لأن زوكربيرغ وبيل غيتس ليسا إلا استثناء.. نجاحك الدراسي مهم لمستقبلك أكثر مما تعتقد

"كنت مُشخَّصا بصعوبة التعلُّم. لم أكن أفهم الدروس المدرسية على الإطلاق، ولم أكن قادرا على إنجاز أي واجبات. كنت أفشل في أي اختبار ذكاء، وهو ما جعلني أترك صفوف المدرسة وأنا في الخامسة عشرة من عمري. إذا لم أكن مهتما بشيء معين، فإنني لا أفهمه على الإطلاق مهما حاولت".

في الخامسة عشرة من عمره، ترك ريتشارد مقاعد الدراسة للأبد غير مأسوف عليه من مُعلِّميه الذين أجمعوا أنه "لا يصلح للدراسة" بسبب معدلات ذكائه المنخفضة التي تجعله غير مؤهَّل للتعليم العادي. أحد المُدرِّسين نصح والديه أن يذهبوا به إلى إحدى المدارس المُتخصِّصة في تعليم الأطفال المُشخَّصين باضطرابات صعوبة التعلُّم "ديسليكسيا" (Dyslexia) باعتبار أنه لا توجد طريقة أخرى لتعليمه.

 

الغريب أن ريتشارد لم يغادر المدرسة كليا، بل عاد لها بإطلاق مجلة طلابية أطلق عليها اسم "الطالب" (Student). كان تصرُّفا غريبا بالنسبة إلى طالب ترك لتوّه الدراسة أن يُقرِّر إنشاء مجلة طلابية رغم أن مشكلته الأولى أصلا هي عُسر القراءة والفهم. كان يُجري المقابلات مع الطلاب في المدرسة والجامعة، ثم يطلب من زملائه كتابة هذه المقابلات. بعد عام واحد، نجح ريتشارد في اجتذاب بعض المُعلنين في مجلته الطلابية بعد تحقيق نسبة انتشار جيدة.

 

لاحقا، أسَّس ريتشارد متجرا صغيرا لبيع أسطوانات الموسيقى -في الستينيات والسبعينيات- حقَّق انتشارا واسعا. بقدوم منتصف الثمانينيات، بدأ ريتشارد بتوسيع أعماله لتشمل الخطوط الجوية والترفيه، لتتوالى شركاته حتى وصلت إلى 400 شركة مُتعدِّدة النشاطات تعمل في مختلف قارات العالم. وفي يوليو/تموز 2021، صعد ريتشارد في أول رحلة سياحية للفضاء من خلال شركته للصناعات الجوية الفضائية التي أسَّسها عام 2004.

إعلان

 

إذا لم تتعرَّف عليه طوال السطور السابقة، فالحديث هنا عن السير ريتشارد برانسون، رجل الأعمال البريطاني صاحب الثروة التي تُقدَّر بخمسة مليارات دولار، مؤسِّس "مجموعة فيرجن" (virgin group) التي تضم مئات الشركات في مختلف المجالات، وواحد من أشهر رجال الأعمال حول العالم. الأمر المؤكَّد أن مُعلِّميه -وهم الآن في سن التقاعد حتما- لا يُصدِّقون أنه وصل إلى هذه المكانة بأي حال من الأحوال! (1، 2)

GENOA, ITALY - JULY 20: Sir Richard Branson attends Virgin Voyages Unveils Vitamin Sea on July 20, 2018 in Genoa, Italy. (Photo by Vincenzo Lombardo/Getty Images for VIRGIN VOYAGES)
ريتشارد برانسون

هل المتعلمون فقط هم من يؤسسون المشاريع الناشئة؟

 

"دعنا نواجه الأمر، أنتم أنجزتم شيئا ما لم أستطع أن أفعله أبدا".

(مارك زوكربيرغ، مؤسِّس شركة فيسبوك في كلمة له أثناء حفل تخريج دفعة عام 2017 من جامعة هارفارد)

في العقود الأخيرة، صعد بوضوح نموذج رائد الأعمال الملياردير المميز الذي لم يُكمل دراسته. مارك زوكربيرغ مؤسِّس "فيسبوك"، وستيف جوبز مؤسِّس "أبل"، وبيل غيتس مؤسِّس "مايكروسوفت"، وعدِّد ما شئت من أسماء كبار رواد الأعمال الذين استطاعوا تغيير العالم، ولم يكملوا تعليمهم الدراسي سواء بسبب رغبتهم في الانسحاب من الدراسة وبدء مشاريعهم الخاصة، أو بسبب فشلهم في المدرسة أو الجامعة بالفعل وخروجهم من عباءة الدراسة إجباريا للبحث عن النجاح في عوالمهم الخاصة.

 

في استطلاع مهم صدر عام 2017 بالتعاون بين مؤسسة "سي إن بي سي" (CNBC) الإعلامية ومؤسسة "سيرفاي مانكي" (Survey Monkey) البحثية حول المشاريع الناشئة والصغيرة في الولايات المتحدة، وُجد أن معظم أصحاب المشاريع إما لم يذهبوا على الإطلاق إلى الدراسة النظامية، وإما توقَّفوا قبل الحصول على درجة دراسية. بحسب الدراسة، فقط رُبع أصحاب المشاريع الصغيرة قالوا إنهم حصلوا على الدرجة الجامعية -درجة البكالوريوس-، في حين قال 17% منهم إنهم قضوا بعض السنوات الجامعية بدون الحصول على شهادة، وتخرَّج 20% منهم في المدرسة الثانوية بدون الذهاب إلى الجامعة، بينما لم يصل 5% منهم إلى إكمال الشهادة الثانوية أصلا.

 

أما في العالم العربي، فقد كانت النتائج مختلفة بوضوح. وفق استطلاع نُشر نهاية عام 2020 على موقع "statistia" شارك فيه 627 رائدَ أعمالٍ عربيا، يُركِّز على المستويات التعليمية لمؤسسي المشروعات الناشئة في المنطقة، أوضحت النتائج أن النسبة العظمى من المؤسسين العرب حصلوا على شهادة الدرجة الجامعية (البكالوريوس) بنسبة 66%، بينما حصل قرابة الـ 20% على درجة الماجستير، ونحو 10% منهم حازوا على درجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA)، وفقط 2% من مؤسسي الشركات الناشئة العرب لم ينالوا أي شهادة على الإطلاق. (3، 4، 5)

إعلان

 

يجب الإشارة هنا إلى أن هذه الاستطلاعات تُركِّز على مستوى الشهادات الدراسية التي حصل عليها روّاد الأعمال، ولكنها لم تُوضِّح أي ملاحظات حول أداء أو كفاءة أو نجاح هؤلاء الرواد بالمقارنة بمستواهم التعليمي، ولم تُحدِّد الدراسات كذلك مستوى استمرارية المشروعات الناشئة التي يعمل عليها هؤلاء الرواد قبل أو بعد إجراء الاستطلاع.

كيف يتعلم رواد الأعمال؟

 

يظل التساؤل حول أهمية التعليم النظامي الرسمي (المدرسة والجامعة) ومدى تأثيره في نجاح أو فشل رواد الأعمال خصوصا من الجيل الحالي واحدا من أهم التساؤلات التي لم تحظَ بإجابة حاسمة ونهائية حتى الآن. هل النجاح أو الفشل الدراسي يؤثر إيجابا أو سلبا في نجاح رائد الأعمال؟ هل مجموع الثانوية العامة، أو التقدير النهائي الجامعي، يكون أحد مؤشرات نجاح أو إخفاق الأشخاص في عالم ريادة الأعمال وتأسيس الشركات الناشئة؟

 

والسؤال الأهم: هل رواد الأعمال الذين حقَّقوا نجاحا كبيرا رغم حصولهم على درجات سيئة في المدرسة أو الجامعة، أو حتى مغادرتهم التعليم قبل إكماله، يمكن اعتبارهم نماذج استثنائية لا يمكن التعويل عليها؟ أم أنهم يُمثِّلون تيارا حقيقيا لجيل جديد لا يُمثِّل التعليم النظامي له أهمية خاصة في تحديد النجاح من عدمه؟

 

في محاولة للإجابة عن هذا السؤال، أُجريت دراسة بحثية بعنوان "أهمية التعليم في صناعة رواد أعمال ناجحين" في جامعة أليكساندرو إيوان كوزا الرومانية، ونُشرت في منصة "Researchgate" عام 2019. الدراسة ركَّزت على عيّنة محدودة مختارة بعناية من 10 رواد أعمال مختلفي الأعمار أسَّسوا جميعا شركات ناشئة وأداروها لمدة 3-5 سنوات في القطاع التقني بالتحديد، وطرحت عليهم مجموعة أسئلة أساسية من خلال مجموعات نقاش مُركَّزة (Focus Group)، تضمَّنت السؤال عن أنماط التعليم التي يستخدمونها لتطوير مسيرتهم الريادية، وحجم الدور الذي يلعبه التعليم في صناعة رواد أعمال ناجحين.

خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أهمها أن رواد الأعمال يميلون إلى النظر إلى التعليم غير الرسمي باعتباره أكثر سهولة وفاعلية بالنسبة لهم مقارنة بالتعليم الرسمي، وأن رائد الأعمال عندما يكون في حاجة إلى تعلُّم مهارة جديدة فإنه غالبا يتوجَّه إلى شراء دورة تدريبية عبر الإنترنت، أو الاتصال بأحد المرشدين (Mentors)، أو الاستمرار في مشاهدة فيديوهات مُتخصِّصة مرئية، وسماع محتوى صوتي، وشراء كتب لكبار المُتخصِّصين في مجال ريادة الأعمال، بدلا من التفكير في تعلُّم هذه المهارات من خلال الجامعة.

إعلان

 

ومع ذلك، وفي ردّهم على سؤال حول "أهمية التعليم الرسمي" بالنسبة لهم، فقد أجاب معظمهم أنهم يرون أن التعليم عنصر أساسي ومهم للغاية، ولكنه -التعليم الرسمي- لا يكون دائما الخيار الأفضل لهم لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم بالنجاح في عالم ريادة الأعمال، وأنهم يُفضِّلون اتخاذ مسارات التعليم الذاتي لأنها أكثر كفاءة وسرعة وواقعية مع طبيعة هذا المجال. (6)

مشكلة التعليم الرسمي لأشخاص غير رسميين

يمكنني أن أراهن لكم أنني الأكثر غباء في هذه الغرفة. لم أستطِع أن أُنهي دراستي في المدرسة، كنت أكافح في المدرسة فعلا، لكن كل ما أيقنت به منذ صغري هو أن أكثر شيء أحبه بالفعل هو جمع المال. الشيء الذي أحبه فعلا هو التجارة.

 

في محاضرته على مسرح "تيد" عام 2010 بعنوان "دعونا نربّي الأطفال ليكونوا روّاد أعمال"، سلَّط المُنظِّر ورائد الأعمال كاميرون هيرولد الضوء على مجموعة من العوامل في نمط التعليم الرسمي النظامي في المدارس والجامعات، التي اعتبرها مُعرقِلة لتنشئة الأطفال ليكونوا روّاد أعمال بارعين، ناهيك بالتأثير عليهم سلبا في بقية حياتهم وإجبارهم على الالتزام بقوالب معينة تُفرَض عليهم فرضا.

 

من أهم عناصر عدم التوافق بين التعليم النظامي وبين مسيرة رواد الأعمال ومؤسسي المشاريع هو أن مفهوم النجاح في المدرسة والجامعة -بحسب هيرولد- يعتمد اعتمادا كاملا على تجاوز الاختبار، بينما في عالم ريادة الأعمال فإن الاختبار (Test) هو مجرد تجربة من ضمن عشرات التجارب التي يجب إجراؤها للوصول إلى الصيغة الصحيحة للمُنتَج أو الخدمة التي تتناسب مع السوق وبالتالي تحقيق الأرباح. الاختبار هنا مجرد تجربة للتعديل والقياس والضبط، وليس معيارا للنجاح والفشل كما هو الحال في أنماط التعليم الرسمي.

 

الأمر الآخر أن التعليم -من وجهة نظر هيرولد- في معظم جوانبه يجعل الأولوية في الغالب للجوانب النظرية عن الجوانب العملية، مما يجعل هناك فارقا واسعا بين ما يُكتب على الورق وبين ما يحدث في الواقع الفعلي المليء بتقلبات الأسواق. بمعنى أوضح، التعليم الرسمي يُقدِّم الجانب النظري (Theory)، لكنه قاصر في جانب الممارسة والتنفيذ (Practice) الذي يُعتبر هو الجانب الأهم لتحقيق النجاح في عالم الأعمال.

إعلان

 

هيرولد اعتبر أيضا أن المدرسة والجامعة مكان يُنتِج أتباعا في الغالب وليس قادة، أي إن التعليم الرسمي يُنتِج موظفين أكفاء وليس روّاد أعمال مبدعين، حتى إنه اعتبر أن شهادة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA) غالبا ما تُنتِج موظفين تنفيذيين كبار في شركات عملاقة، ولكنها لا تُنتِج ستيف جوبز وبيل غيتس آخر، لأن معايير صناعة رواد الأعمال قائمة في الأساس على دعم الابتكار والاختلاف طوال الوقت، وهو أمر لا تُقدِّمه الدراسة التقليدية في معظم مراحلها. (7)

حتى لا نقع في "مغالطة الانحياز للناجين"

 

مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك في كلمة له أمام الخريجين في جامعة هارفارد التي لم يكمل تعليمه فيها للتفرغ لتأسيس فيسبوك - وسائل التواصل
مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك في كلمة له أمام الخريجين في جامعة هارفارد التي لم يكمل تعليمه فيها للتفرغ لتأسيس فيسبوك – وسائل التواصل

مع حقيقة وجود أمثلة غير قليلة من رواد أعمال كبار حول العالم حازوا ثروات هائلة رغم أنهم لم يكملوا تعليمهم، فإن تأمُّل الأمر من هذه الزاوية فقط هو قطعا نظرة غير مكتملة. فإذا كانت الأرقام والإحصائيات تقول إن عدد مؤسسي الشركات الناشئة من غير المُتعلِّمين كبير، فمن ناحية أخرى، تُخبرنا الأرقام نفسها أن معظم الذين حقَّقوا ثروات تصل إلى المليارات قد حازوا درجة جامعية.

 

بحسب تقرير للبنك المركزي السويسري عام 2018، فإن 60% من مليارديرات العالم آنذاك (1542 مليارديرا) قد حصلوا على درجة جامعية من أربع سنوات عموما. وفي دراسة تحدَّثت عنها صحيفة "كونفيرشن" (Conversion) بعنوان "أسطورة ترْك الدراسة" (The Myth of the college dropout)، ظهر أن نحو 45% من المليارديرات في قائمة فوربس ذهبوا للالتحاق ببرامج أكاديمية متخصِّصة في جامعات تعليمية مرموقة، بينما ذهب 44% آخرون لتلقي برنامج أكاديمي في جامعات أخرى، و10% فقط من المليارديرات في القائمة لم يرد عنهم أنهم تلقوا تعليما نظاميا في أي مكان.

 

وفي مقالة نُشرت في مجلة "ذي أتلانتيك" (The Atlantic) بعنوان "أسطورة النجاح بعد ترك الجامعة: لماذا تكون سببا في جعل ملايين الأميركيين فقراء؟"، ذُكِر أن الأشخاص الذين غادروا الجامعة دون إكمال تعليمهم تقل احتمالات تحقيقهم لمستقبل مزدهر، وأن 71% من الطلاب الذين لم يكملوا تعليمهم الدراسي وتجاوزوا سن الخامسة والعشرين أصبحوا عاطلين عن العمل، أو يعملون بأعمال يتقاضون فيها مبالغ مالية أقل بنسبة 32% من هؤلاء الذين أكملوا تعليمهم.

مع هذه الأرقام يظهر التساؤل: لماذا نرى نموذج الأثرياء الناجحين الذين تركوا المدرسة وحقَّقوا إنجازات كبرى في كل مكان؟ بحسب موقع "إنتربرونور" (Entrepreneur)، هناك عدة أسباب تستدعي إظهار هذه النماذج تحت الأضواء خاصة، أولها أن هذه النماذج أكثر مدعاة للدهشة وأقل مللا. من الطبيعي -نسبيا- أن يُحقِّق الشخص المُتعلِّم نجاحا ما، ولكن عندما يُحقِّق شخص لم يكمل مساره التعليمي نجاحا كبيرا فسيكون هو الأدعى لجذب الأضواء.

إعلان

 

ثم هناك أيضا ما يُسمى "مغالطة انحياز النجاة" (Survivorship bias)، وهي مغالطة منطقية تتعلَّق بتسليط الأضواء على النماذج الناجحة في عملية ما، وتتجاهل سهوا أو عمدا النظر إلى النماذج الفاشلة في العملية نفسها وقياسها، مما يؤدي إلى استنتاج خاطئ تماما. بمعنى أكثر تركيزا، عندما يُسلِّط الإعلام الأضواء على نماذج الأشخاص الذين تركوا الدراسة وأصبحوا رواد أعمال ناجحين وأثرياء، فهو في المقابل يتجاهل حقيقة أن هناك نماذج أكثر عددا لأشخاص تركوا الدراسة بهدف أن يكونوا رواد أعمال ومؤسسي مشاريع وانتهى بهم الحال إلى البطالة ونقص الفرص. (8، 9، 10)

 

في النهاية، بلا شك، يبقى التعليم مهما لتأسيس كل شخص وتزويده بالقواعد الأساسية في المجالات كافة، ويظل التفوُّق في التعليم النظامي حتما أداة لتحسين فرص الحصول على وظائف أفضل بعد التخرج، خصوصا في جانب التوظيف التقليدي. أما اعتبار أن التعليم النظامي يعني بالضرورة تحقيق النجاح، أو أن غيابه يعني بالضرورة الذهاب إلى الفشل، فهو أمر لا يمكن إثباته أو نفيه بالدراسات والإحصائيات، بل هو خاضع للتجربة الذاتية الاستثنائية لكل شخص على حِدَة.

————————————————————————————-

المصادر

  1. ريتشارد برانسون – فوربس
  2. Richard Branson in TED / Dyslexic / ADHD / ADD
  3. A secret many small-business owners share with Mark Zuckerberg
  4. Distribution of founders of pre-seed startups in the Middle East and Africa region in 2020, by education level
  5. دراسة: أكثر رواد الأعمال في المنطقة العربية حاصلون على درجة البكالوريوس
  6. HOW IMPORTANT IS EDUCATION IN CREATING SUCCESSFUL ENTREPRENEURS?
  7. 4 reasons why successful people fail at school
  8. The Myth of the Successful College Dropout: Why It Could Make Millions of Young Americans Poorer
  9. The myth of the college dropout
  10. Are College-Dropout Billionaire Entrepreneurs Really That Common?
المصدر : الجزيرة

إعلان