كاريك في وسط ملعب الفريق بديلا عن بوجبا. وفي المقدمة كان خط الهجوم الثلاثي؛ راشفورد ومختريان وأنطونيو مارسيال. وفي السيتي، كانت عودة القائد فينسينت كومباني أهم من غياب ستونز، وبدأ رحيم ستارلينج المباراة في الطرف الأيمن، وليروي ساني في الطرف الأيسر أسفل أجويرو في المقدمة وخلفه دي بروين.
واعتمد البرتغالي طريقة 4-3-3، ولعب بمهاجم وهمي. استعار شكل لعب برشلونة جوارديولا في الأيام الخوالي. وسهّل له هذا الخيار ضعف خط دفاع الفريق الأزرق، وكم الأخطاء الذي يوفره وجود كلاوديو برافو في حراسة مرماه.
ما نتج عن هذه الطريقة في التعامل من المباراة، كان أقل نسبة استحواذ في تاريخ اليونايتد منذ بداية إحصائيات البريمييرليج عام 2004 وكانت 30.8%. وواحدة من أقل مباريات الموسم في الفرص التي صنعها الفريق. و3 تسديدات فقط، منهم اثنين على المرمى بلا خطورة حقيقية. مع تراجع كامل للفريق إلى مناطقه الخلفية!
أظهر بيب تمنيه لو كان يمتلك الفريق قوة أكبر في مراكز ظهيري الطرف. ولكن ارتفاع أعمار زاباليتا وكولاروف قلل من المجهود الذي يمكن بذله في هذه المراكز. ثم قال إن هذه هي إمكانيات فريقه. وأنه يجب أن يحاول توظيف ما لديه.
لكن الملاحظات الأكثر ظهورًا في هذه المباراة كانت القوة التي يضيفها وجود كومباني في دفاع فريق مانشستر الأزرق. بداية من الثقة التي يحظى بها الفريق دفاعيًا. ثم روح القيادة التي يحملها المخضرم البلجيكي صاحب الـ 31 عام. والذي غاب عن معظم لقاءات الفريق هذا العام. بحيث لعب فقط 10 لقاءات هذا الموسم، بعد 22 لقاء في الموسم الماضي، منهم 14 فقط في الدوري.
والملاحظة الأخرى الهامة هي كم الفرص الذي أُتيح لأجويرو، بحيث يمتلك وحده 9 تصويبات على المرمى في لقاء أمس. افتقرت جميعها للدقة اللازمة. 19 تسديدة لمانشستر سيتي في لقاء أمس كان 47% منها للمهاجم الأرجنتيني الهداف، وانتهت كلها تقريبًا فوق العارضة!
أما ما لفت الانتباه بصورة سلبية، فهو التهوّر غير المفهوم للاعب الوسط البلجيكي مروان فيلايني. والذي حصل في أقل من 20 ثانية على بطاقتين صفراوين. بعد اعتداء خارج اللعب على أجويرو. وخرج مورينيو عقب اللقاء معلقًا على سلامة أجويرو، وأنه لم يتضرر من شجاه مع فيلاين. في إشارة لأن الحكم حرم اليونايتد من جهود لاعب آخر في خط الوسط في الوقت الذي يعاني فيه الفريق من إصابات عديدة في هذا المركز.
هل تعلم؟
– أجويرو سدد على مرمى اليونايتد 9 مرات، وهو أكبر رقم يحققه أي لاعب أمام الشياطين الحمر منذ كريستيانو رونالدو في مبارة ريال مدريد بدوري الأبطال في مارس 2013
– أكثر الفرق التي سددت على مرمى اليونايتد هذا الموسم هو مانشستر سيتي (18 تسديدة في مباراة الدور الأول و19 في مباراة أمس)
– يكفي مورينيو الفوز أو التعادل في المباراة القادمة بالدوري ليكسر رقم أليكس فيرجسون في موسم 2010 – 2011 بـ 24 مباراة بلا هزيمة.
– مانشستر سيتي لم ينجح في التسجيل ضد اليونايتد في 4 مرات من آخر 5 لقاءات بين الفريقين.