شعار قسم ميدان

بين القائد والمنطقي.. لماذا لا يمكنك الثقة باختبار الـ16 شخصية؟

اختبار الشخصية

كان لقائي الأول مع مؤشر مايرز بريغز لأنواع الشخصية (Myers-Briggs Types Indicator) الذي يُعرف بين الناس باسم "اختبار الـ 16 شخصية" الشهير مؤثرا حقا، فقد تطلب الأمر المرور بستين سؤالا فقط لكي أعرف أخيرا من أنا، أنا منطقي، أحمل اللقب "INTP" الذي يعبر عن شخصية تمثل فقط 3% من البشر، ذلك حقا شيء يدعو إلى بعض الفخر، وأنا بالفعل شخص يحب تتبع الأنماط، حل المشكلات بشغف، وأهوى استكشاف العالم من حولي، بل وأستمتع بالأمور المحسوبة والألعاب المنطقية كأنها قطعة كيك لذيذ، ولا يوجد للمشاعر مكان حاسم في الكثير من قراراتي.

 

بعد ذلك كنت سعيدا للغاية بأن شخصيات كرينيه ديكارت، بليز باسكال، وألبرت أينشتاين لهم نفس الصفات مثلي، ثم دفعني ذلك إلى تتبع هذا الاختبار الذي خاضه عبر موقعه الرسمي ما يقترب من مئة مليون شخص حول العالم إلى الآن، مع معدلات تصل إلى مليوني شخص كل سنة، بل وتعتمد عليه مجموعة من الشركات الكبرى من أجل اختيار وتقييم وتنسيق موظفيها، هنا كانت المفاجأة.

 

ما مؤشر مايرز بريغز؟

دعنا قبل الخوض في الجوانب العلمية لتلك المفاجأة نبدأ بتعريف(1) مؤشر مايرز بريجز، وهو اختبار لتصنيف الشخصيات ضمن 16 فرعا طورته كاثرين كوك بريغز وابنتها إيزابيل بريغز مايرز سنة 1940، بناء على نظرية نوع الشخصيات التي أسسها كارل جوستاف يونج سنة 1910 الذي اقترح أن هناك أربعة جوانب نفسية لكل شخصية تسيطر واحدة منها على الأخرى، هذه الجوانب هي: الحس، الحدس، الشعور، الفكر، وعلى نفس السياق يخرج مؤشر مايرز بريغز ليقول إن هناك مجموعة من التفضيلات الأساسية لكل شخص منا في كيفية تعامله مع الخبرة التي يحصل عليها من العالم من حوله، تؤثر تلك التفضيلات في اهتماماتنا، قيمنا، ما يحفزنا وما لا يفعل.

ما يحدث بعد إعادة الاختبار أكثر من مرة ومحاولة التأكيد بـ (أوافق بشدة) بدلا من (أوافق) هو أن تنتقل فجأة من شخصية المهندس الخيالي والهادئ إلى المثالي والغامض والملهم
ما يحدث بعد إعادة الاختبار أكثر من مرة ومحاولة التأكيد بـ (أوافق بشدة) بدلا من (أوافق) هو أن تنتقل فجأة من شخصية المهندس الخيالي والهادئ إلى المثالي والغامض والملهم

ورغم التعقيد الذي يبدو عليه الاختبار للشخص العادي فإنه يقسم الشخصيات من أربعة(2) جوانب فقط، الأول يتعلق بشكل توجيه واستمداد الطاقة، فإما أن يكون الشخص انطوائيا (Introvert) يستمد ويوجه طاقته وبحثه إلى عالمه الداخلي والمسكون بقيمه وخبراته وذكرياته، أو انفتاحيا (Extrovert) يستمد ويوجه طاقته إلى الآخرين والعالم، ويتفاعل معهم بكل طرق التواصل الممكنة، يمثل هذا الجانب الحرف الأول الذي تحصل عليه بعد خوضك للاختبار، فإما أن تكون I أو E، منطوٍ أو منفتح.

 

الجانب الثاني يتعلق بالأسلوب الذي تحصل من خلاله على المعلومات، هل يتم ذلك من خلال إدراكك عبر الحواس الخمس؟ هنا يسمّى الشخص "حسّيا" (Sensing)، أم أن ذلك يتم بشكل أكبر عبر حدسك، أي تركيزك على الصورة الكبرى والعلاقات بين الأشياء وتكرر الأنماط؟ هنا يسمى الشخص "حدسيا" (iNtuative)، ويمثل هذا الجانب الحرف الثاني الذي تحصل عليه في الاختبار، فإما أن تكون S أو N، حسّي أو حدسي.

 

أما الجانب الثالث للنتائج الخاصة بمايرز بريجز فيتعلق بالطريقة التي تضع بها قراراتك وتتوصل إلى نتائجك، فإما أن يكون ذلك عبر تحليل منطقي للأمور والوصول إلى نتائج عقلانية بدرجة أكبر، هنا يكون الشخص من فئة المفكر (Thinker)، أو أن يكون عبر إدماج الآخرين والاهتمام بآرائهم، وما هو مهم بالنسبة لهم قبل أن نحسب الأمور بالشكل المنطقي، وهنا يتسيد الشعور (Feeling)، يمثل هذا الجانب الحرف الثالث الذي تحصل عليه في الاختبار، فإما أن تكون T أو F، مفكر أو شعوري.

الشخصية

أخيرا، يتبقى فقط كيفية اتصالك وتفاعلك مع العالم الخارجي، هل يتم ذلك عبر منهج منظم ذي خطة واضحة صارمة تتطلب التنفيذ لكي نصل إلى أهدافنا؟ هنا تكون من فئة الحازم (Judging)، أم يتم ذلك عبر طريقة عفوية مرنة لا تلتزم بالقواعد ولكن تهتم بتعلم الجديد من الأفكار؟ هنا تكون من فئة المرن المتفهم (Perceiving)، يمثل هذا الجانب الحرف الثالث الذي تحصل عليه في الاختبار، فإما أن تكون J أو P، حازم أو مرن، وبذلك تكتمل القيم الأربعة الخاصة بك.

 

بحسبة رياضية بسيطة إذن تستطيع أن تحسب عدد الشخصيات الخارجة من تفاعل تلك الجوانب الأربعة معا، إنها 4×4 تساوي 16 شخصية، تختلف فيما بينها باختلاف الجوانب الأربعة، فقد تكون (منفتحا، وحدسيا، وشعوريا، ومرنا) أو العكس، أو تتفق في كل الجوانب ما عدا واحدا فقط، وهكذا يقوم النموذج الخاص بمايرز بريجز بإعطاء اسم لكل من تلك الشخصيات الست عشرة، فهناك المنطقي، القنصل، المفكر، الفنان، المغامر… إلخ، وهو اللقب الذي نحصل عليه في نهاية الاختبار مع بعض الصفات الخاصة بشخصياتنا التي هي فقط تفريغ لمحتويات الجوانب الأربعة التي ذكرناها قبل قليل.

undefined

 

هل يمكن الثقة به؟

قبل كل شيء يجب أن نوضح أن أولى المشكلات التي تدفعنا إلى عدم الثقة في هذا النوع من اختبارات الشخصية هي فكرة الحد الفاصل، فرغم أن هناك 60 سؤالا مثلا يمكن أن تجيب عن أي منها بـ 7 إجابات تتراوح بين (أوافق بشدة) و(لا أتفق تماما) فإن ما يفعله البرنامج الخاص بالاختبار هو القيام بعملية جمع بسيطة لأجوبة الأسئلة المتعلقة بالجانب (المنطوي/المنفتح) مثلا وإعطاؤك درجة من خلالها، يعني ذلك أن مجرد تخطيك بقيمة 1% (أي أن تحصل على 51%) باتجاه شخصية المنفتح يضعك ضمن هذا النطاق، بحيث يتساوى المنفتح بقيمة 99% مع صاحب القيمة 75% و55%، وهكذا بالنسبة لكل جوانب الشخصيات، والمشكلة هنا هي أن تناسب الشخصيات في الجمهور العام يشبه الشكل الجرسي الشهير، فالشخص لا يكون (منفتحا) جدا ولا (منطويا) جدا ولكن غالبية البشر تقع في المتوسط بينهما، هنا يخطئ الاختبار في توجيهك إلى أي منهما فقط بإجابة واحدة غير دقيقة، وهل تكون الإجابات دقيقة؟

 

لا، إن ما يحدث بعد إعادة الاختبار أكثر من مرة ومحاولة التأكيد بـ (أوافق بشدة) بدلا من (أوافق) في بعض الأسئلة هو أن تنتقل فجأة من شخصية المهندس الخيالي والهادئ والإستراتيجي إلى المثالي والغامض والملهم، شخصية المحامي، سوف يحدث ذلك دائما لأن شخصياتنا في الواقع ليست كذلك، فهي أولا موجودة في شكل طيف واسع متدرج يحتوي كل من تدرجاته على مجموعة من الصفات، وثانيها هو أنها متقلبة ومتغيرة تبعا لسياقات كثيرة، أضف إلى ذلك أن الخاضع للاختبار في كل الحالات تقريبا ربما لا يستطيع تكوين رأي موضوعي عما تعنيه (أوافق) بالنسبة لـ (أوافق بعض الشيء) أو (أوافق بشدة) مثلا، ما يجعل معظم إجابتنا على الاختبار تتعلق بوجهات نظرنا الخاصة فقط عن الفوارق بين الاختيارات السبعة لكل سؤال.

 

تتسبب تلك المشكلة في ألا(3) يحصل ثلاثة أرباع الخاضعين للاختبار على نفس الشخصية حين يكررون الاختبار بعد فترة، بل إن هناك فرصة بقيمة(4) 50% أن تقوم بتغيير شخصيتك من بين الـ 16 شخصية إذا قمت باجتياز اختبار مايرز بيجرز خلال خمسة أسابيع بعد المرة الأولى، تعتبر تلك مشكلة خطيرة للغاية في مدى موثوقية(5،6،7) (reliability) اختبار ما، وهي الخاصية التي يفشل فيها مؤشر مايرز بريجز، فهو يصدر لنا نتائج مختلفة لنفس الشخصية بسبب تلك الأخطاء.

رغم أن الاختبار يرشح شخصية الـ "INTJ" للعمل كمهندس فإنه في أرض الواقع لا نجد أن المهندسين الأكفاء هم من فئة الـ "INTJ"، قد يكون من أية فئة أخرى
رغم أن الاختبار يرشح شخصية الـ "INTJ" للعمل كمهندس فإنه في أرض الواقع لا نجد أن المهندسين الأكفاء هم من فئة الـ "INTJ"، قد يكون من أية فئة أخرى

يأتي ذلك بجانب مشكلات أخرى تتعلق بمدى صلاحية (Validity) اختبار مايرز بريغز للأغراض التي يُستخدم لها، فاختبار الذكاء مثلا يهدف إلى قياس الذكاء، لكن يمكن للبعض أن يقول إنه اختبار يقيس ما تعلمه الأفراد الخاضعون له في كتب الإعداد لاختبارات الذكاء، أو إنه يقيس جوانب ثقافية أو عرقية، أما بالنسبة لمؤشر مايرز بريجز يمكن لنا أن نختبر جانبين أساسيين يعبران عن مدى صلاحية هذا الاختبار، الأول ذو علاقة بوجود تلك المعايير الأربعة التي على أساسها يبني الاختبار شكله المعروف في الواقع، والثاني حول مدى صلاحيته حينما نضع أفرادا اجتازوه في ظروف لها علاقة بنتائج الاختبار.

 

لقياس مدى صلاحية اختبار مايرز بريغز يمكن أن نستخدم ما نسميه تحليل المعامل(8) (Factor Analysis)، وهو آلية إحصائية لقياس العوامل المتعددة في اختبار ما، حيث إن كان اختبار مايرز بريغز صحيحا يجب أن يعبر عن أربعة تجمعات من الأسئلة التي تشير كل منها إلى أحد المعاملات الأربعة، تكون الأسئلة الخاصة بكل معامل منهم مرتبطة ببعضها البعض وغير ذات علاقة بغيرها في المعاملات الأخرى وإلا فنحن نقيس نفس الشيء عبر معاملي (منفتح/منطوٍ) و(مفكر/شعوري) مثلا وليس نطاقات منفصلة، كذلك يجب أن تفسر نتائج الاختبار معظم المتغيرات بين الأفراد الموجودة على أرض الواقع.

 

لكن ما إن نخضع مؤشر مايرز بريغز لتلك الاختبارات يظهر أن هناك(9) 83% من الاختلافات بين 1291 خاضعا للتجربة من طلاب الجامعات لا تُفسر من قبل هذا الاختبار، كذلك بالتحليل الإحصائي لنتائج الاختبار نجد أن هناك ستة معاملات تنتج وليست أربعة، أضف إلى ذلك أن بعض الدراسات قد وجدت تداخلا إحصائيا بين الأسئلة في النطاقات (حازم، مرن) و(شعوري، حدسي) بحيث ربما تعبر الإجابات فيهما عن نفس الشيء، بل إن هناك مشكلة إضافية هنا، وهي أن الثنائيات في الاختبار قد لا تكون متضادة بالمعنى المفهوم(10)، خذ مثلا فئة الـ (مفكر/شعوري)، وهي تعني أنك إما أن تكون مهتما بالأمور المنطقية أو بالمشاعر والآخرين، ثم قارنها بما نسميه "الذكاء العاطفي" والأشخاص الأكثر قدرة على تنظيم الأمور منطقيا بتنظيم مشاعرهم وعلاقاتهم مع الآخرين، إذن قد يكون المفكر شعوريا أيضا.

الناس

أضف إلى ذلك أن الجمعية القومية للعلوم(11) (National Academy Of Science) -عبر تحليل البيانات الخاصة بالاختبار- أشارت إلى أن المعيار (منفتح/منطو) فقط هو ما استطاع الحصول على درجة عالية من الصلاحية، بينما لا تحصل المعايير الثلاثة الأخرى على تلك الدرجة، في المقابل أضافت أنه لا يوجد قدر كافٍ من الدلائل العلمية التي تؤكد صحة استخدام هذا الاختبار في تقييم الموظفين أو اختيارهم لوظائف بعينها حسب نتائج مايرز بريجز الخاصة بهم.

 

حيث ربما للوهلة الأولى(12، 13) حينما نجد تمثيلا عاليا لشخصيات الـ "ESTJ" في المدرسين بالمدارس الابتدائية فنقول إن الاختبار صادق في الإشارة إلى ذلك، لكن ذلك غير صحيح حينما نقارن نسبة وجود شخصيات الـ "ESTJ" في الجمهور عموما فنجد أنها تمثل نفس النسبة، مما يعني أنه لا يوجد هناك شيء خاص بالنسبة لعلاقة هذا النمط بالشخصيات مع التدريس بالمدارس الابتدائية، علما بأنه لا يوجد دليل واحد(14) يؤكد قدرة فئة معينة من فئات نتائج مايرز بريجز على أداء وظائف معينة أفضل من فئة أخرى، بمعنى أنه رغم أن الاختبار يرشح شخصية الـ "INTJ" للعمل كمهندس فإنه في أرض الواقع لا نجد أن المهندسين الأكفاء هم من فئة الـ "INTJ"، قد يكون من أية فئة أخرى.

 

لماذا هو أشهر اختبار شخصية؟

بجانب كل ما سبق فإن إحدى المشكلات الرئيسة التي تواجه مؤشر مايرز بريجز هي مدى العمومية والضبابية المستخدمة في شرح جوانب الشخصيات وتسميتها، في تلك النقطة تحديدا نلتقي بالسبب الأكبر الذي يجعل من الاختبار رائجا لتلك الدرجة الواسعة رغم أنه غير معترف به بشكل علمي في أرض علم النفس، حيث يظهر الاختبار بشكل أنيق جدا يبدو أنه علمي بسبب تلك الحروف والشكل الذي يضم 16 مربعا مع قدرة لغوية واسعة، لكن تلك هي إحدى أهم خصائص ما نسميه بالعلوم الزائفة، حيث ما يجذب أيا منا لهذا الاختبار هو ما نسميه تأثير بارنوم(15) )Barnum effect)، ويقول إن معظم الناس يميلون إلى قبول وصف فضفاض للشخصية على أنه يصفهم بدقة، دون أن يدركوا أن هذا الوصف نفسه يمكن أن ينطبق أيضا على أي شخص آخر، دعنا نتأمل تجربة برترام فورير النفسي الأميركي لتوضيح تلك النقطة المهمة.

إن علم نفس الشخصية أمر غاية في التعقيد بتعقد الشخصية نفسها ومدى تنوع المعايير الخاصة بها وتأثرها بالبيئة المحيطة، وقد تتسبب متغيرات غاية في التفاهة لا نلتفت لها في أثر واضح على الشخصيات وتكونها وإنتاجها
إن علم نفس الشخصية أمر غاية في التعقيد بتعقد الشخصية نفسها ومدى تنوع المعايير الخاصة بها وتأثرها بالبيئة المحيطة، وقد تتسبب متغيرات غاية في التفاهة لا نلتفت لها في أثر واضح على الشخصيات وتكونها وإنتاجها

دفع برترام الطلبة في قسم علم النفس سنة 1949 إلى اجتياز اختبار شخصية، ثم بعد ذلك أهمل الاختبار وأهمل إجاباتهم تماما وأعطى كلا منهم ورقة بها نفس الكلام العام والفضفاض -من نوعية "تحقيق الأمان هو هدفك الرئيس في الحياة" أو "تفضل التجديد والتنوع، ولا ترضى بأن تحيط بك القيود والحدود"- على أنها وصف لشخصيته كنتيجة للاختبار الذي اجتازه، ثم طلب منهم تقييم مدى اتفاق ذلك التقييم مع شخصيّاتهم، وكانت النتيجة أن معظم الطلبة أجابوا بأن نتائج اختباراتهم الشخصية جاءت متفقة تماما مع شخصياتهم الحقيقية، بينما هي في الحقيقة من تأليف برترام.

 

أضف إلى ذلك أن هناك ما نسميه "النبوءة المُحققة لذاتها" (16) (Self-Fulfilling Prophecy)، وهي التوقع الذي يجعل من نفسه صحيحا بشكل مباشر أو غير مباشر، يشبه الأمر أن تقول لابنتك وهي تحمل كوب العصير وتعبر به بينكم إنها سوف "توقعه فوق أحد من الجالسين"، هنا سوف تتوتر الابنة بسبب ما قلت وتركز بشكل أكبر في مخاوفها من إيقاع الكوب، فتوقعه فعلا، لتقول أنت إن نبوءتك كانت صادقة، لكنك في الحقيقة دفعتها إلى الإيقاع بالكوب، كذلك حينما يقول اختبار الشخصية إنك تنضم إلى فئة ما، ثم تقرأ عن خصائص شخصية تلك الفئة، قد تبدأ أنت في تحقيق تلك الخصائص، بينما لا علاقة لذلك بالصحة من قريب أو بعيد.

 

اختبارات الشخصية -بما في ذلك مايرز بريجز- هي تجارة رائجة عالميا بقيمة 20 مليون دولار، ينتشر فيها قدر مهول من العلوم الكاذبة، بينما في الحقيقة نجد أن علم نفس الشخصية هو أمر غاية في التعقيد بتعقد الشخصية نفسها ومدى تنوع المعايير الخاصة بها وتأثرها بالبيئة المحيطة، وقد تتسبب متغيرات غاية في التفاهة لا نلتفت لها في أثر واضح على الشخصيات وتكوّنها وإنتاجها، إن هذا المحيط الهائج من المتغيرات لا يمكن هضمه من خلال أربعة معايير فقط نستطيع من خلالها أن نحكي ميولك، قناعاتك، الوظائف التي يمكن أن تعمل بها، خصائصك كزوج، أخ، أو صديق مثلا!! إن مؤشر مايرز بريجز، من وجهة نظر علمية، لا يختلف كثيرا عن توقعات الأبراج. (17،18،19،20)

المصدر : الجزيرة