شعار قسم ميدان

يطور فصائل جديدة.. هل يتحول فيروس كورونا الجديد إلى أصناف أكثر شراسة مع الوقت؟

ميدان - يطور فصائل جديدة.. هل يتحول فيروس كورونا الجديد إلى أصناف جديدة أكثر شراسة مع الوقت؟
تقدمة المترجمة
عبر الرَّابط التالي خريطة بيانيّة تفاعليّة لأشكال انتشار وتطور فيروس كورونا الجديد، في تساوق مع ما ذهب إليه عدد من الدراسات والمجهودات الفرديّة في حصد البيانات ورسم خرائط الانتشار من قبل علماء الأحياء والأمراض، بأنَّ الفيروس يتطوّر كلمّا انتقل من بيئة جغرافية إلى أخرى ومن جسم إلى آخر، بعيدًا عن صورته الأولى التي انتقلت من سوق لحوم الحيوانات البريّة في ووهان. وهو ما تؤكّده بعض الآراء المتناولة في المقالة التالية من مجلة نيوساينتست. 
  
نص المادة
يشير بحث أجري على 103 حالة إلى وجود سلالتين من فيروس كورونا الجديد تنتشران حول العالم، لكن منظمة الصحة العالمية تصر على "عدم وجود دليل على تغيُّر الفيروس". إذن، فكم سلالة هناك، ولماذا يهم الأمر؟
 
الفيروسات دائمة التغيُّر، بالأخص فيروسات RNA الشبيهة بنوع فيروس كورونا سارس "SARS-CoV-2". عندما يصاب الشخص بالفيروس، فإنّه يأخذ بالتناسخ داخل جهازه التنفسيّ، وفي كل مرة يحصل ذلك، تطرأ حوالي ستة تغييرات جينية، بحسب إيان جونز، من جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة. 
  
عندما قام شيالو تانغ وزملاؤه بجامعة بكينغ في بكين بدراسة الجينوم الفيروسي المأخوذ من الحالات الـ 103، اتضح لهم وجود طفرة شائعة في موْضِعَيْن منَ الجينوم. وتمكن الفريق من تحديد صنفين من الفيروس استنادًا إلى تباينات في الجينوم في هذين الموضعين، وصُنّفت 72 حالة تحت فئة "L-type" و 29 حالة تحت فئة "S-type".
   undefined
  
ويشير بحث منفصل أجراه الفريق إلى أن فئة "L-type" تنحدر من فئة "S-type"، ويرجّح بأن تكون السلالة الأولى قد ظهرت في البداية، أي عندما قفز الفيروس من الحيوانات إلى البشر،  في حين أن الثانية ظهرت بعدها بفترة بسيطة، بحسب أقوال الفريق، وكلاهما ضالعان في التفشي العالمي الحاصل، لكن حقيقة أن فئة "L-type" أكثر شيوعا تعني أنها "أكثر عدوانية" من فئة "S-type" بحسب الفريق. 
  
تقول رافيندر كاندا من جامعة أكفسورد بروكس في المملكة المتحدة: "يبدو بأن هناك سلالتان مختلفتان، وقد تكون فئة "L-type" أكثر عدوانية في نقل نفسها للأشخاص، لكننا لا نملك أدنى فكرة عن كيفية ارتباط هذه التغييرات الجينية بخطورة المرض". ويضيف إريك فولز من كلية إمبريال لندن: "أعتقد بأنها حقيقةٌ أنَّ هناك سلالتين من الفيروس، فمن الطبيعي للفيروسات أن تتطور حال انتقالها إلى حامل جديد". 
 
من الضروري أن نعرف عدد السلالات المنتشرة من الفيروس بما أن جماعات عديدة حول العالم تحاول إيجاد لقاح له، فأي لقاح سيكون عليه أن يستهدف الخصائص التي توجد في سلالتيّ الفيروس لكي يكون فعّالا. لكن التباينات التي تم التعرف إليها في السلالتين طفيفة، وفي الحقيقة أن من الصعب اعتبارهما "سلالتين" منفصلتين، بحسب جونز. كما أن العديد من التباينات الجينيّة لن تؤثر في إنتاج البروتينات، وبالتالي فإنها لن تغيّر من طريقة عمل الفيروس، أو الأعراض التي يسببها، بحسب أقواله، وفي رأيه أنَّ أحدهما ليس أكثر خطورة من الآخر. 
    

خبراء الأوبئة متفقون على أن من المستبعد أن يصاب المرء بفيروس كورونا الجديد مرتين، ما لم تكن التغييرات التي تطرأ على الفيروس تسمح له بأن يقهر دفاعات الأنظمة المناعية
خبراء الأوبئة متفقون على أن من المستبعد أن يصاب المرء بفيروس كورونا الجديد مرتين، ما لم تكن التغييرات التي تطرأ على الفيروس تسمح له بأن يقهر دفاعات الأنظمة المناعية
   
ويضيف جونز "في كل الظروف العمليّة، ظلَّ الفيروس على الحال التي كان عليها في أوّل الأمر، وما من دليل على أن الأحوال ستزداد سوءًا"، في توافق مع ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالميّة. كما أن الدراسة التي قام بها تانغ وزملاؤه تشير فقط إلى أن ثمة تنوّعا جينيا في الفيروس، وهذا لا يعني أنه يتغيّر، كما قال أحد الممثلين عن المنظمة لمجلة نيوساينتست. لا نستطيع البت في الأمر، فالدراسة تمثّل 103 من الحالات فقط، وكانت قاعدة بيانات أخرى على الإنترنت قد جمعت عينات من 166 حالة، وكلاهما غيض من فيض 100.000 حالة جرى الإبلاغ عنها (وقت كتابة المقال). 
  
يقول جونز إن من المتوقع ظهور سلالات جديدة، لكن خبراء الأوبئة متفقون على أن من المستبعد أن يصاب المرء بفيروس كورونا الجديد مرتين، ما لم تكن التغييرات التي تطرأ على الفيروس تسمح له بأن يقهر دفاعات الأنظمة المناعية. ويقول جونز إن هذا "الضغط التطوري" يمكن أن يؤدي إلى انتشار سلالة جديدة، وهذا ما يحدث في حالة الإنفلونزا الموسمية، حيث يمكن لأشكال جديدة تظهر كل سنة بأن تصيب الناس سواء تم إصابتهم بها في الماضي أم لا. وبحسب جونز قد يمكننا أن نرى النمط ذاته في ظهور فيروس كورونا الجديد في سنوات قادمة، "فأنا لا أراه يختفي في أي وقت قريب". 
——————————————————
هذا المقال مترجم عن New Scientist ولا يعبر بالضرورة عن موقع ميدان.
المصدر : الجزيرة